في رثاء منصور بن شليويح

وفيات

ابناه استشهدا دفاعا عن الوطن وإغاثة للمنكوب

5072 مشاهدات 0

المرحوم منصور بن شليويح

داهمني نبأ وخبر وفاته، حدث جلل، ترجل فارس بن شليويح تاج رؤوسنا، وحزامنا، ووسام صدورنا وفخرنا.

قالوا وكتبوا انه عميد اسرة آل شليويح الكرام، وما علموا انه عميد كل من عرفه وعاشره وتمتع بصحبته وحلو معشره وحكمته وبره ووصله.

أنعى لكم العم منصور بن محسن بن شليويح العجمي الذي ووري جثمانه الطاهر يوم اول من أمس السبت 24 من ربيع الأول 1435 الموافق 25 يناير 2014 في مقبرة صبحان بحضور المئات من أهله وأصدقائه وأحبابه وجيرانه.

كان المغفور له «بوخالد» رجلا ولا كل الرجال، منذ صغره برزت فيه محامد الرجولة والمسؤولية، كان من سكان منطقة الأحمدي «القديمين» فيها في مراحلها الأولى قبل ان ينتقل الى منطقة الصباحية، درس في مدارس الأحمدي حتي الصف الثاني الثانوي مساء، وقطع تعليمه عام 1969 بعد وفاة والده العم محسن الشليويح ـ طيب الله ثراه ومثواه.

تحمل المسؤولية صغيرا وقام بكفالة أيتامه وعرف عنه دائما انه أب لكل عائلة شليويح الكرام.

 

كان العم منصور بن محسن الشليويح عفيفا أمينا طيب المعشر وذا خلق فذ ونبوغ مبكر ضحى بكل ما يملك من أجل ان يربي ويكبر ويحتضن أيتاما كان لهم نعم الأب والجد رعاهم حتى تزوجوا، وكنت أفرح عندما أزوره وأرى أيتام نجله خالد ـ رحمه الله ـ حواليه ومعه في مجلسه، وكان يفخر بنتائج اختباراتهم المدرسية وتفوقهم.

كان العم بوخالد كلما اجتمعت به قال لي: أنا أحب «الأنباء» وأتابعها من محبة ملاكها، وأتذكر بعد حادثة حريق الفحيحيل بروزت له الصفحات التي ذكرت مناقب ابنه الشهيد خالد وزميله راجح، فقال: «بومهند هديتك غالية من غلاة وصلك ومن ارسلك».

«بوخالد» محب لبيوت الله وقام بفضل من الله عزّ وجلّ ببناء المسجد القريب من منزله في الصباحية وله من أمور العمل الخيري الكثير ما حفظه الله له.

«بوخالد» فقد ابنه «سعد» الذي استشهد اثناء الاحتلال العراقي الآثم وصبر واحتسب ومن ذا الذي ينسى نجله الشهيد «سعد» رحمه الله؟!.

«بوخالد» فقد ابنه الثاني خالد في عام 2005 ومَن من أهل الكويت ينسى أفعال عيالنا وأبطالنا المقدم الشهيد راجح عويضة العجمي والشهيد الملازم اول اخي الحبيب المرحوم بإذن الله خالد بن منصور بن شليويح العجمي رحمهما الله في حريق الفحيحيل الذي روع اهل الكويت واظهر شجاعة رجال الإطفاء في الكويت؟!.

من ينسى هؤلاء الأبطال شهداء الواجب الذين اظهروا شجاعة العجمان الحقيقية في المواقف والشدة؟!.

يومها كان العم منصور بن محسن الشليويح هو البطل الحقيقي الواقف في المقبرة يتلقى العزاء عن «راجح وخالد» في صبر المؤمنين الصابرين على الابتلاء.

حينذاك عرفت الكويت وأهلها ان الواقف الصلب المؤمن هو العم «بوخالد» الذي كان يئن من حجم المصيبة والابتلاء ولا يظهر للناس من حوله الدمعة والأنة، لأنه الكبير، والكبير «لا ينخ» حتى يصبر ما دونه، وهذا هو العم الفقيد منصور، واليوم هو خير من عرف ان الأيتام بحاجة إلى رجل قدوة يحتذى به فكان لهم القدوة والعون لأهله ونسله.

أعرف اليوم أن العم بداح وأخي محسن ووليدي عبد الرحمن واخوانه هم على دربه سائرون ومقتدون ونحن معهم لنا فيه ما لهم، ندعو له بظهر الغيب ونبرّه بالصدقات والدعاء.

بوخالد الشليويح من الرعيل الاول سكن قلوبنا وقلوب الناس، أعز مثل وأشرف قدوة لجيلنا الحاضر، ومصيبتنا كبيرة في رحيل رجل حكيم سيف مجرب، وهب حياته لخدمة أهله ودينه وعمل لوطنه وضحى بأغلى ما يملك من دمائه (له شهيدان سعد وخالد) وهو رجل في الخير لا يجارى ولا يبارى كرما وشجاعة وخلقا، أسعد أهله وجيرانه ومعارفه طول عمره.

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننعى ونبكي فقيدنا الغالي العم منصور بن محسن الشليويح العجمي ـ بوخالد ـ سائلين المولى عزّ وجلّ أن يكون قبره روضة من رياض الجنة ومثواه الفردوس الاعلى من الجنة ويتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، واقولها فخورا بكل انجازاته: ربح البيع يا عم منصور وما زرعته في الدنيا تجده في الآخرة ان شاء الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 

الأنباء-كتب يوسف عبدالرحمن

تعليقات

اكتب تعليقك