تخاذل المجتمع عن نصرة 'البدون' أمر مؤسف.. بنظر سليمان الخضاري
زاوية الكتابكتب ديسمبر 21, 2013, 1:09 ص 1004 مشاهدات 0
الراي
فكر وسياسة / 'البدون'.. وضميرنا الأخلاقي المتبلد!
د. سليمان الخضاري
هل تتذكرون كل تلك الضجة المصاحبة لتحركات واحتجاجات المعارضة الموجهة ضد استمرار مجلس 2009 ومن ثم ضد مرسوم الصوت الواحد؟
بغض النظر عما إذا كنت مؤيدا للمعارضة أو الحكومة حينها، لكن ما يلفت النظر حقيقة هو استخدام البعض لنظرية أن «الضغط يولد الانفجار»، وأن النزول للشارع وبتلك الكثافة كان نتيجة طبيعية للاحباط الذي غزا قلوب الناس من قدرة الممارسة السياسية الاعتيادية على إحداث نقلة نوعية في طبيعة العمل السياسي وترشيده ومحاربة الفساد وآثاره.
هذه النظرية التي لا ننفي صحتها جزئيا، ممكنة التطبيق تماما على أحداث أخرى تجري هذه الأيام، بل لعلي أدعي أن القضية التي نحن بصددها هي أصدق وأقرب للكثير من المعاني الإنسانية من معظم القضايا التي شغلت الرأي العام اخيراً، ألا وهي طبعا قضية البدون، خصوصا في ظل ما يحدث هذه الأيام من تصعيد لاحتجاجاتهم، وتصعيد مضاد في الاتجاه الآخر يتمثل بازدياد التمسك بالخيار الأمني والترويج له كمخرج وحيد للأزمة.
ما يحدث للبدون ببساطة هو أنهم بشر فقدوا الأمل أو يكادون، ولا نحتاج لسرد قائمة من الأمور التي يتم التضييق عليهم فيها للبرهان على ذلك، والمؤسف بشدة أن المجتمع ككل يراقب ما يحدث لهذه الشريحة الضخمة من الناس من دون أي محاولة جادة للدفع في طريق الحل، مع جل الاحترام طبعا لبعض الجهود الطيبة هنا وهناك.
كل أسبوع بتنا نسمع عن مظاهرات جديدة للبدون وتصد أمني يوصف كثيرا بالشدة المفرطة، من دون أن يحرك فينا هذا ما تبقى من ضمير قد يهب لإنقاذ مستقبل أطفال البدون وأحلامهم من الضياع، في الوقت الذي ننغمس حتى النخاع في صراع وصدام شرس مع خصومنا السياسيين على قضايا لا تتسبب في عشر المقدار من المعاناة التي تتسبب فيها قضية البدون لأصحابها.
حراكنا السياسي أيها السادة ليس حراكا أخلاقيا أو حقوقيا، فمادامت القدرة متوافرة لحشد المؤيدين من أجل كلمة لهذا القطب السياسي أو ذاك في قضية خلافية مع السلطة التنفيذية، وما دامت تلك القدرة على التحشيد تتوارى خجلاً عند نداء الضمير في قضية لا يستطيع السياسيون التكسب منها، لن نستطيع أبداً وصف ذلك الحراك والمطالب بالأخلاقية أو الحقوقية.
ولمن مازال لا يفهم الجانب النفسي في تحركات البدون نقول رحم الله أبي ذر الذي قال يوما:
«عجبت لمن لم يجد قوت يومه، كيف لا يخرج للناس شاهراً سيفه»
هذا في من لم يجد قوت يومه... فماذا عمن فقدوا الأمل في حاضرهم... ومستقبلهم على السواء؟!
تعليقات