وليد الجاسم يتمنى العودة إلى الأسلوب القديم في تسمية الشوارع والمناطق
زاوية الكتابكتب فبراير 26, 2014, 12:11 ص 1391 مشاهدات 0
الوطن
أسماء الشيوخ بين الأمس.. واليوم
وليد جاسم الجاسم
بداية.. نتوجه بالشكر الجزيل الى المجلس البلدي الذي وافق مؤخراً على إطلاق اسم سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد على المدينة السكنية الجديدة الواقعة شمال المطلاع. فالشيخ نواف رجل يحب الشعب.. والشعب يحبه.. ويستحق أن يخلد اسمه المحبّب الى القلوب.
ولكن بعدما أطلق المجلس البلدي هذا الاسم المحبّب على المدينة نقول لهم.. شكراً على ذلك.. وكفى. فالشيخ نواف يستاهل أن تحمل إحدى المدن الجديدة اسمه مثلما حملت مناطق أخرى أسماء شيوخ من شيوخ الكويت الأعزاء.
ولكن، عندي وجهة نظر ربما تكون حساسة بعض الشيء إذا فهمها أحد خطأ أو أراد استخدامها للتشكيك في النوايا.
فالتسميات الجديدة للمناطق والشوارع وبالأسماء الكاملة هي أمر مربك و(يدوده) خصوصاً في حالات تشابه الأسماء. فالأسماء تطلق اليوم وكأنك تقرأها من بطاقة مدنية وليس من لوحة إرشادية كبيرة في الطرق. بينما في السابق كانت التسميات تطلق بشكل أجمل وألطف وأوضح ولا يسبّب أي إرباك لمستخدمي الطرق والباحثين عن المناطق.
أنا مثلاً تعرضت لموقف محرج بعض الشيء عندما عزمني صديق على بيته الجديد في ضاحية مبارك العبدالله، والحقيقة أنني عندما ركبت سيارتي احترت.. هل سأذهب الى ضاحية (مبارك العبدالله) أم الى ضاحية (عبدالله المبارك)؟! وأين تقع هذه الضاحية بالضبط؟ وأين تقع الأخرى؟!
بالتمعّن قليلاً سوف تجدون عدداً كبيراً من الضواحي التي تحمل أسماء الشيوخ الكرام، منهم حكام.. ومنهم رجال لهم مكانتهم وإنجازاتهم، ولكن التسميات بالأسماء الكاملة تظل غير عملية على المدى البعيد.
مثلاً، لدينا ضاحية عبدالله السالم الصباح التي كنا نختصر اسمها بـ«الضاحية»، ولكن صرنا مضطرين لاستخدام الاسم الكامل بعدما ظهرت العديد من (الضواحي) الأخرى.
ولدينا أيضاً ضاحية صباح السالم الصباح، ضاحية عبدالله المبارك الصباح، ضاحية مبارك العبدالله الصباح، ضاحية علي صباح السالم الصباح، ضاحية فهد الأحمد الصباح، ضاحية جابر العلي الصباح، ضاحية صباح الناصر الصباح.
ألا ترون أن الوضع مربك قليلاً.. مع هذه التسميات؟.. وقد أحدثت مراراً إرباكات للراغبين بالتوجه الى منطقة من هذه المناطق بدلاً من المنطقة المقصودة.
نكرر لمن يتعمّدون الفهم الخاطئ، نحن لسنا ضد إطلاق التسميات نسبة الى الشيوخ الكرام، ولكن نأمل ألا نحدث المزيد من الإرباك، كما ندعو الى الاستعانة بما استنه الكويتيون القدامى من سُنّة حسنة في إطلاق التسميات والسير على نهجهم المحمود والعملي.
ما أجمل اسم منطقة «السالمية» مثلاً، وهي تسمية جميلة أطلقت على الشيخ سالم المبارك رحمه الله وطيّب ثراه.
ما أجمل اسم مدينة «الأحمدي»، وهو الاسم الذي أطلق على الشيخ أحمد الجابر طيّب الله ثراه.
ما أجمل اسم «جليب الشيوخ» المنسوبة الى بئر للشيخ محمد والشيخ جراح رحمهما الله.
هل ننسى «الجابرية» وهي المسماة على الشيخ جابر بن عبدالله رحمه الله.
وهل نسينا «الصباحية» الجميلة؟ وماذا عن «المباركية» التي نحبها جميعاً ونرتادها دوماً وأطلق عليها الاسم نسبة إلى المغفور له مبارك الصباح؟ وماذا عن «الخالدية» التي سميت نسبة للشيخ خالد عبدالله السالم؟ وماذا عن «الدعية» التي سميت باسمها نسبة للشيخ دعيج السلمان؟
أليست تلك الأسماء القديمة أجمل وأوقع.. ولا تربك أحداً بل تفرض صورة مختلفة ومستقلة لكل منطقة؟.. وهي في الوقت نفسه أطلقت وفاءً وتخليداً لشيوخ أعزّاء.
ومن هنا، أتمنى التوقف عن إطلاق الأسماء الكاملة.. فأسماء المناطق السكنية شيء.. والأسماء كما هي في البطاقات المدنية شيء آخر ومختلف، ولا أرى تميزاً في اسم ثلاثي أو رباعي للمناطق.
وما ينطبق على أسماء المناطق والشيوخ، ينطبق أيضاً على أسماء الشوارع التي (افتلت) الجميع يقتنصون تسمية أحد من أهاليهم فيها أيضاً بنفس الطريقة.. طريقة الاسم الكامل وفق البطاقة المدنية!!
أتمنى العودة فعلاً إلى الأسلوب القديم والجميل في اطلاق التسميات وتخليد الأشخاص، فهل سنرى ذلك أم يستمر سيل الأسماء الثلاثية؟!
تعليقات