استمرار فعاليات مهرجان القرين الثقافي

منوعات

الجلسة التاسعة: الاقتصاد العربي بين التخلف والتطور الحضاري

952 مشاهدات 0

جانب من جلسات مهرجان القرين

واقع الاقتصاد العربي ومستقبل التنمية، تحت هذا العنوان قدم د. عبد العزيز الدخيل الخبير الاقتصادي في السعودية ورقة بحثية في الجلسة التاسعة من جلسات ندوة 'أزمة التطور الحضاري العربي' وشاركه على الطرف الآخر د. وليد السيف من الكويت وقدم بدوره ورقة بحثية عنوانها ' الاقتصاد العربي بين التخلف والتطور، وأدار الجلسة د. علي الكواري.
تمحورت ورقة الدكتور عبد العزيز الدخيل حول موضوعين رئيسين هما، 'واقع الاقتصاد العربي' و 'ومستقبل التنمية في البلاد العربية'، وفي المحور الأول يقول الدخيل إن للتخلف الاقتصادي في العالم العربي أسباب عديدة، لكن التخلف السياسي كان له دور مهم وفاعل في إعاقة التنمية الاقتصادية وإحداث ثورة أو نقلة اقتصادية تأخذ بالدول العربية من مرحلة الاعتماد على الزراعة والرعي واستخراج المعادن والبترول إلى مرحلة التقدم الصناعي والتكنولوجي، مؤكدا أن الاقتصاد العربي ظل متخلفا لأسباب عديدة، كان أحدها وأهمها غياب المؤسسات السياسية البرلمانية والقضائية المشرفة على الأداء الحكومي الاقتصادي والاجتماعي. وغابت هذه المؤسسات السياسية بحكم غياب النظام الديمقراطي، وإن كانت موجودة صوريا تعمل تحت مظلة الحكومة وسيطرتها.
ضعف الإنتاج كان السمة التي اشتركت فيها كل الأقطار العربية، بحسب ما أشار الدخيل في ورقته، ذلك أن الاقتصاد الوطني يديره جهاز حكومي يتحكم في كل الموارد، ويتحكم في الإنفاق والاستثمار، جهاز يشيع فيه بشكل عام الفساد والرشوة، وموظفوه يعملون ببيروقراطية معيقة وكفاءة إنتاجية منخفضة.
وتابع: هذه الأمراض والعلل التي يعانيها الاقتصاد العربي، في مجمله وفي أقطاره، تتطلب هيكلة اقتصادية قائمة على أسس علمية إحصائية فيها قراءة جيدة للماضي واستشراف علمي للمستقبل. هذه الهيكلة لا بد من أن يكون مصدرها إرادة سياسية عليا فاعلة تؤمن بأهمية وضرورة التغيير البنيوي في البنية الاقتصادية، وفي الاستراتيجيات والسياسات الاقتصادية اللازمة لتحقيق نمو حقيقي في الإنتاج والإنتاجية وزيادة دخل الفرد والرفاهية. هذه الإرادة السياسية يجب ألا تكون إرادة فردية تحكمها ظروف اللحظة السياسية والاقتصادية، بل يجب أن تكون إرادة حقيقية فاعلة مصدرها المؤسسات السياسية والاقتصادية المعنية بالشأن الاقتصادي للأمة، مبنية على علم ودراية بتجارب الماضي، وعلى معرفة والتزام بتطلعات وآمال الشعب، تترجم إلى خطط اقتصادية يتم تنفيذها ضمن إطار من الشفافية والمتابعة والمساءلة.
توصيات السيف
قدم الدكتور وليد السيف ورقة بحثية مدعمة بأرقام وإحصائيات حول واقع الاقتصاد العربي في كل الأقطار، والإنتاج والفائض ، وأرقام الموازنات التي تكشف واقع الاقتصاد العربي، والتحديات التي تواجهه، وخلص إلى مجموعة من التوصيات أبرزها، تقليل الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل ، ضرورة دخول العرب كمستثمر استراتيجي في رأس مال الشركات الصناعية الأجنبية المتخصصة في النفط ومشتقاته، وتصدير التكنولوجيا والمنافع التقنية الموجودة في القطاع الخاص إلى القطاعات الأخرى، وإنشاء مركز إحصائي عربي متطور ينشر للباحثين البيانات والإحصائيات حول واقع الاقتصاد في كل الدول العربية، وأيضا خلق فرص عمل للشباب والقضاء على البطالة التي اعتبرها السيف في خاتمة بحثه، من أكبر المعيقات أمام التنمية في الوطن العربي.

الجلسة العاشرة: الإعلام العربي والعولمة
الباحثان: د. صالح أبو أصبع- د. خالد عزب \ أدار الجلسة صلاح جرار

الإعلام العربي كان محور الجلسة العاشرة والختامية للندوة، وتم خلالها مناقشة بحثين، الأول للدكتور صالح أبو أصبع أستاذ الاتصال الجماهيري في جامعة فيلادلفيا بالأردن، أما البحث الثاني فقدمه، د. خالد عزب رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية في مكتبة الإسكندرية، وأدار الجلسة د. صلاح جرار وزير الثقافة الأردني الأسبق.
تناول الدكتور صالح أبو أصبع في ورقته البحثية التي عنونها بـ 'الإعلام الجديد: السلطة الناعمة في بيئة العولمة، دور وسائل الإعلام المختلفة، وأثرها في التخلف والتقدم الحضاري العربي، ويقول: إن الإعلام بقوته الناعمة صار له سلطة نافذة في تغيير المجتمعات وتغيير الحكومات وتغيير وجه الحياة على هذا الكوكب. ويكفي أن نشير إلى ما فعله موقع ويكيليكس الذي هز حكومات العالم بتسريبه وثائق رسمية أصبحت في متناول الناس العاديين، وقد اضطلعت وسائط الإعلام هذه بدور محوري في محاولة إطلاق نقاش عام والبدء في إعادة تشكيل الوعي العام.
قدمت ورقة أبو أصبع رؤية للإعلام الجديد في بيئة العولمة باعتباره قوة كبرى في التأثير على المجتمع العربي، واعتبرت هذه الورقة أن الإعلام الجديد هو بمنزلة سلطة أولى تعادل سلطة الحكومة في قوته التأثيرية فهو عبارة عن سلطة ناعمة تستطيع أن تحقق الإنجازات في المجتمع، وخير دليل على قوتها الحراك العربي وما نتج عنه من إطاحة بثلاث حكام عرب في تونس ومصر وليبيا.
وقد ناقشت هذه الورقة دور الفضائيات العربية والأجنبية ودور الإنترنت وأشكال وسائله وشبكاته، وتأثير هذه الوسائل الاتصالية الجديدة في المجتمع.
وتعرضت الورقة إلى مجتمع المعلومات والمعرفة في ظل العولمة وتحديات عولمة الثقافة للمجتمع العربي، وعدم التوازن في تدفق المعلومات وما نتج عن تكنولوجيا الاتصال الرقمي.
وكذلك تعرضت الورقة لتحديات الإعلام المعولم في مجال الحريات الاتصالية في الوطن العربي الذي يتضح معه تدني مستوى الحريات الإعلامية في الوطن العربي. وناقشت كذلك دور الإعلام الجديد في التنمية العربية. وتعرضت كذلك لبعض الظواهر السلبية للإعلام العربي وخصوصا الإعلام العربي المشترك، كما قدمت الورقة عناصر أساسية لوضع إستراتيجية للإعلام العربي لمواجهة تحديات العولمة.
الصورة الإعلامية
'الصورة الإعلامية والمجتمعات المعاصرة' هذا هو عنوان الورقة البحثية التي قدمها الدكتور خالد عزب مدير المشروعات المركزية في مكتبة الإسكندرية، ويقول في موضع من ورقته: مازالت الخطابة إلى الجمهور ليومنا هذا أداة رئيسية لتشكيل الصورة الإعلامية، فالخطيب إما أن يقنع جمهوره به أو يفشل في ذلك، وكثيرة هي الشخصيات التي لا تستطيع الخطابة حتى صارت التكنولوجيا تقدمهم كخطباء ذوي بلاغة ورصانة لغوية حيث يقرأ من جهاز شفاف أمام الجمهور خطبته من دون أن يدرك الجمهور خاصة ملايين المشاهدين في التلفاز أن هذا الرئيس يقرأ من جهاز Auto quoi شفاف يستعرض الكلمة للرئيس وهي مكتوبة مسبقا!
وأكد عزب على أهمية تكوين الصورة الإعلامية ودورها في تحول الإنسان في السنوات الأخيرة إلى كائن اتصالي من دون أن يكون بالضرورة كائنا تواصليا، فإذا كانت الصحيفة كمنتج إعلامي ليست ملكا مشاعا بحكم استمرار الأمية إلى الآن في بعض الدول، وإذا كان الإنترنت يسلب عقول مزيد من البشر يوما بعد يوم، كما أمسى التليفزيون ضيفا وتحول إلى المقيم الدائم المسيطر خاصة مع ظهور التليفزيون التفاعلي، ولا يمكن أيضا إغفال دور الهاتف الثابت والمحمول خاصة مع الجيل الثالث منه الذي يَسر وصول الأخبار لحظة وقوعها فضلا عن كونه أداة تلاق فردي وجماعي، فنحن هنا أمام ثورة من تدفق المعلومات، يجب أن يكون القائمون عليها على وعي كامل بتشابك وسائلها ودور هذه الوسائل في تكوين الصورة الإعلامية لدى المتلقي.
واختتم غزب: إن ما يعانيه العرب حتى في أوج القومية العربية والنشوة بالاستقلال، هو التركيز الحاد على تأثير الفنانين، ففي القرن العشرين صفق العرب للمغنين أكثر مما صفقوا للمفكرين، من هنا تجيء أهمية الصناعة الإعلامية في عصر الوسائط الإعلامية المتعددة، التي من أركانها المصداقية والاستدامة، لكي تكسب الشارع إلى جانبها.

الآن - المحرر الثقافي

تعليقات

اكتب تعليقك