مشاريع الحكومة كما يراها عبد العزيز التويجري خيالات غير ممكنة حالياً
زاوية الكتابكتب ديسمبر 20, 2013, 12:06 ص 415 مشاهدات 0
القبس
مشاريع في الخيال
عبد العزيز التويجري
• بدلاً من دفع المشاريع إلى حيز التنفيذ، يطرحون علينا سرابات وخيالات غير ممكنة حاليا.
تضيع السلطتان، التشريعية والتنفيذية، أوقاتهما وأوقات المواطن بمشاريع تبدو غير واقعية أحيانا، أو على الأقل هناك مشاريع أكثر قابلية للتنفيذ، ومع ذلك تركتاها جانبا، لتشغلانا بأفكار خيالية.
ففي الوقت الذي يتحدث فيه معنيون في البلد عن توقف حوالي %45 من مشاريع البلد الحيوية، ومن بينها مرافق اقتصادية وطرقات وغيرها، وبدلا من أن يتم الدفع بهذه المشاريع الى حيز التنفيذ، فإنهم يطرحون علينا سرابات وخيالات غير ممكنة حاليا، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
موضوع الضرائب على المواطن، وهم يعلمون أن هذا المشروع صعب تحقيقه حاليا، وإن تحقق على الشركات، وهو الأجدى، فلن يتحقق على المواطن، «خلهم» أولا يحصّلون فواتير الماء والكهرباء ثم يطرحون مثل هذا المشروع. وعادة يحصل المواطن الذي يدفع الضرائب في الدول التي أقرت هذا القانون خدمات متميزة، فمثلا في أوروبا، لأن المواطن يدفع الضرائب، فمن حقه أن يمشي على رصيف لا تشغله كراسي المقاهي، هذا أقل شيء.
ثانيا يحتاج الأمر إلى حملات توعية كبيرة لتكريس ثقافة دفع الضرائب، لأنك عندما تريد أن تمرر قانونا ما في بلد ديموقراطي، يجب عليك تهيئة الناس له معنويا وإقناعهم بذلك، لا أن تهبط عليهم بالقانون الجديد بمظلة، ليصبح أمرا واقعا، عند ذلك لن يتقبله الناس حتى وإن كان مفيدا.
الأمر الآخر، هناك هدر في المقدرات المالية، ولو تم ضبط هذا الهدر وإدارة المال العام بشكل جيد بعيدا عن تبرعات السخاء والبذخ في غير مكانه أحيانا، لما فكرت الحكومة مجرد التفكير بكلمة ضرائب.
ومن المشاريع الأخرى التي تبدو غير مستقرة على أرض الواقع، هو ما نسمعه بين الوقت والآخر عن حل للمشكلة الإسكانية ببناء آلاف الوحدات السكنية، ويبدو الأمر كمن يشير إلى سراب على أنه ماء، مثل تشييد ثلاث مدن إسكانية، بدءا بالتصميم والإنشاء والتنفيذ، بقيمة استثمارية تبلغ نحو 40 مليار دولار. ونعرف أن المشكلة الإسكانية عميقة ومتجذرة، وتحتاج إلى حلول واقعية وعملية، وليس بناء قصور في الخيال.
ومن الأفكار التي تبدو غير واقعية الآن، دراسة جدوى امتلاك قمر اصطناعي، وبالتأكيد ندرك أهمية هذا القمر وما سوف يحققه من نتائج إيجابية، ولكن كلنا يعرف أيضاً أن هذه الأفكار ستكبّد الدولة مصاريف هائلة في الدراسات والاستشارات، ثم لن تتحقق، في المدى القريب على الأقل.
هذه ليست نظرة تشاؤمية، بل لدينا طموح لأكبر من ذلك، ولكن المسألة تتعلق في أن أي حلم أو طموح يجب أن يستند إلى قاعدة مستقرة، وقبل أن ننظر إلى الفضاء، علينا أن نحل مشكلة الأرض أولاً، لعلنا نستطيع استدراج معرض «إكسبو» في قرن قادم من الزمان.
تعليقات