التغيير في الخليج يجب أن يكون بالتنمية لا بالقوة المسلحة.. بنظر ظاري الشمالي

زاوية الكتاب

كتب 494 مشاهدات 0


النهار

الدروازة  /  الخليج والمعادلة الدولية

ظاري جاسم الشمالي

 

بدا الخليج بمجلس تعاونه كقوة تغيير نحو الأسوأ، معولا بالدرجة الاولى على قدراته المالية والاعلامية الضخمة، وبكل أسف متحالفا مع قوى يقاتلها على ارضه ثم يرسلها لتقاتل لحسابه في الخارج.
وما ان انسحب الدعم الغربي والأميركي ورست الأمور على تسوية ما، حتى بدأنا نلاحظ الانعطافات الخجولة التي فككت التماسك الخليجي في بداية الربيع العربي.
ترى لو ان الخليج رفض منطق التغيير بالقوة المسلحة، وحافظ على الضغط السلمي والإعلامي، وضخ تلك الاموال المحروقة في ساحات القتال في عمليات تنمية شاملة للمشرق العربي؟، ألم يكن اليوم أقوى مما هو عليه من ناحية التأثير على الواقع العربي والقوى الدولية.
هل ان العقل السياسي عندنا قاصر عن ادراك اهمية التغيير بالتنمية وليس بالقوة المسلحة التي تدمر ولا تعمر وتفكك ولا توحد، وتذهب بالرصيد العربي الى الحضيض على كل المستويات.
من يضبط ذلك الوحش الذي اطلقته الحروب المتنقلة من العراق الى سورية الى لبنان، وهل أن الذي يكفر النظم والمجتمعات يؤمن بان انظمة الخليج تمثله؟.
لقد أدى الفشل في قراءة بعض المعادلات الدولية والاقليمية الى تضاؤل خطير في حجم الخليج في الحسابات الدولية، وبدت محاولات التمرد على التقارب الروسي الأميركي والايراني الأميركي غير ذات تأثير على مسار الأحداث، اصبحنا ساحة تلقي لتداعيات الأحداث، نردد صدى ما يقوله الآخرون فيما وراء البحر بخجل لاننا كنا ومازلنا طرفا في مشروع يشهد اخفاقا خطيرا على كل المستويات.
ان الساحة الخليجية مفتوحة اليوم على ارتداد الزلزال الذي ساهمت في انفجاره، وقد بدأت بالفعل حملات الاعلام المنظم التي تستهدف بنية النظم السياسية هنا، فمن اكتوى بنار القوة الاعلامية الخليجية فسيرد الضربة بعد او قبل أن يتماثل للشفاء.
يجب ان ننهض بحملة اعلامية وسياسية لتفادي المزيد من الاضرار التي لا شك آتية لان البصيرة السياسية لم تكن بمستوى التحديات والتداعيات.
وككل عمليات الغليان التي شهدها العالم العربي أشعلت النار تحت القدر الخليجي وبدأت شرارات الفتن تنبئ بالأسوأ، فلنتحول اذاً الى قوة تنمية وسلام، قبل ان تحولنا الفتن الى ذكرى في التاريخ.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك