عبد اللطيف الدعيج يحلل أسباب رفض الاتفاقية الأمنية
زاوية الكتابكتب فبراير 17, 2014, 12:32 ص 804 مشاهدات 0
القبس
لماذا لسنا القدوة؟!
عبد اللطيف الدعيج
حتى بافتراض ان الاتفاقية الأمنية الخليجية ضرورة لأمن شعوب الخليج وليست كما هي في الواقع وسيلة واداة لضمان استمرار حكم البعض منهم، ومواصلة العلاقة غير المتكافئة بينه وبين من يحكم. بافتراض ان الاتفاقية «بنت حلال» وانها لا تتعارض مع الدستور وقوانين البلاد. بافتراض كل هذا، تبقى لدينا اسباب قوية لرفض هذه الاتفاقية والتوجس من اقرارها.
نحن لدينا دستور ومواد متعاقد عليها بين الجميع لحفظ وصون حقوق المواطنين. واحترام حرياتهم وحقوقهم الشخصية والعامة، مع هذا فان الاجهزة الامنية هنا تلعب في هذه الحقوق على كيفها. وليت انها تتقاذف او تنتف هذه الحقوق وحيدة، بل المؤلم قبل المؤسف ان مجاميع الردة الدينية، لها هي نصيبها المتواصل والغالب في الانتقاص من حقوق الناس وحرياتهم الشخصية باسم العادات والتقاليد.
اجهزة الامن هنا تفترض سوء النية لدى المواطنين ولدى المقيمين بشكل خاص، وتتعامل مع الناس على انهم مخالفون ومتهمون وربما مجرمون ايضا. فتبيح لنفسها تفتيشهم او اعتراض نشاطهم بحجة التدقيق والمراقبة. بينما القوانين الواضحة والمواد الدستورية الضامنة للحرية تتناقض والسلوك الرسمي للاجهزة الامنية. كذلك مجاميع التخلف والاجهزة والمؤسسات الحكومية التي تأتمر بأمرها تفترض هي الاخرى سوء النية في خلق الله. فتجري المراقبة المسبقة وتمنع وتصادر بناء على الاعلانات او العناوين دون حتى اتاحة فرصة للمخطئ لان يرتكب الخطأ. عندهم «درهم وقاية خير من قنطار علاج»، لذلك فلا مانع من مصادرة حقوق الناس او مراقبتهم ومنعهم من ارتكاب الخطأ القادم..!!
عندنا كل هذا.. يعني عندنا «خير» واكثر شوي. اتفاق السلطة مع مجاميع التخلف علينا كاف لوحده. ولا داعي لزيادة القهر والاضطهاد باضافة المحيط من انظمة تحمل التوجه ذاته ولديها الضيق والهواجس ذاتها من الحريات التي هي عند مسؤولينا هنا وتحالفاتهم الرجعية المشبوهة.
اللي فينا كافينا.. والمفروض في الاجهزة هنا العمل على تحقيق الانفراج وتقريب العلاقة بينها وبين المواطنين وليس وضع سدود واقامة حصون من الشك والهواجس لا لشيء الا من اجل الانسجام «النظامي» مع الاقليم المحيط.
تعليقات