'مُهلكة'.. وليد الغانم واصفاً زحمة الشوارع في الكويت

زاوية الكتاب

كتب 3205 مشاهدات 0


القبس

700 ساعة وسط الزحمة سنوياً

وليد عبد الله الغانم

 

ساعتان على الاقل نقضيهما يوميا في السيارة ونحن غارقون وسط زحمة الشوارع المهلكة في الكويت، هذا اذا كنت لا تستخدم السيارة سوى مرتين في اليوم، مشوار نهاري تقضيه في الذهاب والعودة من العمل يستغرق نصف ساعة في كل اتجاه في الظروف الجيدة، ومشوار مسائي آخر للتسوق أو زيارة أو عمل يستغرق منك ايضاً في المتوسط ساعة ذهاباً واياباً.

ماذا عن الساكنين في الاحمدي والجهراء اذا تطلبت اعمالهم الانتقال الى العاصمة وحولي والعكس؟ تتضاعف المدة ليس من طول المسافة، وانما من كثافة الشوارع التي فاقت المعقول، ويحكي لي بعض الاصدقاء ان مشوار الدوام الصباحي يأخذ منهم ساعة كاملة بالرغم من خروجهم من منازلهم قبل السابعة صباحاً، أليس هذا نوعاً من المشقة والاذى على الناس، فكيف اذا صادفك في الطريق حادث مروري أو سيارة متعطلة أو موكب رسمي فيصبح يومك لا يطاق.

ساعتان في اليوم يعني 60 ساعة شهرياً بما يعادل اكثر من 700 ساعة تقضيها سنوياً في سيارتك، وهي مدة توازي شهراً كاملا في السنة، وانا واثق بان هذا هو الحد الادنى مما يضيع من اعمار الناس واوقاتهم بسبب الزحمة المرورية الخانقة.

«طيب»، الا تستدعي هذه الظروف القاهرة اعادة النظر في مواعيد العمل وساعات الدوام الرسمية؟ الا تستفز المسؤولين حالة الناس واولياء الامور وهم يتسابقون لتوصيل ابنائهم أو للعودة اليهم يوميا في المدارس؟ الم يفكر احد في الاضرار الاجتماعية والاقتصادية والعملية التي تلحق بالموظفين والمؤسسات الحكومية والمراجعين واصحاب الشركات من هذة الحالة.. الى متى تظل الامور على هذه الحال؟

الى ان تتحسن احوال الطرق باي وسيلة كانت، لنبحث عن أمور نستغلها بفائدة اثناء قضائنا مئات الساعات المهدرة من حياتنا سنويا تحت كارثة الزحمة، ولنحولها الى وضع ايجابي اما بالاستماع الى ما يفيد، واما باصطحاب من نحب واما بتغيير جذري في نظام الانتقال اليومي أو بأي فكرة تعود علينا بنفع، فان كانت الزحمة تحاصرنا بسبب تقاعس المسؤولين وتخاذلهم فلا نجعل نكبات هؤلاء المقصرين عبئا اضافيا على حياتنا.. والله الموفق.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك