هل نحن دولة مؤقتة؟!.. سؤال تطرحه وتجيب عنه منى العياف

زاوية الكتاب

كتب 1442 مشاهدات 0


الوطن

طوفة عروق  /  بهجة الأعياد.. وأحلام وطن يئن!!

منى العياف

 

تحتفل الكويت هذه الأيام بمناسبتين غاليتين في تاريخها الأولى هي يوم العيد الوطني الثالث والخمسين ويوم عيد التحرير الثالث والعشرين.. من حق الشعب أن يفرح ويعبر عن ابتهاجه بمثل هذه المناسبات الوطنية.. ولكن نجد أن الدول المتحضرة لا تقصر احتفالاتها بمثل هذه الأعياد على التمنيات والاهازيج، وبعدها يذهب الجميع كل إلى بيته، حاملاً أفراحه وأحلامه الشخصية وهو لا يدري متى ستتحقق، فالأحلام للشعوب هي وميض الأمل!.
ولكن بالنسبة لنا لم نعد نهتم بإحياء ذكرى شهداء روت دماؤهم هذه الأرض عشقا وحباً، ولا بأسرى قبعوا في السجون سنوات رأوا فيها العذاب أهوالاً، وتعرضوا لكل أشكال الذل والاهانة، ثم ووروا التراب بعيداً عن الأهل والوطن، نحن لا نهتم بهذه التضحيات ولا بهذه البطولات ولا نهتم بالمستقبل.. فهل لهذا علاقة بسؤالنا الذي نسأله لأنفسنا في الغرف المغلقة وهو: هل نحن دولة مؤقتة؟ وهل هناك مستقبل لأولادنا ولأحفادنا؟.
٭٭٭
نحن لا نعمل بعقلية المستقبل، نعمل بالفعل وكأننا دولة مؤقتة، فلا خطط مستقبلية ولا أفكار ملهمة ولا تطورات نوعية ولا قفزات حقيقية تخطو بالمجتمع نحو المستقبل.
أليس غريباً أن يحدث هذا وكل الإمكانيات المادية والبشرية موجودة؟ لماذا يحدث ذلك؟ الاجابة ببساطة.. أصبح مجتمعنا بلا روح يفتقد الإلهام والمستقبل يفتقد وجود الرجل المناسب في المكان المناسب.. يفتقد توظيف القدرات والوفورات المالية في مساراتها الصحيحة ويفتقر أيضا للرقابة ومنع الهدر في الاموال العامة وعدم مكافحة الفساد وسيطرة «الشللية» و«الواسطة»!.
نعم هما مناسبتان عزيزتان علينا نحتفل بهما هذه الايام.. لكن لا يمنع هذا أبداً من ان نسأل اسئلة المستقبل.
٭٭٭
كيف يمكننا أن نتقدم وقد أصبح الاعتداء على القانون والمال العام وعدم احترام قيمة العمل وخنق الإبداع ومحاربة المتميز ثقافة مجتمعية؟.
لماذا لم يعد لدينا القدوة الحسنة التي نقتدي بها؟ لماذا اصبحت الارض التي نسير عليها مليئة بالأشواك.. لماذا أصبحنا نسير على جمر النار؟ نحن نعيش في محنة حقيقية على الرغم من كل الجهود الأميرية السامية التي يقوم بها سمو الأمير حفظه الله على الأصعدة العربية والإقليمية والدولية.. وهي الجهود التي استطاعت ان تجعل اسم الكويت شامخاً وأن تكون له مكانته على خريطة العالم.
من المثير للحزن أننا على الرغم من تحقيقنا لهذا الإنجاز الدبلوماسي الكبير، ومساهمتنا في تحقيق السلم الدولي ومساهمتنا في دفع جهود التنمية الاقتصادية الاجتماعية الاقليمية والعالمية.. على الرغم من كل ذلك الا اننا في داخل الوطن سقطنا سقوطاً مخيباً للآمال في الحاضر والمستقبل.. يا ترى من هو المسؤول؟!.
٭٭٭
نحن - يا سادة - اليوم نعيش أزمة ثقة وأزمة نفوس وأزمة القدرة على الإنجاز، أوقعنا انفسنا في مطب لا نعرف كيفية الخروج منه، لأننا اخترنا غير القادرين على إدارة الدفة وقيادة السفينة الجانحة الآن بشكل ينذر بالخطر!.
لا أريد ان أزيد من نزيف جراح الوطن وإيلام شعبنا المتألم الذي نشعر كلنا بهمومه وعذاباته وفي نفس الوقت لا أستطيع ان أُعلي من سقف آمالكم وطموحاتكم وإنما غاية أملي ان أشارككم الحاضر ولكن بضمير وبروح وإيمان وتفكير في المستقبل.
كل الحب والولاء والتحية لسمو الأمير وولي عهده.. كل الاحترام والتقدير لتضحيات شهدائنا الأبرار.. كل الدعاء بالرحمة والمغفرة لحكامنا السابقين الذين ساهموا في تشييد لبنات هذا الوطن.. كل التحية للجميع.. وكل عام وأنت بخير يا وطني الغالي الجريح.
٭٭٭
أخيراً.. 
استكمالاً لمسلسل اللامبالاة الذي تنتهجه الدولة في تقدير شهدائها الأبرار بشكل يتناسب مع حجم تضحياتهم فقد قرأنا خبراً صادماً وهادماً لكل معاني المواطنة الحقه منذ أيام، فقد طالبت الداخلية أسرة الشهيد راشد محمد المطيري بتسليم كل ما لديهم من عهد ومستلزمات عسكرية والتي كانت بذمة الشهيد، الجماعة استيقظوا بعد 23 عاماً وتطبيقاً للمثل القائل (ما يضيع حق وراه مطالب).. يا لسخرية القدر!.
أيضاً تم سحب ترقيتين من رتبة الشهيد راشد من كان وكيل ضابط فأصبح الآن رقيباً لكونهما سابقتين على الحكم بوفاته!.
السؤال الذي يطرح نفسه.. ألا يشعر مسؤولو الداخلية بحمرة خجل من هذه المطالبة والفعل؟!.
وهل أصبح المال العام بهذه القيمة التي تلاحق الشهداء الأبرار في مثواهم الأخير؟!.
وهل هذا الفعل يجسد المسؤولية يا وزارة الداخلية؟! وهل تم تطبيق القانون بعدالة وصرامة على الجميع إلى أن وصل الالتزام الى الشهداء الأبرار؟!.
ولنفترض أن القانون الخاص بالداخلية ينص على ذلك، فيا مسؤولين.. (الضرورات تبيح المحظورات)، فمثل هذا القانون في هذه الحالات يصبح الاستثناء واجب دون إثارته بهذا الشكل الذي يجرح مشاعر أبنائه وأهله ويعطي رسالة سلبية للمجتمع ككل!.
يا حكومة.. أستصرخك بالله كفى استنزافاً لرصيد الحب وروح المواطنة في قلوب الناس فأفعالك أصبحت نقمة على الجميع!!.
.. والعبرة لمن يتعظ!!.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك