الدنانير لم تُغير ما في صدور العرب تجاه الكويت وأهلها.. بنظر مشاري العدواني
زاوية الكتابكتب فبراير 19, 2014, 1:04 ص 4440 مشاهدات 0
عالم اليوم
تم النشر / جورج بوش!
مشاري العدواني
عندما أكون مع صديق فاستأذنه ، في ساعة مع النفس للكتابة ، عادة ما يسالني عن موضوع المقال ليوم الغد ، وبكل صراحة نفس الاجابة تتكرر ( ما ادري ) وفعلا السواد الاعظم من المقالات ، لم اكن انا شخصيا اعلم قبيل الشروع بالقتل ... اقصد كتابتها عن محتواها او مِنْ اين ستبدا وتنتهي ؟!!
وما يزيد الاثارة بالنسبة لي شخصيا بان موعد كتابة المقال ، يكون عادة قبيل ارسال العدد اليومي من الصحيفة باكملها ، للمطابع بدقائق معدودة ، اي انني شبه يومي اكون التفصيل الاخير ، المتبقي لاكتمال المصفوفة ، لتبدا مطابع شركة عالم اليوم بالدوران ، مما يؤدي لارتفاع الادرينالين ، في الدم ، والقلم !
وها انا كالعادة اليومية الادرينالينة ، بدأت بمحطة، فواصلت المسير ، إلى ان وصلت الى محطة جديدة ... وبما اننا في اطار الزوابع، والمحطات ، والقطارات ، والسكك ، فمنذ خروج صورة جنسية ، المواطن الكويتي (جورج بوش نايف المطيري ) إلى مواقع التواصل الاجتماعي ، الذي كما اشار والده في مقابلة معه بانه عندما كان اسيراً في سجون العراق ، ابان الغزو العراقي الغاشم ، نذر على نفسه بان يسمي الطفل الذي كانت امه حاملا به ، جورج بوش ان كان ذكراً، تقديرا للرئيس الامريكي ابان محنة الغزو ، او تاتشر ان كانت انثى تيمنا بالمرأة الحديدية رئيسة وزراء بريطانيا في وقتها ،ووسائل الاعلام العربية المقروءة والمرئية ، كعادتها تلقفت الخبر ، فنشر في معظم الصحف العربية بمواقعها على الانترنت ، فبدأت معها زوبعة كبرى من التعليقات والانتقادات ، والشتم بالكويت واهلها ، من فوق وانت نازل !
مع اننا لو ذهبنا الى الجزائر ، او الاردن ، او السودان ، او اليمن ، او فلسطين او حتى بنغلاديش ، فاننا سنجد الكثيرين ممن سمو اسماء ابنائهم خصوصا في حقبة التسعينات ، باسم صدام حسين ، لانهم يعتقدون بانه القائد البطل الضرورة الذي حارب الامريكان واسرائيل !! ولم تثر اسماء هؤلاء كل تلك الزوابع ، مع ان لا ناقة ولا جمل لهم في كل الحروب التي دارت وخاضها الاجرب صدام !!
اما نحن في الكويت ممن اكتوينا من نيران العراق وصدام ، فيحق لنا ما يحق لغيرنا ، ممن لم يذق مرارات احتلال بلاده وتشريد شعبه ، وقتل وسحل ابنائه ، لذلك فان كل تلك الاراء العربية الهجومية ، التي تلوم نايف المطيري ، الذي سمى ابنه على جورج بوش ، في حقبة مريرة من حقب التاريخ المعاصر ، هي آراء لا تعبر عن حقد وكره تجاه هذا الرجل فقط ، ولكن تعبر عن مكنونات ما زالت في صدور الكثير من العرب تجاه الكويت واهلها ، وهو مؤشر بان كل مليارات الدنانير ، التي صرفناها منذ التحرير وحتى اللحظة ، يمين ويسار على كل تلك الدول لم تغير الا مشاعر الطبقات الحاكمة في تلك الدول ، لانها غيرت أرصدتهم الشخصية ، اما معظم أو جزء كبير من تلك الشعوب فمازالوا على طمام المرحوم !!
تعليقات