يالمعارضة .. كفى كذباً !

زاوية الكتاب

كتب صالح المزيد 2382 مشاهدات 0

صالح المزيد

يأتيك انسان ويقول 'يالمعارضة .. كفى كذباً!' وحينما اسألهُ لماذا؟ يقول لي ' الحراك مات ، وحصلت اختلافات وخلافات ، وكيف ستحقق المعارضة مشروعها ؟'

حقيقة اشفق كثيراً على هذا الانسان ، لسبب اصيل وهو ان السياسة عِلم يُدَرس ويُمارَس ، ليس لعبة تلعب بها بيدك وتكون خبير ومحلل لها !

اخي العزيز .. هناك نوعان من الحراك اما احتجاجيّ او سياسيّ ، والاحتاجيّ هو حراك يتحرك للاحتجاج على قرار معين ، ويتوقف الحراك بزوال هذا القرار علي سبيل المثال 'ارحل يا ناصر' نعم كان حراكاً احتجاجياً مطالباً بحل 'مجلس القبيضة وعزل ناصر المحمد من رئاسة مجلس الوزراء ' ، صحيح كانت هناك وثيقة شبابية ما تسمى وثيقة الكويت2012 كانت عبارة عن مشروع اصلاحي ورؤية مستقبلية ، وتم اخذها بعين الاعتبار عند المعارضة وتوجهت المعارضة فعلاً 'كتلة الاغلبية' في مجلس الامه بالاتجاه لاقرار القوانين ودراستها وتمحيصها كرؤية ، وهذا كان رعب عند السلطة فتم ابطال المجلس ، لكن قبل هذا ! نقول كان الحراك يغلبهُ الطابع الاحتجاجي الصرف.

اما الحراك السياسي فهو حراك واسع تكثر فيهِ الرؤى والاهداف والاتجاهات والميول والايدلوجيات السياسية ، ويكون لاصلاح كبير قد يصل الى التغيير الرديكالي 'ايّ الجذري' ، ويستمر طويلاً وتضحي الشعوب من اجل تحقيقهُ ، فالكويت الآن تعيش حراكاً سياسياً والذي من خصائصهُ كثرة الرؤى والاتجاهات وهذا من حق الجميع لا يقصر على احد وكلاً يرى ما يريد وبالاسلوب الذي يريد .

والحراك مات ! .. حقيقة كلمة لا يقولها انسان يفقه بالسياسه ، اخي العزيز الحراك السياسي دائماً يُشَبه بقلب الانسان ، فان كان تخطيط قلب الانسان يصعد وينزل يصعد وينزل يكون القلب حياً سليماً ، اما اذا كان على خط واحد ومستمر عليه فالقلب ميت !

كذلك الحراك السياسي ، تتحرك بكل السبل المتاحة ، وتنسحب تكتيكياً ، ثم ترجع ، ثم تقيس خطواتك السالفة وتصحح اخطاؤك ثم ترجع وكذلك ، وما يحصل الآن للحراك السياسي من توقف تكتيكي في الميدان وصار يتحرك كمراقب للسلطة كان امراً ناجحاً ، فالشعب ايقن ان المعارضة لم تكن سبب التازيم وتعطيل التنمية كما تتدعي السلطة وابواقها ، وكثيراً من فريق الازرق اصبح برتقالياً وبشدة ، وما كان يحصل هذا لو استمر المعارضة بالميدان والشارع، هذا هو الحراك السياسي الصحي ، وايضاً بحكم النطاق الواسع من الاتجاهات في الحراك السياسي 'وهذا عكس الحراك الاحتجاجي الذي يكون حراك ردة فعل' فتحضر الاختلافات والخلافات ومن يغير مواقفهُ معك سلباً وايجاباً ، ويكن بعضهم منافقون او مخربون ، ومن يعدك ويخلف وعده ومن يضرب تحت الحزام ! وهذا طبيعي جداً في ايّ حراك سياسي بالعالم ، ولا تحاول اقصاؤهم لانك لن تسطيع فهم يعيشون تحت السطح لا فوقهُ الا ما ندر!

بل استفد منهم في بعض مواقفك ، وعاملهم معاملة 'الطفل' ولا تحاول ارضائهم ولا تحاول اقصائهم .. ستنجح .

لحظة اخي العزيز .. لماذا البعض يريد حراك سياسي كل اطلافهُ وافرادهُ شعب الله المختار وكلهم في منزلة الانبياء والرسل ؟!

بطبيعة البشر كفطرة فيهم الصالح والطالح والواضح والغامض والصادق والكاذب، لا تحاول ان تعيد تربية البشر فتغرق وتبعد عن حراكك ! استمر ودع القافلة تسير .

كيف ستحقق المعارضة مشروعها ؟

اخي العزيز اي حراك سياسي بالعالم لديهِ ثلاثة سبل لتحقيق مشروعه ، الاولى مشاركة بالبرلمان بعد موافقة السلطة على المشروع الاصلاحي 'وممكن قبل ذلك يسبق استفتاء شعبي يقيس الرأي العام ' ، والثاني انشاء مجلس تأسيسي جديد يقوم بالمشروع مع السلطة 'كما حصل لدستور 1962' ، والثالث ثوره ! ، والاول والثاني هما السبيلان المتاحان لدى المعارضة ، وكلاهما ايجابيان ويقدر في حينهُ ، بعدما ان تخلق رأياً عاماً وتسوق مشروعك وتتحرك بالميدان ، وإرادة الامة تقرر ، ولا سبيل رابع غير السبل الثلاثة والمتاح منها الاثنان لدى المعارضة .

والآن لدنيا 'ائتلاف المعارضة ' بحجمهُ الواسع والشامل الى حد كبير ، وهو الاعظم ثقلاً على الساحة السياسية ، وليس من المنطق ان تقارن معه اي قوى سياسية اخرى ، على سبيل المثال 'حدس' بحجمها التأيدي والعددي والتاريخي والسياسي فهي لا تقارن مع ائتلاف المعارضة ، فالإئتلاف اثقل واعظم سياسياً بشكل لا يمكن فيهِ المقارنه ،واقول فالتتعدد القوى السياسة وتنشئ قوى وحركات جديدة فهذهِ من خصائص الحراك السياسي .

اخي العزيز .. احفظها مني فضلاً !

الاجماع على الرؤية صعباً ، والاجماع على الاهداف التي تأدي الى تحقيق الرؤية شبة منعدم ، والاجماع على الاساليب لتحقيق المشروع منعدماً تماماً بحكم واقع الحياة والناس !

وهذا طبيعي جداً ، وقد حصل في دولة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ونجح لانهُ اكمل المسير بالقافله عليهِ الصلاة والسلام

فما بالك نحن يا اخي الكريم ؟

في جعبتي الكثير ، وخوفاً من الاطالة اكتفي بهذا ، ومن يقول الآن ' يالمعارضة .. كفى كذباً ! ' فهو انسان جاهل وفق معايير علم السياسة ! 

الآن - رأي : صالح المزيد

تعليقات

اكتب تعليقك