الصحراء والبحر.. ألوان حية في لوحات 'سوشانا'

رؤى متفاعلة مع العالم وفضاء تجريدي تكتنفه لوحات الفنانة التشكيلية النمساوية سوشانا ال 35 ما بين الصغيرة والمتوسطة تحكي باللون والريشة مراحل متعددة قضتها في سفرها وتجوالها حول العالم تمخضت عن انطباع واحساس ببيئات مختلفة مثل الصحراء والبحر.
ويقول السفير النمساوي لدى الكويت أولريخ فرانك لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش المعرض المقام بتنظيم مشترك بين مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي وسفارة النمسا لدى البلاد ان موضوعات اللوحات التجريدية للفنانة سوشانا تعكس البيئات المختلفة التي رصدتها ويتبدى أسلوبها التجريدي كلما زاد امعاننا في لوحاتها.
وعلاوة على العين التجريدية التي حفلت بها رسالة المعرض الذي يستمر أسبوعا يرى السفير فرانك في معرض الفنانة سوشانا التي ولدت عام 1927 وجالت العالم ككل طيلة حياتها 'فرصة لفتح احدى النوافذ الثقافية على الشعب الكويتي خصوصا مع تزايد زيارات الكويتيين الى النمسا'.
ولا يتوقف السفير فرانك فحسب عند كون المعرض نافذة ثقافية انما ينطلق منها الى فضاء ارحب في العلاقات بين الشعبين والبلدين الصديقين 'حيث زارنا في النمسا هذا العام أكثر من عشرة آلاف كويتي ما شجعنا على تنظيم المعرض سعيا لتكثيف العلاقات الثقافية بين البلدين والشعبين لتتوازى بذلك العلاقات المميزة في المجالين السياسي والاقتصادي'.
أما أموس سشولر النجل الوحيد للفنانة التشكيلية سوشانا فيرى في اللوحات تعبيرا عن المراحل المتعددة التي مرت بها والدته من خلال سفرها وتجوالها حول العالم متناولا البيئات المختلفة في اللوحات لاسيما الصحراء والبحر التي كانت عشقا لديها فضلا عن تركيزها الواضح من خلال التجريد على الاقنعة وفكرة الوحدة على الرغم من انها كانت دائمة محاطة بالاصدقاء.
ويضيف سشولر ان الفنانة سوشانا التي تأثرت وأثرت في الحركة التشكيلية العالمية خصوصا في مدينتي باريس ونيويورك جالت تقريبا العالم كله بحثا عن الالهام والاشتراك في المعارض المختلفة ولها علاقات شخصية مع العديد من أعلام الثقافة والفن مثل بابلو بيكاسو وسارتر وألبرت شفايتزر ولا تزال تمارس شغفها بالرسم في منزلها بفيينا حتى الآن.
ويعود سشولر الى بدايات الفنانة سوشانا في الرسم وفق المدرسة الواقعية الاجتماعية التصويرية لتجد بعد ذلك أسلوبها الخاص في الفن التجريدي ورسومات الخط المصغرة واستخدام الالوان للتعبير عن المشاعر سواء بالالوان المتوهجة النابضة بالحياة أو تلك العميقة الداكنة الحزينة نوعا ما.