الشعب الكويتي ظامئ للفرح.. هذا ما يراه نبيل الفضل

زاوية الكتاب

كتب 2066 مشاهدات 0


الوطن

3+3=5  /  أفراح.. وشوارع

نبيل الفضل

 

< لأننا في أيام أعياد وطنية وليال بالأفراح منشرحة نود ان نهنئ الشعب الحبيب وقيادته الحكيمة بهذه المناسبة متمنين دوام الافراح وبقاء الخير والنعم.
ولكن العبرة في هذه الايام المجيدة من شهر فبراير السعيد ان الشعب ظامئ للفرح عطشان للاحتفاليات، تسعده الانشطة رغم بساطتها في كثير من الاحيان.
وهذا انعكاس لرمادية الحياة التي نعيشها على مدى احد عشر شهرا في السنة، حيث الفرح ممنوع والاحتفال يحتاج ترخيصاً لا يصدر أو يتأخر لما بعد المناسبة.
مشكلة الكويتيين انهم يملكون اجمل البيوت واشهر السيارات وافخر الملابس ولكنهم لا يجدون اصغر الافراح والمتع في وطنهم الصغير.
في الماضي كانت الكويت تعج بالفعاليات، فكان اشهر المطربين يحيون الحفلات الحية على المسارح كأم كلثوم وعبدالحليم حافظ ونجاة الصغيرة وغيرهم من مطربي العرب.
بل كانت الكويت مقصداً لفرق الرقص العربية والاوروبية وحتى العالمية، هذا عدا عن المسرحيات المحلية والمستضافة من مصر الفن وغيرها.
وكانت هناك حدائق غناء ترعاها الدولة ويستمتع بها الناس، وكانت ادارة الترويح السياحي بقيادة المرحوم صالح شهاب تأتي للحدائق بالفرق الشعبية لاقامة احتفالات في قلب المناطق السكنية للترفيه عن المواطنين ولاسعاد الصغار.
ثم جاء المد الديني المزيف وغباره كسحابة سوداء ملؤها الرعد والبرق ولكن ما بها مطر، فغلفت الكويت بضبابية رمادية ومسحت كل ما يشير الى الفرح الذي يعتبره اساطين سوء الظن من هذا المد المتخلف رجسا من الشيطان!.
ولن نخوض في اوجه الفساد من تصرفات مدعي العلم بالآخرة وممن جعل نفسه وكيلا عن السماء، ولكننا ندعو حكومتنا ووزير اعلامنا النشط لإزالة القيود الثقيلة عن حياة الناس وشطب الضوابط الثلاثة عشر لسخفها ودورها المؤذي في سجن الفرح وحبسه، وان تعيد وزارة الاعلام الدور الريادي للفن الكويتي، وتعيد الكويت عاصمة للثقافة والفنون التي حاربها اعداء السعادة ومروجو الارهاب الفكري والدموي على حد السواء.
< الا تشعرون معنا بان شوارعنا اصابتها الفوضى التي اصابتنا جميعا واخذت تختفي شخصيتها ومزاياها؟! ونحن هنا لا نتحدث عن فوضوية المرور التي فرضها عدم تطبيق القانون وتردي الشعور بالمواطنة، ولكن نتحدث عن فوضى أسماء الشوارع!.
اليوم نرى شارعا كشارع الغوص يمتد من مشرف الى الصباحية مخترقا عدة مناطق سكنية وعابرا لطرق سريعة ولكنه يحافظ على اسمه، في حين ان هناك شوارع ضمن منطقة نموذجية واحدة يتغير اسمها ثلاث مرات ما بين مدخلين متقابلين في نفس المنطقة!!.
تسمية الشوارع اصيبت بالفوضى والمحسوبية وحتى الهمجية في أحيان كثيرة. طغت أسماء دينية لا يعرف أحد من هي وما دورها في الإسلام، مع شعور قوي عند الناس ان المواطنين أولى باسماء الشوارع من شخصيات تاريخية بعيدة ولها كثير من الوجود في أماكن أخرى.
ثم كان هناك المد العائلي والقبلي الذي سيطر على تسمية الشوارع بالمقربين من أموات بدلاً من الخالدين بعطائهم.
المشكلة الأخرى أن هذه الشوارع بالأسماء الثلاثية مكتوبة بالعربي.. فقط، وحيث ان سائقي و«شوفريه» الكويت ليسوا من كفار قريش بل أغلبهم من البنغال والهنود، فان استدلالهم على العناوين عبر قراءة هذه الاسماء بالعربي فرصة جميلة للضياع والتوهان... إلا إذا كان القصد منه فرض تعلم العربية على سائقي المنازل!.
وستكون المصيبة أكبر مع عودة الروح للخدمات البريدية الميتة اكلينيكياً، فيومها لن تصل الرسائل الى هذه العناوين في هذه الشوارع لأن البريد لن يستخدم مواطنين في توصيل الرسائل وإنما هنود وبنغال.
نعتقد بأن العودة للحق فضيلة، وان الواجب يملي علينا وقف تسمية اي شارع داخل منطقة سكنية باسم اي شخص مهما علا مقامه وتاريخه. وأن نكتفي بترقيم الشوارع مثلما كانت في السابق، حتى لا يكون هناك عذر عند بعض المستهترين من موظفي الاعلان في وزارة العدل كي يكتب على قضايا الناس، «لم يستدل على عنوانه»!.
وما تم تسميته من شوارع نحافظ عليها ولكن نكتب تحت الاسم بالعربي والانجليزي رقم الشارع.
هذا فيما يخص الشوارع في المناطق السكنية او التجارية، اما الطرق الرئيسية فالاسماء الكويتية اولى من الخليجية والخليجية اولى من العربية والإسلامية، فلا بأس من تسميتها بتلك الأسماء مع الحفاظ على مسميات الطرق الدائرية بأرقامها.
< في هذه الايام السعيدة يصر بعض النقابيين المتخلفين على تكدير صفو ايامنا بالحديث عن اضراب والتهديد بجرم تنفيذه!.
ونحن نرى ان هذه قلة ذوق وانعدام وطنية مغلفة بأنانية بغيضة تواكب العمل النقابي، مما يستوجب ترشيده بقوة القانون وعصا التشريع.
< شباب من اتحاد الطلبة في ميامي الأمريكية ظهروا في فيديو مسجل وهم يهتفون ضد الملحق الثقافي في واشنطن بـ«ارحل» و«لن نسمح لك».
وما كان لهذه الهتافات البذيئة ان تنتشر بين الطلبة لولا ان نواب التيفال قد أفلتوا بمثل هذه الكلمات من رجس الجريمة والإدانة، وهذه الثقافة متى تفشت فلن يردعها قانون ولا أحكام.
أعزاءنا

أدام الله أعيادكم وأفراحكم، وتمنياتنا لكم بأن تغسلوا رمادية حياتكم بألوان البهجة وموسيقى السعادة. وكل عيد تحرير وعيد وطني وانتم بصحة وأمن وخير ونعمة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك