الضبيب يكتب : أبعدوا السياسة عن الرياضة

زاوية الكتاب

كتب 1541 مشاهدات 0


أبعدوا السياسة عن الرياضة:
الأولمبياد الشتوية الروسية

حدثني أحد الأصدقاء وهو من كان سفيرا في لبنان وقت إندلاع الحرب الأهلية الطاحنة في بيروت بأن نار الحرب كانت تقل وتكاد تختفي مع مبارايات كأس العالم 1982م في أسبانيا . حتى المحاربين في الميدان كانوا يأخذوا قسطا من الراحة ليتابعوا هذه الرياضة التي كانت ترفه عن أنفسهم . ولكن هذه الصورة الجميلة للرياضة والتي من المفترض بها أن تجمع كل الناس على اختلافاتهم احتراما للكرامة الإنسانية كانت في الغالب ماتدمر وتسحق تحت أقدام المتطرفين والساسة .
كلنا يذكر أولمبياد برلين حينما قتل تقريبا جميع أفراد الفريق الإسرائيلي المشارك بالأولمبياد ، كلنا يذكر منصات إطلاق صواريخ باتريوت فوق أسطح المنازل في أولمبياد لندن الصيفية خوفا من أى هجوم إرهابي . وفي الوقت الذي تستعد فيه موسكو للأولمبياد الشتوي في سوشي ، وهو من أهم أحداث عام 2014م في العالم بأسرة ، نصحو على أخبار عن هجمتين إرهابيتين في مدينه فولجوجارد جنوب موسكو يذهب ضحيتها 34 شخصا من الأبرياء العزل. هجمات إرهابية بربرية تستهدف المدنيين لا لشيىء سوى إفشال هذا الحدث الرياضي العالمي الذي تنظمه موسكو. ليست الهجمات الإرهابية كل شيء، ذلك أن حتى الماكينة الإعلامية الغربية قد دخلت في حملة تشويهية غريبة تجاه هذه الأولمبياد. كتبت (سالي جنكنز) في الواشنطن بوست مقالا عن خطأ الإتحاد الأولمبي الدولي في اختيار روسيا مكانا لعقد الاولمبياد الشتوي ، أما مبرراتها فقد كانت هي الأسوأ:
روسيا مكان غير آمن للأولمبياد. تناست الكاتبة (جنكنز) أن خطر الإرهاب موجود فى كل بقاع الأرض بل أن حتى الولايات المتحدة نفسها لم تسلم منه. أن الشر الذي يأتي بيد الإرهاب امتد لميونخ وبريطانيا وكل دول العالم التي حاولت ان تنظم مثل هذه الأحداث الرياضية الكبيرة. شر الإرهاب لايعي معنى السلام الذي تحاول الرياضة أن توصله لنا . ولكن يبدو أن الحملة الغربية لتشويه صورة روسيا أصبحت الآن أكثر وضوحا، ففي الوقت الذي أعلن فيه أكثر من 66 قائداً سياسيا من معظم دول العالم حضور الأولمبياد، أعلن رؤساء فرنسا وبريطانيا وليتوانيا مقاطعتهم الحضور، أما اوباما وهو من أعلن عدم حضورة، يقدر عدد فريقه المشارك بالاولمبياد بأكثر من 260 مشارك! الحرب الإعلامية طالت روسيا حتى بمواقفها الثقافية الخاصة تجاه المثليين جنسيا. كان الرد الأفضل على هذه المواقف الغربية هو رد الرئيسي السويسري (يولي مورر): لو قاطعنا كل دولة بسبب قوانينها الداخلية فلن نتعامل مع أي دولة، لن نتعامل مع الدول الإسلامية بسبب بعض قوانينها ولن نتعامل مع حكومة الولايات المتحدة بسبب تطبيقها عقوبة الإعدام. ليست مقاطعة الاولمبياد الشتوية في رأيه سوى (حركة نذالة ). الألعاب الشتوية 2014 احتفال رياضي كأي تظاهره رياضية أخرى ، لايجب علينا بأي حال من الأحوال أن نفسده ذلك أنه يقرب الملايين من البشر على أخلافاتهم من خلال تنافس جميل وشريف . مايفسد هذا الحدث من إرهاب أو حملات إعلامية لها أهدافها السياسية الرخيصة هو آمر لاينبغي الاستسلام له أو السكوت عنه.

الآن - رأي / صالح الضبيب

تعليقات

اكتب تعليقك