ورشة عمل حول 'الزراعة المائية والعمل التطوعي'

محليات وبرلمان

خبراء: طفرة عصرية ستدخل كل بيت بكلفة ومساحة ومجهود أقل وبنتائج مذهلة

5717 مشاهدات 0

جانب من ورشة العمل

أكد فريق من الخبراء الزراعيين أهمية التحول إلى الزراعة المائية لإحداث نقلة نوعية على الصعيد المحلي من خلال إشراك مختلف فئات المجتمع في عملية التطوير الزراعي، انطلاقا من منازلهم للحصول على مختلف انواع النباتات من دون الحاجة إلى مساحات كبيرة ،وإنما عبر مساحات وكلفة ومجهود أقل بنتائج مذهلة ومردود وجودة أعلى، داعين الجهات المسؤولة إلى فتح الباب على مصراعيه أمام الشباب للاستفادة من هذه الطفرة وإطلاق المشاريع الصغيرة.

جاء ذلك خلال ورشة عمل بعنوان 'الزراعة المائية والعمل التطوعي' شارك فيها الخبير الزراعي ناصر العازمي والباحث الزراعي عبد الله الصويلح، وحضور جمع كبير في صالة جمعية جابر العلي الذي حضر من مختلف المناطق للاستماع إلى الطرق الحديثة في الزراعة المائية والفوائد المحققة والنتائج المبهرة.

بداية ذكر الباحث في العمل التطوعي والزراعة والبيئة فواز القريان أن الزراعة المائية تحتاج إلى مقومات وعناصر تشمل الإضاءة والماء والمعادن، وهي أسرع من الزراعة الحقلية بنسبة 40% بالإضافة إلى غزارة إنتاجها بنسبة 80% عنها، مبينا ان مما يميزها أيضا أنها بكلفة ومجهود اقل.

وبين أن الزراعة علم تطور عبر الأزمنة، حيث كانت الاقتصاد المتحكم بالشعوب، وعلى الرغم من ظهور النفط والاقتصاد العصري إلا أنه لا يغني عن الزراعة، فمن يملك الزراعة اليوم يملك الأمن الغذائي الذي أصبح هاجسا يؤرق الدول جميعها.

الماء سر الزراعة المائية

وأضاف بأن الماء هو السر في الزراعة المائية، وقد أصبح متاحا وممكنا أن نستبدل التربة بالماء، وهو ما لم يتح للأمم السابقة، مشيرا إلى ان التكنولوجيا الحديثة قادرة اليوم على جلب أفضل النتائج وأجود النتاج حتى لو كان ذلك في السرداب أو على السطح.

وشرح القريان مفهوم الزراعة المائية فذك أنها عبارة عن احتضان النباتات والثمار في وسط مائي دون الحاجة إلى تربة، وهي تشكل نوعا من الزراعة الحديثة التي تؤدي إلى غزارة في الإنتاج، وقلة في الكلفة واليد العاملة، وقد عرفها الفراعنة منذ القدم حيث كانت لديهم الأنهار التي تحتوي على مجموعات مميزة من المعادن القادرة على منح النبات البيئة الخصبة للنمو، متابعا بأننا نجد النموذج الشاهد على هذه التقنية الرائعة من خلال الحدائق المعلقة التي كان في زمن البابليين.

واستطرد في الحديث عن تاريخ الزراعة المائية فاشار إلى أنه بعد عام 1932 بدأ الباحثون يفكرون في إيجاد زراعة داخل السفن التي تمكث في البحر لأشهر عدة ونجحوا في ذلك، وامتد بهم الخيال إلى الزراعة في السفر عبر الفضاء والذي قد تطول مدته إلى ما يفوق عمر الإنسان، ومن ثم فكروا في محطات غذائية تنمو فيها النباتات وتحقق لهم الأمن الغذائي في الفضاء ذاته.

ميزات خاصة

ثم انتقل القريان إلى تفاصيل دقيقة ومشبعة حول الزراعة المائية وميزاتها وكيفية الاستفادة القصوى منها فأكد أنه لا مشكلة في المساحة بالنسبة للزراعة المائية فيمكن زراعتها في أي مكان، ومن الممكن زراعتها في السفن، وفي السرداب أو على الاسطح كذلك، مبينا أن هذه الطريقة تطورت تطورا كبيرا حتى تم اختزالها إلى جهاز صغير وهو عبارة عن حاوية بمؤقت لسقاية الجذور والضوء والعناصر المغذية، وهو إحدى الأجهزة المتاحة للبيع والتي يمكن استخدامها حتى في المكتب لإنتاج ما يشتهيه الإنسان من خس وفراولة وغير ذلك.

واشار إلى أن من مميزات الزراعة المائية أنها تعمل على توفير الماء، فإذا أخذنا كمية من النباتات وزرعناها في مسطح ترابي وكانت تحتاج إلى 150 لترا يوميا فإن الكمية ذاتها في الزراعة المائية لن تحتاج إلى أكثر من 5 لترات؛ لأننا انتهينا من مشكلة التبخر، وتلافينا في الوقت ذاته المبيدات، مبينا أن أكثر مشاكل النبات يأتي من التربة وعدم النظافة.

وتابع بأن الزراعة المائية لا تحتاج إلى مواد كيماوية فإنتاجها عضوي، وإنما تحتاج إلى بعض المعادن التي توضع بكميات متوازنة ومدروسة، كما يمكن تنفيذها في أي مكان، ولعلها تكون جزءا من ديكورات المطبخ والأسطح، إلى جانب أنها لا تحتاج إلى جهد وكلفة عالية وعدد كبير من العمالة، فالجهد الذاتي كاف لإدارتها والحصول على نتائج مميزة.

وبين القريان أن من مميزات الزراعة المائية أنها أسرع بنسبة 40% من الزراعة الحقلية وبإنتاج أغزر بنسبة 80% منها أيضا، بالإضافة إلى الجودة العالية والنكهة والطعم والمنظر الرائع والرائحة المميزة، مشيرا إلى أن السبب في حصول هذه المنتجات على هذه الميزات قيامنا بمنح النباتات ما تحتاج إليه بصورة مدروسة وعلمية.

العناصر الأساسية

واكمل بأن هذا النوع من الزراعة يحتاج إلى 3 عناصر أساسية تشمل: الإضاءة، الماء، المعادن، حيث بالإمكان الحصول على إضاءة صناعية من خلال إنارة البيت أو الغاز أو النيون ثم لمبات إل إي دي لتوفير الطاقة، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من الإضاءة في الديكور حيث أثبتت الدراسات أن الضوء الذي يجمع بين اللونين الأصفر والأزرق يعطي خضرة أفضل ويساعد على التزهير بشكل أسرع.

وأضاف بأنه فيما يتعلق بالعنصر الثاني وهو الماء فإنه ونظرا لمعطيات العلم في تفصيل الماء إلى قلوي وحمضي حسب نسبة الأملاح، فإنه كلما تحول الماء إلى درجة حمضية أعلى أصبحت الجذور أكثر شراهة لامتصاص الماء، وبمجرد أن ترتفع القلوية ينقلب الأمر عكسيا، حيث تمنع الجذور من الامتصاص.

وحذر في الوقت ذاته من وضع اليوريا في الزراعة بطريقة خاطئة وبنسب غير صحيحة، داعيا إلى مراعاة هذا الامر واستخدام السماد بالنسب المعتمدة، ومبينا أن النتروجين والفوسفور معروفان بقدرتهما على تقوية الجذور، في حين يقوم البوتاسيوم بتقوية الإزهار والثمار وأي خلل في أي منها سيتسبب بالتأكيد في نتائج غير جيدة.

وأشار إلى أنه وإلى جانب العناصر الاساسية للنبات فإن هناك عناصر ثانوية أخرى، وعناصر حيوية من الممكن لها تحقيق جودة عالية والتسريع في عملية الإنبات، موضحا أن الضرر في استخدام الهرمونات المركبة التي تؤخذ من سماد حيوانية أو كيماوية.

ونفى القريان أن تصاب الجذور بأي حالة من التعفن لوجودها في الماء معللا ذلك بتحرك النظام وعدم ركوده، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أنه في حال ظهور حالات من العفن فإن هذا يعود إلى وجود أمراض في النبات ذاته ما يستدعي علاجه الفوري ومنحه الرعاية اللازمة.

تضرر النبات

وردا على سؤال حول إمكانية تضرر النبات في حال توقف المضخة واستخدام المياه المعالجة في الزراعة المائية أجاب بأن هذا الامر محقق إذا استمر الامر لمدة 12 ساعة، مستدركا بأنه ومع ذلك فإن هناك منسوبا يساعد على إبقاء النبات على قيد الحياة لمدة 3 أيام، موضحا بأن المياه المعالجة تعد صالحة للزراعة المائية إلا أنها ليست للاستخدام الآدمي.

وبسؤال القريان عن البيئة الصالحة للزراعة المائية أفاد بأنه لا بد من مراعاة موضوع الحرارة، فبعض النباتات تحتاج إلى محمية في الصيف كما يشترط ان تتوافر نسبة رطوبة محددة، وظروف مناخية إلا أن هذا الامر لم يعد في الوقت الحالي شرطا لازما فهناك محاليل وبدائل قادرة على التعويض وتحقيق الفائدة المرجوة.

واختتم بالدعوة إلى أهمية تثقيف الجيل بالزراعة، فالزراعة مسؤولية وتسهم في شغل أوقات الفراغ بكل ما هو نافع ومفيد وصحي، بالإضافة إلى المشاركة في العمل المنتج، وهذا من أهم فوائد الثقافة بالزراعة المائية.

زراعة عضوية

وبدوره شدد الخبير الزراعي ناصر العازمي على أن التربة الكويتية رملية وهي جيدة جدا وصحية للنباتات، وزراعتها عضويا بالسماد الطبيعي سيعطينا نتائج أفضل، مشيرا إلى انه نجح في تركيب 6 أصناف من خلال التطعيم في شجرة واحدة أنتجت الليمون والبرتقال والأفندي والنارنج وغيرها، مضيفا بأن آخر ما توصلنا له هو تهجين بعض الأصناف من 'الليمون' التي ستنزل إلى الاسواق قريبا، فهناك التركي والمصري، فلماذا لا يكون لدينا الليمون الكويتي؟.

وتابع بأننا استطعنا كذلك زراعة جميع أصناف الخضار والفواكه على أرض الكويت بالإضافة إلى البخور والهيل والزعفران والقهوة والموز والقهوة اليمنية التي تعتبر الاولى على مستوى العالم، والشاي الأخضر الصيني، والقطن الذي بالإمكان إنتاجه في المنازل إلى جانب الباشن فروت أيضا، معربا عن أمله في أن يتم تحويل جميع المزارع إلى نظام المزارع المائية وذلك لتوفير الأسمدة وتحسين الجودة.

واشار إلى أننا لم نقف عند هذا الحد، حيث كانت لنا نشاطات أخرى فعملنا على إعادة تأهيل جزيرة كبر خلال 5 شهور من خلال زراعة 600 شتلة بمشاركة 250 شخصا تم اصطحابهم إلى الجزيرة والعمل على تأهيلها من جديد، مبينا أن البدايات كانت منذ شهر سبتمبر الماضي حيث تم إطلاق جولة شارك فيها ممثلون عن 8 وزارات للاطلاع على الوضع وتقييمه، وقد تم لنا ما أردنا من خلال التنسيق والمتابعة والتعاون المشترك مع وزارة الشباب والهيئة العامة للبيئة.

وكشف العازمي عن أنه لم يتم حتى الآن تحديد الغابة الوطنية التي قام هو شخصيا بطرح فكرتها وقد تبرع لها بمليون شتلة بالتعاون مع مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، مبينا انه وبعد تشكيل فريق العمل من جهات الدولة سيتم تحديد موقع الغابة الذي سيكون في الغالب في شمال الكويت، مشيرا إلى أن الغابة ستعمل على على خفض درجات الحرارة في الصيف بواقع 5 درجات مئوية.

وأضاف بأن مما قمنا به أيضا المشاركة في 4 رحلات إلى شمال الكويت مع جمهور من المتطوعين الذين لبوا دعوة صاحب السمو الامير لتخضير الكويت، وقمنا بزراعة الشتلات وتخضير مساحات واسعة من الاراضي الفضاء، كاشفا النقاب عن أنه سيقوم قريبا برحلة إلى سريلانكا المتخصصة في زراعة المورينغا وهي الشجرة الصيدلية بجذورها وأوراقها، وسيعمل على زراعة هذه النبتة في القرى الفقيرة في سريلانكا لجني محصولها خلال 6 شهور والاستفادة منه.

نظام إن إف تي

وبعد ذلك قام الباحث الزراعي عبد الله الصويلح بتقديم شرح تفصيلي عن أنظمة الزراعة المائية فقال إن لدينا نظام إن إف تي وهو عبارة عن نظام المواسير وهو سهل جدا، حيث يحتاج إلى خزان، وأنابيب 4 أنش وأنبوب تغذية وأنابيب فرعية ومضخة ماء أو مضخة أوكسجين من دون مواصفات محددة، مشيرا إلى أن المضخة تقوم بسحب الماء إلى أنابيب التغذية وإيصاله إلى النبات.

وتابع بأن من مميزات هذا النظام أنه بالإمكان تشكيله بأي شكل، فهناك الشكل الهرمي أو المدرج، كما بالإمكان أيضا إيصاله إلى طوابق متعددة، وهو خال من العيوب تقريبا وبحاجة إلى تيار كهربائي يتم التعويض في حال غيابه بالطاقة الشمسية.

وزاد بأن من الأنظمة المستخدمة في الزراعة المائية أيضا نظام يعتمد على حوض من الفلين والكؤوس البسيطة والمضخة، ويتم وبسهولة وضع الشتلة فيه وهو لا يحتاج إلا إلى الأوكسحين من خلال المضخة وبعض المغذيات، وكل ما علينا القيام به هو تثبيت النبات على إسفنجة التي ستكون هي بيت النبات،

 

الآن - محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك