محطات شعرية قصيبية:
منوعاتأقسمت ياكويت برب هذا البيت سترجعين من خنادق الظلام.. لؤلؤة رائعة كروعة السلام
يناير 31, 2014, 10:54 م 5881 مشاهدات 0
غازي عبد الرحمن القصيبي، رحمه الله، شاعر وروائي ومؤلف غني عن التعريف، رغم انشغاله بالعمل الدبلوماسي والوزاري،له إنتاجات في فن الرواية والقصة، مثل شقة الحرية ودنسكو وأبو شلاخ البرمائي والعصفورية و'سبعة' وسعادة السفير و الجنيّة، و 'العودة سائحاً الى كالفرونيا' و 'هما' و 'حكاية حب' و 'رجل جاء وذهب' آخر أعماله كانت أقصوصة ألزهايمر التي نشرت بعد وفاته. أما في الشعر فلديه دواوين 'معركة بلا راية' و'أشعار من جزائر اللؤلؤ' و'للشهداء' و'حديقة الغروب'. وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات في عين العاصفة التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها منها التنمية، الأسئلة الكبرى وعن هذا وذاك وباي باي لندن ومقالات أخرى الأسطورة ديانا و100 من أقوالي غير المأثورة وثورة في السنة النبوية وحتى لا تكون فتنة.
لم تطو هامة أدبيّة مثل غازي القصيبي من ذاكرة الكويت والكويتيين، التي يقول عنها في احدى لقاءاته، كلما شعرت زوجتي بضيقتي حزمت شنطتي وقالت لي اذهب للكويت لترتاح، وقامت الكويت بعد وفاته بإطلاق اسمه على إحدى المدارس.
تعالوا نستذكر معا بعض قصائد الرائع العذب غازي القصيبي:
يا كويت
كويـت ياكويـت.. يـاوردة صغيـرة.. قـد صـدت بعطرهـا اللئـام
وهــزمــت بـعـطـرهـا الــغــدر والـجــحــود والاجـــــرام
أقسمت ياكويت.. برب هذا البيت.. سترجعين من خنادق الظلام
لـــــؤلـــــؤة رائـــــعـــــة كـــــروعـــــة الـــــســــــلام
اقسمت ياكويت.. برب هذا البيت.. سترجعين من بنادق الغـزاة
اغـــنـــيــــة رائـــــعـــــة كـــــروعـــــة الـــحــــيــــاة
اقسمت ياكويت.. برب هذا البيت.. سترجعين من جنازير التتار
حــــــــــارة رائـــــعـــــة كـــــروعــــــة الـــنــــهــــار
كالحلم جئتي
وكالحلم جئتي .. و كالحلم غبتي..
وأصبحت أنفض منك اليدا !
فما كان أغربه .. ملتقى..
و ما كان أقصره .. موعدا..
٭٭٭٭٭
رأيتك .. والجمع ما بيننا..
فلم أر غيرك .. عبر المدى..
شفاه كما يتحدى الربيع..
وجفن كما تتعرى المُدى..
فيا لك من وردة أُرهِقت..
بحوْم الفراش .. وسَقط الندى !
و يا لي من شاعر عاشق..
ينادي الهوى .. فيخوض الردى..
ويتلو عليك .. عيون القصيد..
ويرقب عينيك .. يرجو الصدى..
كطفل يداهن أستاذه..
ليهمس 'أحسنت!' .. 'ما أجودا!'
ويطرق أستاذه واجما..
ولا يذكر الطفل ما أنشدا..
ولا تنظرين .. ولا تنطقين..
وأرجع مستسلما .. مجهدا !
٭٭٭٭٭
اذن جُنّ من قبلي الشعراء..
وما كنت في الصبوة الأوحدا..
ولم يبق من طائر ما شدا..
ولا وتر لك ما غردا..
اذن أنا أقبلت أهدي التمور..
لهجْر .. وأرقب منها الجَدا !
٭٭٭٭٭
أيا ابنة كل اخضرار المروج..
أنا ابن الجفاف .. وما استولدا..
ويا ابنة كل مياه الغمام..
أنا طفل كل قرون الصدى ..
ويا كل أفراح كل الطيور ..
أنا كل أحزان من قُيّدا..
دموع الجموع .. على ناظري..
وذل اليتامى .. وخوف العدا..
عرفت عصارة كل الهموم..
رضيعا .. وعانيتها أمردا..
وجربتها .. وحسام السنين..
مشيت على مفرقي عربدا.. !
فمالك .. يا دمية المترفين؟
تثيرين هذا الأسى الأربدا ؟
ومالك يا نشوة القادرين؟
تهزين في يأسه المُقعدا..
٭٭٭٭٭
سلام عليك.. على العاشقين..
يضمهم الليل في المنتدى..
على كل من ذاق .. أو لم يذق..
على كل من راح .. أو من غدا..
سلام عليك .. على كل لحظة..
من العمر .. أعطيتِها المقودا..
فطارت إلى شرفات الجنون..
إلى حيث يعثُر حتى الهُدى..
وأغرتْ بيَ المستحيل .. اللذيذ ..
فأسلمني الأفق الموصدا..
فيا حرقة الصقر .. شَام السُها..
فخّر صريعا .. وما استُشهدا..!
غدا تنقش الريح من ريش..
'تعيشُ الصقور .. و تفنى سُدى!'
وقصيدة بعنوان 'الفياغرا'
ياسيدي المخترع العظيم
ياباعث الفرحة
في المخادع المهجورة
ومرسل الرعشة
في الأضالع المنخورة
يامن أثرت في المحيط والخليج
النخوة الأصيلة
يامن رفعت الراية الجنسية المنصورة
ياسيدي المخترع العظيم
هذا رجاء شاعر ينوح
لاعلى شباب سيفه
لكن على أمته القتيلة
ياسيدي المخترع العظيم
يامن صنعت بلسما
قضى على مواجع الكهولة
وأيقظ الفحولة
أما لديك بلسم
يعيد في أمتنا الرجولة؟
(سيدتي السبعون)
ماذا تريدُ من السبعينَ.. يا رجلُ؟!
لا أنــتَ أنـــتَ.. ولا أيامـــك الأُولُ
جاءتك حاســرةَ الأنيابِ.. كالحَةً
كأنّما هي وجهٌ سَلَّـــه الأجـــــلُ
أوّاه! سيدتي السبعونَ! معذرةً
إذا التقينا ولم يعصفْ بيَ الجَذَلُ
قد كنتُ أحسبُ أنَّ الدربَ منقطعٌ
وأنَّني قبلَ لقيـــــــانا سأرتحــلُ
أوّاه! سيدتي السبعونَ! معذرةً
بأيِّ شيءٍ من الأشياءِ نحتفل؟!
أبالشبابِ الذي شابتَ حــدائقُهُ؟
أم بالأماني التي باليأسِ تشتعلُ؟
أم بالحياةِ التي ولَّتْ نضارتُها؟
أم بالعزيمةِ أصمت قلبَها العِلَلُ؟
أم بالرفاقِ الأحباءِ الأُلى ذهبوا
وخلَّفوني لعـــيشٍ أُنسُه مَلـــَلُ؟
تباركَ اللهُ! قد شاءتْ إرادتُـــه
ليَ البقاءَ.. فهذا العبدُ ممتثلُ!
واللهُ يعلمُ ما يلقى.. وفي يــدِه
أودعتُ نفسي.. وفيه وحدَه الأملُ
آخر قصائد القصيبي من على فراش المرض:
أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الألام مهما طغت
بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بُعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضنّي
بصدره المشؤوم همي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجي سيدي
أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهاً ، ها أنا
أعود إذ لم يبق إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي
فأغفر أيا رب لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال النخيل
أرتل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي
يؤزني في الليل صوت الخليل
هديل بنتي مثل نور الضحى
أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا
أقول إلا سامحيني .. هديل
تعليقات