الحكومة تدير البلد بأسلوب 'الشِّلل'
زاوية الكتابالزيد: سائرون نحو تدهور أكثر في أوضاعنا العامة وسمعتنا الخارجية
كتب ديسمبر 18, 2013, 12:33 ص 1342 مشاهدات 0
متشائم.. أم لا يوجد ما نتفاءل به؟!
للأسف الشديد أن كل ما بشرتنا به الحكومات الأخيرة من رغبات لها بمحاربة الفساد ذهبت أدراج الرياح، فلقد ترددت على مسامعنا أنه لا مكان للمتقاعسين ولا للفاسدين في أجهزة الدولة، وها هي الأيام تمضي وكذلك السنوات والفساد في ازدياد مطرد ومعها بالتبعية طبعاً يزداد عدد الفاسدين!
أنا شخصياً - وحتماً غيري كثيرون - لم نفاجأ بعدم محاربة الحكومات الأخيرة للفساد والفاسدين، ذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فالطريقة التي يتم على أساسها اختيار الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة تعتمد على المحاصصة والمحاباة، أما معيارا الكفاءة والنزاهة فلا يُلتفت إليهما بتاتاً.
أمر آخر يزيد من تسارع وتيرة الفساد في البلد، هو التغييرات التي تمت على المستوى العالي في الحكومة في السنوات الأخيرة والتي جعلت البلد يُدار بطريقة أقرب لأسلوب «الشِّلل» وليس بأسلوب فريق العمل المتجانس فكرياً في الإدارة والعمل من حيث امتلاك رؤية موحدة للوضع الراهن وجود القدرة على معالجة ذلك الوضع، وشهدنا من خلال الإدارة بطريقة «الشِّلل» أن كل «شلة» جديدة تقوم باقصاء المسؤولين في «الشِّلة» التي سبقتها، الأمر الذي زاد من سوء أحوال الإدارة الحكومية وعدم استقرار العمل في أجهزتها، وبالتالي زيادة معدلات الفساد فيها بشكل غير مسبوق.
يبدو أن كل المؤشرات والمعطيات الحالية لا تدفع أبداً نحو التفاؤل في تغير العقلية التي تدير الأمور بطريقة «الشِّلل»، ومن يرى نوعية التعيينات في المناصب القيادية التي تمت في الفترة الأخيرة، ومن يرى الطريقة التي يتم من خلالها توزيع المشاريع الكبرى بالمخالفة للقانون، يدرك تماماً أننا سائرون نحو تدهور أكثر في أوضاعنا العامة، سواء ما يتعلق منها بشؤون التعليم أو الصحة أو خدمات البنية التحتية أو طريقة إدارة احتياطياتنا المالية الكبرى، هذا عدا التدهور في سمعتنا الخارجية كدولة من حيث التوجه مؤخراً نحو قمع الحريات وزيادة أعداد سجناء الرأي، وهو الأمر الذي يسيء إلينا أيّما اساءة.
ربما يقول قائل انني متشائم، وسأرد على من يقول هذا: أرجوك اعطني سببا أو انجازا واحدا يجعلني أتفاءل وإياك؟!
زايد الزيد
تعليقات