الاتفاقية الامنية الخليجية بين الواقع والمضمون
زاوية الكتابكتب فبراير 22, 2014, 8:15 م 2227 مشاهدات 0
تسعى الدول الخليجية (مجتمعة) الى كبت نفس الحرية التي حاولت ان تتنفسها شعوب المنطقة في الفترة الاخيرة ، وهي ليست (غشيمة) عنها ولم تعلم بها فجأة بل كانت تريد ان تتحوط من هذا النفس قبل حدوثه بفترة طويلة ، وذلك حدث منذ نشوء فكرة الاتفاقية الامنية الخليجية اواخر الثمانينات ، تلك الاتفاقية المشينة نشأت لتصد رياح الديمقراطية التي كانت تهب عليهم من اقرب جار لهم دولة الكويت.
نعم نحن في الكويت محسودون على مانتمتع به من انفتاح سياسي على الاسرة الحاكمة ، انفتاح ترتعب منه كل الاسر الحاكمة الا اسرة آل الصباح الكرام فهي تعيش بحماية كاملة تأصلت بحبها الكامن في قلوب الكويتيين جميعاً ، فالاسرة هنا لا تحتمي بقوة السلاح ولا بزوار الليل ولا بسجونٍ تنشئ تحت الارض (كباقي الدول) ، بل بمحبتنا التي تمتعض منها اقرب الدول واخص بالذكر منها الخليجيون فهم على علم بأنه وحتى بعد الخلافات الحاصلة اخيراً الا اننا جميعاً متفقون على ان لا اسرة غير اسرة آل الصباح تتمتع بالشرعية لتولي مقاليد الحكم وتسيير شؤؤن البلاد.
في الدول الاخرى هناك قبائل وربما عوائل تتنافس على الحكم ، وهناك تجار وتجار دين وفئات مجتمعية وطبقة ارستقراطية تريد النيل من حكامها حتى تسيطر ، ولهذا السبب تهتز العروش وهي ترى حال الكويتيون ، خوفاً من ان تحذوا شعوبها حذوا الكويتيين في المطالبة الديمقراطية المستحقة ، فتزول عروشهم التي تم بناؤها على الدم والظلم والقهر والاستبداد ، فلا للشعب كرامة ولا قرار ، ولا شريك لا في المال ولا في الحكم وليس على الشعب استحقاق دستوري هناك الا بتقديم الولاء والطاعة بتقبيل الايادي والكتوف ، بعكس ما يعيشه الكويتيون جميعاً ، لذلك ذهب الخليجيون الى ضربنا ككويتيين من تحت الحزام عن طريق اتفاقيتهم الامنية التي اصروا على الا تكون نافذة ولا تنفذ الا بأقرار الكويتيين لها وهذا كله بسبب القالب التشريعي الكويتي الذي هو بيد الشعب صاحب السيادة هنا ، فهم هناك ليسوا بحاجة الى قرار واقرار شعبي لأي اتفاقية ، لأن السيادة هناك تخضع لأمزجة اصحاب السلطة والقرار التي تتخذه فيما تشاء وتعتبر.
من الطرافة ، ان الخليجيون صاغوا اتفاقيتهم بفن دستوري يحاولوا من خلاله خداع الكويتيين بمضمون نص المادة الاولى الذي يخضع الاتفاقية لألتزامات الدولة الدولية ولقوانينها الداخلية ، متناسين اننا نعلم بأن الاتفاقية حال اقرارها تصبح قانون داخلي يلغي كل مايتعارض معه ودون حاجة الى اتخاذ اي اجراء.
اعزائي الخليجيين من العيب لنا ككويتيين واننا بعد تجربة ستينية لا نفقه في الدستور ، تعالوا اي دوانية وناقشوا اي شاب في المتوسط يقدر يفندها لكم!!
تعليقات