اطلاق نار على متظاهرين في بانغي وسقوط قتيل
عربي و دوليديسمبر 23, 2013, 8:34 م 547 مشاهدات 0
اطلق جنود تشاديون في قوات الاتحاد الافريقي المنتشرة في افريقيا الوسطى الاثنين النار على متظاهرين في بانغي ما ادى الى سقوط قتيل وزاد من ريبة السكان الذين يتهمونهم بالتواطؤ مع المتمردين السابقين في حركة سيليكا.
وقد احتشد الاف المتظاهرين غالبيتهم من المسيحيين عند مدخل مطار بانغي مطالبين 'برحيل' الرئيس ميشال دجوتوديا اول رئيس مسلم للبلاد التي يدين غالبية سكانها بالمسيحية.
كما يطالب المتظاهرون برحيل الجنود التشاديين من القوة الافريقية مرددين هتافات 'لا تشاديين في بانغي'. ورفع بعض المتظاهرين لافتات كتب عليها 'نعم لعملية سانغاريس' التي يقوم بها الجيش الفرنسي و'لا للجيش التشادي'، فيما كتب على اخرى 'نعم لفرنسا، لا لسيليكا' حركة التمرد السابقة التي يهيمن عليها المسلمون وتولت السلطة منذ آذار/مارس 2013.
وحوالى الساعة 7,40 (6,40 ت غ) اقتربت سيارتا دفع رباعي تقلان جنودا تشاديين تابعين لقوات الاتحاد الافريقي من المتظاهرين الذين رشقوهم بالحجارة. فرد الجنود التشاديون باطلاق النار في الهواء وباتجاه الحشد.
وتدخل جنود فرنسيون بسرعة واطلقوا النار في الهواء لتفريق اخر المتظاهرين وانهاء الحادث. كما قاموا باجلاء الضحايا.
وقتل شخص بالرصاص، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.
من جهتها، قالت لينديس هوروم منسقة المنظمة غير الحكومية اطباء بلا حدود في بانغي ان حوالى اربعين جريحا نقلوا الى مستشفى للحالات الطارئة اقيم في المطار.
واضافت ان 'ثلاثة من الجرحى في حالة خطرة واحدهم اصيب بالرصاص'.
وروى احد الجرحى ويدعى لودوفيك 'جئت لاتابع التظاهرة واصبت بجرح في ساقي'.
وقال احد المتظاهرين 'اننا نطالب بحقوقنا لكنهم يقتلونا'. هناك الكثير من التجاوزات، لم نعد نحتمل ذلك. التشاديون ارهابيون'.
واستطردت شابة قائلة 'نرى ذلك هنا منذ اشهر. انهم يقتلونا كالحيوانات. لا نريد جنودا تشاديين في ميسكا'، القوة الافريقية.
ويتهم سكان بانغي المدينة المأهولة بغالبية مسيحية التشاديين في القوة الافريقية بالتواطؤ مع المتمردين السابقين في سيليكا.
وتعتبر تشاد برئاسة ادريس ديبي ايتنو حليفا لفرنسا لا غنى عنه في افريقيا الوسطى ومنطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى.
كما انها قوة اقليمية تتمتع بوجود كبير في جمهورية افريقيا الوسطى. ويرى كثيرون يد نجامينا وراء استيلاء حركة التمرد سيليكا بالسلاح على الحكم في اذار/مارس 2013.
وسيليكا التي تم حلها رسميا بعد ان زرعت الرعب خلال اشهر في بانغي، تضم في صفوفها مرتزقة تشاديين وسودانيين وتتهمم بالمسؤولية عن التعديات على السكان.
وكرد فعل على ذلك تعرض رعايا تشاديون في الاسابيع الاخيرة لهجمات من ميليشيات مسيحية للدفاع الذاتي تطلق على نفسها اسم 'انتي بالاكا' (ضد السواطير) ومن السكان.
وفي عملية خلط لا تنتهي، بات السكان المسيحيون في بانغي يرفضون وجود تشاديين ومواطنين من افريقيا الوسطى متحدرين من شمال البلاد ومدنيين مسلمين لانهم يعتبرونهم من حركة سيليكا المتمردة سابقا.
وسرعت اعمال العنف هذه التدخل العسكري من قبل فرنسا التي تسعى منذ ذلك الحين الى نزع سلاح المتناحرين وتعمل بالتنسيق مع قوات الاتحاد الافريقي التي تعد 3700 جندي.
وبعد هدوء لبضعة ايام تجددت اعمال العنف منذ مساء الخميس واندلعت بصورة متقطعة في احياء عدة حيث التوترات الطائفية لا تزال حادة والوضع مضطرب للغاية.
ويوم الاحد تظاهر مسلمون وانصار لسيليكا للتنديد هذه المرة ب'انحياز' الجنود الفرنسيين ال1600 في عملية سانغاريس.
وفي اليوم نفسه قتل ثلاثة مقاتلين من حركة التمرد السابقة على يد الجنود الفرنسيين في اشتباك مع مجموعة من الرجال 'كانت تستعد لاستخدام اسلحتها'، كما قالت هيئة الاركان الفرنسية.
لكن المتحدث باسم رئاسة افريقيا الوسطى غي سانبليس كوديغي قال اليوم ان المقاتلين الثلاثة كانوا من 'افراد الحرس الرئاسي (...) وقتلوا بدم بارد بايدي عناصر في قوة سانغاريس'، اسم العملية الفرنسية في هذا البلد.
واضاف كوديغي في اتصال هاتفي ان 'الامر لم يكن يتعلق بعملية نزع اسلحة بل جرى اطلاق النار خلافا لما قالته بعض وسائل الاعلام الفرنسية'، موضحا ان المتمردين السابقين 'قتلوا على الرغم من ابرازهم اوامر مهماتهم وشاراتهم'.
واكد ان 'الامر كان متعمدا'. ومنذ بدء عملياته لتجريد الميليشيات والمجموعات المسلحة من اسلحتها، نزع الجيش الفرنسي اولا السلاح من مقاتلي سيليكا الذين تم تجريد معظمهم من اسلحتهم ووضعوا في ثكنات.
ويعتبر عدد من المسلمين ان عملية نزع الاسلحة هذه تحرمهم من حماية مقاتلي سيليكا وتتركهم عرضة للانتقام الشعبي وميليشيا 'ضد السواطير' المسؤولة عن ارتكاب العديد من الفظاعات في الايام الاخيرة. وهم يحملون مسؤولية ذلك للجيش الفرنسي الذي اكد من جهته مرارا وتكرارا 'حياده' وقام الاسبوع الماضي بعمليات عدة لنزع السلاح من مقاتلي 'انتي بالاكا' في معاقلهم في بانغي.
اما في بقية مناطق العاصمة فان الوضع كان هادئا صباح الاثنين بعد ليلة لم يسجل فيها اي حادث يذكر. واستؤنف النشاط كالمعتاد في وسط المدينة.
ومن جانب اخر، طالب متحدث باسم ميليشيات 'انتي بالاكا' المسيحية الاثنين ب'الانسحاب الفوري' للقوات التشادية من هذا البلد.
وقال سيلفستر ميسكا في بيان مقتصب حصلت على نسخة منه وكالة فرانس برس في بانغي على نسخة منه 'نطالب بالانسحاب الفوري وغير المشروط للقوات التشادية'.
ومن جانب اخر، اكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال اجتماع لمجلس الوزراء الاثنين ان تدخل فرنسا في افريقيا الوسطى مبني على ثلاث مبادئ هي التموقع ما بين االمتحاربين والحيادية ورفض العنف ، حسبما ذكرت المتحدثة باسم الحكومة نجاة بلقاسم فالو.
واضافت ان 'الوجود القوات الفرنسية هو وجود محدود في الوقت والحجم'.
وينتشر حوالى 1600 جندي فرنسي في افريقيا الوسطى ضمن عملية بدأت في الخامس من كانون الاول/ديسمبر الجاري.
تعليقات