(تحديث1) السيسي الأقرب للرئاسة رغم الإنقسام

عربي و دولي

رويترز عن معارضيه: قائد الإنقلاب الدموي على رئيس منتخب

1530 مشاهدات 0

السيسي

لم يعد السؤال في مصر هل سيرشح القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي نفسه لمنصب رئيس الدولة بل متى سيعلن إقدامه على هذه الخطوة. ولثاني مرة في ثلاثة أيام قالت وسائل إعلام محلية يوم الإثنين إن السيسي حسم أمر ترشحه نهائيا.

وفي وقت لا يوجد فيه مرشحون واضحون للمنصب ظل المصريون يتكهنون بشأن نيات القائد العسكري الذي عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو تموز مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي قد تجرى في ابريل نيسان.

وسيكون من شأن ترشح السيسي زيادة الانقسام بين المصريين الكثيرين الذين يعتقدون أن يدا قوية مطلوبة لتسيير البلاد في جو أزمة وبين الإسلاميين الذين يقع عليهم الجانب الأكبر من حملة على المعارضة.

وقال مسؤول في الأجهزة الأمنية تحدث إلى رويترز طالبا ألا ينشر اسمه 'على الأرجح سيعلن السيسي أنه سيخوض انتخابات الرئاسة.' وأضاف 'قيادة الجيش عبرت في اجتماع عقد في الآونة الأخيرة عن تأييدها لترشحه.'

وصارت مسألة نيات الترشح عند السيسي أكثر إلحاحا منذ أعلنت السلطات التي يدعها الجيش أن الانتخابات الرئاسية ستسبق الانتخابات التشريعية التي كان مقررا أن تجرى أولا.

ولم يقل الجيش شيئا في العلن بشأن نيات السيسي التي كانت المسألة البارزة خلال الفترة الانتقالية التي تلت عزل مرسي بعد احتجاجات شوارع حاشدة على حكمه يوم 30 من يونيو حزيران.

وردا على تقرير لمحطة تلفزيون قال إن السيسي سيترشح لشغل المنصب أصدر الجيش بيانا يوم السبت قال فيه إن الجيش لم يصدر شيئا بهذا الشأن عبر مصادر مجهلة وحث وسائل الإعلام على اتباع القواعد المهنية في التغطية.

لكنه لم ينف بوضوح العناصر الرئيسية للتقرير الذي تلي في برنامج حواري على محطة تلفزيون إم.بي.سي مصر. وجاء في التقرير أن السيسي سيخوض الانتخابات الرئاسية وأن الفريق صدقي صبحي رئيس أركان القوات المسلحة سيحل محله في منصب وزير الدفاع والقائد العام للجيش.

وما من شك في أن السيسي سيكسب الانتخابات وهو ما سيعيد عقارب الساعة إلى الوراء عندما كان رجال من الجيش يكسبون الاستفتاءات والانتخابات الرئاسية وهو الوضع الذي أنهاه مرسي بفوزه في انتخابات عام 2012.

ورغم أن السيسي يتمتع بتأييد واسع بين المصريين الذين يشعرون بالسعادة لأنهم رأوه ينهي حكم مرسي فإنه في نظر مناوئيه الإسلاميين شرير لأنهم يرونه العقل المدبر لانقلاب دموي أطاح بأول رئيس فاز بالمنصب في اقتراع حر.

وشنت الحكومة التي يدعمها الجيش حملة على جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي مما دفعها للعودة للعمل السري وأثار مخاوف من حالة عدم استقرار قد تطول. وألقي القبض أيضا على معارضين علمانيين بارزين فيما كان ضربة للحريات السياسية.

لكن مؤيدي السيسي يرون أنه الرجل القوي المطلوب لتحقيق الاستقرار بعد ثلاث سنوات من الاضطراب. وظهرت صوره في لافتات وعلى أغلفة قطع الحلوى وجعلته وسائل الإعلام بطلا وأنتج منتجون أغاني يتردد فيها اسمه واسم الجيش.

وفي آخر تصريحات علنية له عما إذا كان سيخوض الانتخابات الرئاسية ترك السيسي (59 عاما) الباب مواربا بقوله لصحيفة كويتية في مقابلة نشرت يوم 21 من نوفمبر تشرين الثاني: لنر ما تأتي به الأيام.

وقال قريبون من تفكير السيسي إنه يدرك ما تقتضيه فكرة أن يخوض انتخابات رئاسة دولة تواجه أزمات سياسية واقتصادية ولكن في الوقت الذي لم يتبق فيه وقت لتقديم مرشح آخر للشعب يقول محللون إنه ليس أمامه اختيار.

وليس مرجحا في رأي محللين وسياسيين أن يعلن السيسي الذي تلقى تدريبا في الولايات المتحدة عزمه على الترشح قبل استفتاء على تعديلات دستورية مقرر إجراؤه في 14 و15 من يناير كانون الثاني ويعد جزاء مهما من خطة المرحلة الانتقالية.

والاستفتاء هو المرة الأولى التي يدلي فيها المصريون بأصواتهم منذ عزل مرسي ويعتبر اقتراعا بالثقة في خارطة الطريق وفي السيسي وفي التعديلات الدستورية نفسها.

وتنبأ رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي محمد أبو الغار بأن يعلن السيسي ترك مناصبه الرسمية للترشح للمنصب بعد الاستفتاء. وبعد ذلك سيعد للانتخابات.

وأضاف أبو الغار الذي ينتمي رئيس الوزراء المؤقت حازم الببلاوي لحزبه أن هذا هو ما يرجح حدوثه.

وتوقع أبو الغار أيضا ألا يخوض أي مرشح ليبرالي أو يساري الانتخابات إذا رشح السيسي نفسه. ولم يعلن أحد من المرشحين الذين خاضوا الانتخابات مع مرسي ترشحه للانتخابات الجديدة.

وقال حزب النور السلفي الذي جاء ثانيا في الانتخابات التشريعية السابقة إنه لن يتقدم بمرشح للرئاسة.

وتتناقض ندرة المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة مع وفرتهم في انتخابات عام 2012 وكان بينهم القائد الأسبق للقوات الجوية الفريق أحمد شفيق والسياسي اليساري حمدين صباحي والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح وهو إسلامي معتدل.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد إن الانتخابات الرئاسية قد تتحول إلى 'استفتاء رئاسي' على السيسي أكثر من أن تكون منافسة حامية. واضاف 'أنا متأكد من أنه سيكون هناك مرشحون آخرون لكني لا أعتقد أنه سيكون هناك أي مرشحين جادين لديهم الشجاعة أو الجرأة لمنافسة السيسي.'

من جهة أخرى يبدأ المصريون بالخارج غدا التصويت على مشروع التعديلات الدستورية فى 161 دولة؛ وذلك حتى الثانى عشر من يناير الجارى.

وقال المستشار هشام مختار، المتحدث باسم الجنة العليا للانتخابات إن 'ما يزيد على 681 ألف مصرى بالخارج سجلوا بياناتهم سوف يدلون بأصواتهم فى الاستفتاء فى ما يقرب من 138 مقرا انتخابيًا بالقنصليات والسفارات بالخارج'.

وأضاف مختار خلال مؤتمر صحفى عقدته اللجنة يوم الاثنين، أن 'عملية فرز الأصوات ستبدأ فى 13 يناير على أن يتم الانتهاء منها يوم 15 يناير ثم يتم تسليم النتائج إلى اللجنة العليا للانتخابات داخل الحقائب الدبلوماسية'.

ومن جانبه، أكد المسئول عن تحديث قاعدة بيانات الناخبين، المهندس طارق سعد، عضو الأمانة العليا باللجنة العليا للانتخابات، أن 'اللجنة أغلقت الباب أمام تسجيل المصريين بالخارج يوم 2 ديسمبر الماضى ولا صحة للأنباء التى ترددت عن مد باب التصويت'، موضحًا أن 'عدد المصريين العائدين من الخارج ممن سجلوا بياناتهم بلغ 18 ألفا و793 مصريًا'.

وأوضح «سعد» أن 'التعديلات الأخيرة التى أجراها الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، على مواد بقانون مباشرة الحقوق السياسية والخاصة بإجراءات تصويت المصريين بالخارج لن تعطى الحق لأى مصري بالخارج فى التصويت لأن القانون يشترط أن يكون بالضرورة سجل بياناته للتصويت وبالتالى فإن من سيصوت على الدستور من المصريين بالخارج سيكون ضمن العدد المسجل (681 ألفا و695 مصريًا).

وتصدرت المملكة العربية السعودية العدد الأكبر من حيث عدد المسجلين بـ312 ألفا و557 بنسبة 45.8 %، لتتصدر دول العالم أجمع، تلتها الكويت بـ132 ألفا و225 مسجلا، ثم دولة الإمارات بـ67 ألفا و698 مسجلا، تلتها قطر بـ42 ألفا و100 مسجل.

وجاءت إيطاليا فى مقدمة الدول الأوربية بـ11 ألفا و480 مسجلا، فيما بلغ المسجلون فى الولايات المتحدة الأمريكية 31 ألفا و705 لتتصدر قائمة القارتين الأمريكيتين الشمالية والجنوبية.

الآن - رويترز

تعليقات

اكتب تعليقك