الملاحقات القضائية للشباب والناشطين.. مؤامرة
زاوية الكتابأطراف بالدولة تسعى لتدمير سمعة البلد، برأي الزيد
كتب ديسمبر 16, 2013, 1:11 ص 1533 مشاهدات 0
النهار
الخلاصة / 'يعقوب'.. ما أدراك ما 'يعقوب'
زايد الزيد
أحاول دائماً أن أبتعد عن التفسير «التآمري» للأحداث، لأن ما يعرف بنظرية «المؤامرة» يعطي السبب أو التفسير المريح لمن يريد أن يفسر حدثاً أو ظاهرة معينة، فمن يستهويهم التفسير «التآمري» لا يريدون أن يبذلوا جهداً في التحليل، فما أن تواجههم معضلة تحليل حدث ما حتى يقوموا فوراً باللجوء إلى نظرية «المؤامرة» وكفى الله المؤمنين شر القتال.
لكن حينما أرى بعض التصرفات التي تقوم بها الحكومة وأقصد تحديداً القضايا التي تم تحريكها ضد من دخلوا مجلس الأمة وضد المشاركين في المسيرات السلمية - كرامة وطن وغيرها- والاعتصامات السلمية أمام بعض السفارات، فإنني لا أجد أي تفسير لمثل هذه الإجراءات سوى نظرية «المؤامرة» التي أكرهها وابتعد عنها دائماً! لماذا؟
إن سبب لجوئي للتفسير «التآمري» لمسألة إغراق الشباب والناشطين السياسيين في القضايا والتي خرجت أحكام غالبيتها الساحقة بالبراءة، وآخرها حكم دخول المجلس الذي سطَّر أروع العبارات الدالة على عمق الفقه القانوني والدستوري لدى هيئة المحكمة وتقديرها الكبير لقيمة الحرية والتعبير عن الرأي، إن سبب لجوئي للتفسير «التآمري» يعود للنتائج الخطيرة التي مُنيت بها سمعة الكويت خارجياً جراء تلك الملاحقات للشباب والناشطين، فبعد أن كنا نفخر بأنه لا يوجد لدينا سجين رأي واحد، باتت سلسلة سجناء الرأي تزداد طولاً، وللأسف الشديد أن معظم سجناء الرأي يحصلون على البراءة في الأحكام النهائية ولكن بعد أن يتم سجنهم لمدد متفاوتة إما كحبس احتياطي واما كحكم غير نهائي، وخسارة سمعة الدولة خارجياً بهذا الخصوص هي مسألة لا يجب الاستهانة بها أو التهوين من شأنها، فنحن دولة صغيرة في هذا العالم المتصارع، نحتاج غيرنا أكثر مما يحتاجنا الغير، وأمم العالم بأسرها وقفت معنا في أحلك الظروف - حينما غزانا المقبور صدام حسين في ليل أظلم - لأننا متفقون على شرعية النظام الذي كفله دستور 1962، ولأن العالم عرف وقتها أن الكويت هذه الدولة الصغيرة لديها دستور يكفل الحريات ويحمي المال العام.
لذلك حينما أرى تصرفات الحكومة التي تدفع نحو تكريس نهج الملاحقات السياسية ضد الشباب والناشطين السياسيين لمجرد تعبيرهم السلمي تجاه قضايا سياسية، فإنني لا أجد تفسيراً سوى أن هناك أطرافاً فيها تسعى لتدمير سمعة البلد لأغراض في نفس «يعقوب»، وما أدراك ما «يعقوب» وما يكنّه
في نفسه؟!.
تعليقات