عن إيران واستراتيجيات الحبارى الخليجية!.. يكتب محمد الدوسري

عالم اليوم

غربال  /  الأحواز والخليج واستراتيجية الحبارى

محمد مساعد الدوسري

في عالم القنص تستفيد كثيراً من التجارب والقصص والمعاني والعبر التي تجري أثناء المعركة الأشهر في الدنيا، وهي معركة البقاء بين الصياد والفريسة، وعند إطلاق الصقر الحر على الحبارى، يعجز عقلها البسيط عن إيجاد استراتيجيات للتخلص من هذا الصقر، وتحتفظ وتتوارث هي ونسلها استراتيجيتين وحيدتين للخروج من هذا المأزق، فإما أن «تكوبر» أو تهرب.

الحبارى «تكوبر» وتعني لغير هواة القنص نفش ريشها لتكون أو لتوهم الصقر بأنها أكبر حجماً منه، وعندما تفشل استراتيجيتها المتخلفة، تتجه لما تجيده بشكل كبير، وهو إطلاق جناحيها الكبيرين للريح هرباً من مخالب الصقر الذي يتمتع بمطاردتها وضربها بمخالبه الحادة.

إيران تتدخل في كل بلد خليجي وعربي تقريباً طوال السنوات الماضية، وهي تتدخل بلا أي حق تاريخي أو شيء تستند عليه إلا بصناعتها لحقها في حماية الأقليات الشيعية، وهي بذلك صنعت عذراً ومدخلاً لها، عربياً وخليجياً خاصة، نملك حقيقة تاريخية قائمة على حق العرب في الساحل الشرقي للخليج العربي، ولعل إمارة الأحواز التي أهدتها بريطانيا العظمى لإيران أكبر دليل على ذلك.

اخوتنا في الأحواز لهم حقوق علينا، وهم يستصرخون العرب  يومياً لعلهم يساعدونهم في تحرير بلادهم من الاحتلال الإيراني الغاصب والظالم والمستبد القاتل للأحوازيين، ومع اشتداد التدخلات الإيرانية في بلداننا العربية والخليجية، كان من الطبيعي أن تساند دولنا كل أحوازي يسعى لتحرير بلاده، بل أن العقل والمنطق والمصلحة تقول أننا يجب علينا مساعدة الكرد والبلوش والأذريين أيضاً، وكل عرقية تريد أن تتحرر من تحكم الفرس في الدولة الإيرانية.

العجيب في أمر العرب عامة والخليجيين خاصة أنهم لا يتحركون نهائياً في ملف دعم الأقليات داخل إيران، وكأن هذا الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد، أما من يقول أن آداب حسن الجوار أو حتى الخوف من إيران هو الذي يمنع من دعم الانفصاليين هناك، فهذه حماقة لا حماقة بعدها، فإيران أصلاً لم تتورع عن التدخل واحتلال بلدان عربية بأكملها، ولم تحترم جوارا ولم تمنع إرهاباً يضرب بلادنا بمحركات إيرانية بين فينة وأخرى.

نعود لاستراتيجيات الحبارى، مع أول طعم رمته إيران للعرب، تسارعت الدول الخليجية إما في نفش ريشها لترهيب إيران وهي قليلة، أو أنها هربت من حقيقة أن إيران صقر جارح يريد الانقضاض علينا في الخليج، لكن هذه الدول هربت للأسف إلى أحضان العدو، ألم أقل لكم، إنها استراتيجيات الحبارى.