'اتجاهات' يرصد التصور الأميري لبناء الوطن
محليات وبرلمانسموه يؤكد دوما على احترام الدستور وترسيخ النظام الديمقراطى
يناير 26, 2014, 1:37 م 702 مشاهدات 0
بمناسبة ذكرى تولي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مسند الامارة في التاسع والعشرين من يناير عام 2006 ، وفي محاولة لرصد التصور الأميري في بناء الوطن.. استعرض مركز اتجاهات للدراسات والبحوث الذي يترأسه خالد عبدالرحمن المضاحكة على مدار عدة حلقات مسيرة سموه، وفي أولى حلقاته عن هذا التصور السامي لمقومات انشاء الوطن وتقدمه, يؤكد ان الكويت شغلت مكانة مركزية فى ذهن سمو بتأكيداته المستمرة على انها تستحق التضحية والتعاون على تطويرها لتحقيق النهضة والتنمية المستدامة.
وافاد 'اتجاهات' ان الامير اشار الى مجموعة من النقاط التى من شأنها تحقيق هذا الهدف في خطاباته المتعددة, ومنها التأكيد على المقومات الاساسية لبناء وطن متقدم, ومعرفة التحديات التى تواجهه ورسم السياسات التى تنهض به, وهو ما اكده 'اتجاهات' في النقاط التالية:
مقومات بناء الوطن
كما افاد اتجاهات ان هناك مقومات محددة لبناء الوطن لدى سمو الامير ظهرت في تحليل مضامين خطاباته المتعددة اهمها:
التواصل الجيلي: بمعنى أن إدارة الوطن وفقاً للتصور السامي لا تبدأ مع قدوم أمير ورحيل آخر، لكنها مرتبطة بخطوات متراكمة من قبل قادة سابقين يكمل مسيرتهم قادة لاحقين, وفي هذا الصدد، قال سموه فى يونيو 2011 'عاش أهل الكويت على مر الأجيال متحابين متراحمين، توحدهم روابط المصير المشترك عاشقين لوطنهم وإذا كان واجبنا أن نكرس الوفاء للأجيال السابقة، فإننا نستذكر بالفخر والاعتزاز معاني الثبات والصمود التي واجه بها شعبنا الأبي أقسى محنة عرفها تاريخنا الحديث.
احترام البنيان الدستوري: يمثل الدستور الدعامة الأساسية لبناء الوطن، وهذا ما اشار اليه سموه أثناء زيارته مقر البرلمان البريطاني نوفمبر 2012 حيث قال 'لدينا دستور يعد بمنزلة المنارة التي تسترشد الدولة بها حكومة وشعبا كطريق للحياة الكريمة القائمة على تبيان الحقوق والواجبات وتنظيم العلاقة بين السلطات الرئيسية الثلاث . كما أشار سمو الأمير في 16 ديسمبر 2012 أنه ' يحمي الدستور ولن يسمح بالمساس به أو التعدي عليه إيمانا بأنه يمثل الضمانة الأساسية بعد الله لأمن الوطن واستقراره'.
ترسيخ النظام الديمقراطي: إن التوجه الأساسي الحاكم لفكر سمو الأمير هو ترسيخ الديمقراطية, وهذا يرتبط بعدة مؤشرات منها إرساء بنية المؤسسات وترسيخ احترام القانون وحقوق الإنسان وتمكين المرأة وتطوير مؤسسات المجتمع المدني وحرية الإعلام ومحاربة الفساد، وهذا ما اكده سموه في كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للمصادقة على الدستور في 10 نوفمبر 2012 .
تعاظم رأس المال الاجتماعي: إن التطور الذي يحدث في المجتمع مرهون بمدى الثقة بين فئات المجتمع، حكومة أو معارضة، وقد عبر سموه عن هذا المعنى في افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة في أغسطس 2013
الإدماج النسائي التنموي: فبناء ونهضة الوطن قائم على وجود المرأة بجانب الرجل دوما، ومن هنا يولى سمو الأمير اهتماماً متزايداً بحقوق المرأة الكويتية، ففي عهده استطاعت المرأة ان تكون عضوا فى مجلس الأمة وتشارك فى العمل السياسى، وشغل بعضهن مناصب وزارية مرموقة. فقد أشار سموه في نوفمبر 2012 .
تحديات التقدم
وافاد اتجاهات ان هناك تحديات عدة تهدد بناء الوطن وفقاً لرؤية سمو الأمير، وتتمثل في الآتي:
إساءة استخدام الأدوات الديمقراطية: فقد شهدت الساحة السياسية خلال السنوات السبع الماضية زيادة الاحتقان بين الحكومة والمعارضة، وقد أشار سموه في خطابه في 19 أكتوبر 2012' هذه حالنا اليوم نخرج من أزمة إلى أزمة أخرى.. الشعوب تتحرك والدول تتقدم ونحن في مكاننا '. لذا يرى سموه في خطابه في 16 ديسمبر 2012 'أن الممارسات هذه لا تصون وطنا ولا تعزز أمنا واستقرارا .
تجاوز الأطر القانونية: فمن أهم التوصيفات الرئيسية للكويت في التقارير الدولية أنها دولة المؤسسات الديمقراطية ودولة القانون, لذا أكد سموه في كلمته في افتتاح دور الانعقاد العادي الأول في 16 ديسمبر 2012 'على حرية التعبير وقبول النقد الايجابى فى اطار القانون وتجنبا للفوضى '.
الممارسات السلبية لوسائل الاعلام: وقد عبر سموه عن خطورة الممارسات السلبية لبعض وسائل الإعلام في كلمته بمناسبة حل مجلس الأمة في 25 أكتوبر 2011 قائلاً ' ، ان الكثير من وسائل الإعلام تلهث وراء الإثارة وتأجيج الصراع لزيادة الانتشار بأى ثمن بعيدا عن مصلحة الوطن.
تزايد حدة الانقسامات الاجتماعية: فالانتماءات والولاءات التقليدية لدى البعض مازالت تدور حول العلاقات الأولية أو الشخصية، أي علاقة فرد بقبيلته أو عشيرته بدلاً من علاقته بوطنه، الأمر الذي يفرض أن يقف المجتمع الكويتي صفاً واحداً ضد هذه الإساءات، وهو ما عبر عنه سموه في يونيو 2013 معبرا عن 'مشاعر القلق إزاء ما برز مؤخرا على الساحة من ممارسات مستنكرة ، تحمل نفسا طائفيا بغيضا من شأنه استدراج نار التعصب والتطرف، وهو ما يرفضه كل كويتي مخلص لوطنه.
تداعيات مسارات الثورات العربية: إن أحد التحديات التي تواجه الوطن الهزات الارتدادية للثورات في المنطقة ، وأشار سموه في خطابه للمواطنين في 16 يونيو 2013 إلى ان 'أولى أولويتنا في المرحلة الراهنة. حماية وطننا من شرور الكوارث المحيطة ، وصيانة أمنه واستقراره، وتحصينه ضد العواصف الهوجاء التي تزمجر حولنا'.
سياسات التطور
اشار التقرير الى انه يمكن الاستناد إلى عدد من السياسات في عملية بناء وتطور الوطن وفقاً لرؤية وفكر سمو أمير البلاد، خلال المرحلة المقبلة وهى:
تشجيع روح المبادرة الجماعية: فالتعاون المستهدف من عملية بناء وتطوير الوطن يستلزم إعلاء قيمة المصلحة العليا ، وتجاهل المنافع الشخصية. فقد أكد سمو الأمير في حفل افتتاح مؤتمر رؤساء البعثات الدبلوماسية الكويتية في أبريل 2006 'أنه لا يمكن أن ينجح القائد في مهمته إلا بتعاون شعبه تعاوناً حقيقياً، لبدء عصر جديد من العمل الجاد من أجل الوصول إلى وطن مثالي'.
تواصل الاهتمام بالأبعاد التنموية: فمحاولة غرس القيم النبيلة فى المواطن تهدف إلى زيادة وعيه وانتمائه لوطنه ، وقد أوضح سموه في كلمته عام 2006، 'أن أغلى ثرواتنا هم أبناؤنا، وأفضل استثماراتنا الاستثمار في تنمية قدراتهم ومهاراتهم، فهم محور أي تنمية وغايتها.
الاهتمام بالشرائح الشبابية: لأنهم يمثلون النواة الصلبة في التطور المجتمعي، حيث أشار الأمير في افتتاح منتدى المستقبل الثامن لمجموعة دول الثماني والشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا في نوفمبر 2011 'ان الشباب هم الركيزة الأساسية للحاضر والمستقبل، وتقع علينا مسؤولية إعدادهم للمساهمة الفعالة لخدمة أبناء أوطانهم'. كما دعا في خطابه لنواب مجلس الأمة بتاريخ 15 فبراير 2012 لـ 'التركيز على رعايتهم، وتفعيل مشاركتهم الإيجابية في خدمة المجتمع وتنميته'.
تعزيز التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية: بما يصب في صالح الوطن, حيث أن المسؤولية الجماعية هي علاقة المؤسسات ببعضها البعض مما يتطلب إزالة التوتر القائم في العلاقة بين السلطتين، وحسم الخلافات الدائرة بينهما حول الكثير من القوانين، مع الالتزام بأساليب وأدوات الحوار الدستورية والبرلمانية المتفق عليها حيث أشار سموه في كلمته التي ألقاها في خطابه بمناسبة العشر الأواخر من رمضان في أغسطس 2011 'أن التعاون بين سلطات ومؤسسات الدولة هو أساس لأي عمل وطني ناجح.
تعزيز اللحمة الوطنية: بإجراءات عملية من شأنها محاربة التعصب الطائفي، فقد أشار سموه في كلمته بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان في 2010 إلى' إن الأمر يستدعى الوقوف بحزم في وجه كل من يحاول الإساءة للوطن العزيز، بإثارة النعرات الطائفية أو القبلية أو الفئوية، وما يستوجبه ذلك من ضرورة الارتقاء بالإعلام لممارسة دوره المنشود في تكوين الرأي العام المستنير الذي يرسخ روح الوحدة الوطنية'.
التواصل بين أبعاد الثلاثية الزمنية: من خلال المزج بين دروس الماضي وأوضاع الحاضر والتهيؤ للمستقبل وقد عبر سموه عن ذلك التصور بقولة 'إن التوجه الأول للجهد الوطني اليوم يجب أن يكون نحو الإصلاح والبناء وتعويض ما فاتنا كما يجب التركيز على الحاضر والاستعداد للمستقبل وتجاوز الانغماس في متاهات الجدل العقيم أو نبش أحداث صارت جزءا من الماضي.
تعليقات