(تحديث1) السوريون أكبر شعب لاجئ في العالم
عربي و دوليالكويت ترحب بقرار مجلس الأمن بإيصال المساعدات الإنسانية وإيقاف الغارات الجوية
فبراير 26, 2014, 11:33 ص 1554 مشاهدات 0
رحبت دولة الكويت بالقرار 2139 الذي اعتمده مجلس الأمن بالإجماع السبت الماضي والداعي إلى وصول مساعدات انسانية فورا ودون عوائق إلى المحتاجين في سوريا ووقف الغارات على المدنيين ورفع الحصار عنهم.
جاء ذلك في كلمة لوفد دولة الكويت لدى الأمم المتحدة ألقاها المندوب الدائم السفير منصور عياد العتيبي أمام جلسة خاصة عقدتها الجمعية العامة الليلة الماضية استجابة لطلب قدمته عدة دول من بينها دولة الكويت لمناقشة الحالة الإنسانية في سوريا.
ودعت الكويت المجتمع الدولي الى مضاعفة الجهود لوقف 'الجنون' الذي يهدد وحدة واستقلال 'بلد عزيز' له مكانته الحضارية في تاريخ البشرية.
وقال السفير العتيبي إن هذا القرار حتى وإن جاء متأخرا فانه يمثل 'خطوة أولية هامة' لحماية المدنيين وتيسير وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
واعرب عن أمله في أن تلتزم كافة الأطراف و'على وجه الخصوص السلطات السورية بتنفيذ القرار فورا' والكف عن شن الهجمات ضد المدنيين والاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان كالقصف المدفعي والقصف الجوي واستخدام البراميل المتفجرة ورفع الحصار عن كافة المناطق المحاصرة في مختلف أنحاء سوريا والسماح بالإجلاء الآمن وعلى وجه السرعة ودون عوائق لجميع المدنيين الذين يرغبون في المغادرة لاسيما النساء والأطفال والشيوخ والسماح للوكالات المتخصصة وشركائها بإيصال المساعدات على نحو سريع وآمن ودون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة في سوريا وبدون أي تمييز للسكان المدنيين.
وأكد أن الكويت 'تدعم المطالبة بمحاسبة جميع المسؤولين' عن ارتكاب الجرائم والانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وتقديمهم للعدالة وتؤكد ما ذهب إليه القرار بأن المجلس سيتخذ 'مزيدا من الخطوات' في حال عدم الامتثال.
وعن الوضع 'المزري والمأساوي' الذي يعيشه ملايين من الشعب السوري داخل سوريا وخارجها قال السفير العتيبي إن الأرقام والإحصائيات عن الضحايا وحجم الدمار 'مخيفة جدا وتصف ما يحدث بالكارثة الإنسانية' إذ تجاوزت أعداد القتلى 130 ألفا وهناك أكثر من 5ر2 مليون لاجئ وستة ملايين نازح إضافة إلى عشرات الآلاف من المعتقلين والمفقودين.
وقال 'إنها مأساة يندى لها الجبين وعلينا جميعا مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية لمضاعفة جهودنا لوقف هذا الجنون الذي يدمر ويمزق النسيج الاجتماعي ويهدد وحدة واستقلال بلد عزيز له مكانته وإسهاماته الحضارية القيمة في تاريخ البشرية'.
وعن مساهمة الكويت في التخفيف من معاناة الشعب السوري قال السفير العتيبي إن الكويت استجابت للنداءات الإنسانية التي أطلقتها الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة وساندت ودعمت جهود الأمين العام للأمم المتحدة من خلال استضافة مؤتمرين دوليين لدعم الوضع الإنساني في سوريا في يناير 2013 ويناير الماضي ونتج عنهما جمع تبرعات غير مسبوقة تجاوزت ال4 مليارات دولار لتمويل أنشطة الإغاثة الإنسانية.
وأضاف أن الكويت قدمت تبرعات طوعية رسمية وشعبية خلال السنوات الثلاث الماضية يصل مجموعها إلى 900 مليون دولار معلنا أنه سيتم خلال الأيام القليلة القادمة تخصيص الجزء الأكبر من التبرع الرسمي الذي أعلن عنه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في مؤتمر المانحين الثاني الشهر الماضي إلى الوكالات الإنسانية العاملة والفاعلة في الميدان.
وأعرب عن أمله في أن تفي جميع الدول المانحة والتي تعهدت بتقديم تبرعات خلال المؤتمر الثاني بتعهداتها وتقوم 'بتسديدها في أسرع وقت ممكن' نظرا للاحتياجات الإنسانية الهائلة والظروف الصعبة التي يعيشها السوريون اللاجئون في الدول المجاورة أو النازحون في الداخل.
وأشاد في هذا السياق بالجهود المميزة والكبيرة التي تقوم بها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي تعمل في ظل ظروف صعبة وغير آمنة.
كما أعرب عن تقدير الكويت لما تقدمه الدول المضيفة للاجئين السوريين كالأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر من خدمات وتحملها لأعباء اقتصادية كبيرة.
واشار الى أن الكويت قررت من هذا المنطلق تخصيص جزء من تبرعها الطوعي لدعم الخدمات الأساسية في مخيمات اللاجئين عن طريق الصندوق الكويتي للتنمية وبالتنسيق مع الدول المضيفة.
وعن العملية السياسية التي يقودها الممثل المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي قال السفير العتيبي إنه بالرغم من فشل جولتي المفاوضات في مؤتمر جنيف 2 'فإن الحل السياسي يبقى الحل الأمثل والمخرج الوحيد' لحقن دماء الشعب السوري ووقف دوامة العنف وبالتالي وقف تدهور الحالة الإنسانية.
وجدد دعم الكويت لجهود الامم المتحدة ممثلة بالسكرتير العام بان كي مون والممثل المشترك الإبراهيمي داعيا إلى مضاعفة الجهود لضمان التنفيذ الشامل لبيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012 وتشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة تعمل من أجل تلبية التطلعات المشروعة للشعب السوري إلى العيش حياة حرة وكريمة وتحافظ على وحدة واستقرار سوريا واستقلالها السياسي.
وكانت الجمعية العامة استمعت الثلاثاء الماضي لإحاطات قدمها كل من السكرتير العام بان كي مون والمفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي والمفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيرس ومساعد السكرتير العام للشؤون الإنسانية يونغ كانغ ومديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت شان عن الوضع الإنساني والحقوقي والصحي في سوريا إضافة الى وضع اللاجئين السوريين في دول الجوار.
ومن جهة أخرى قال مسؤولون كبار في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن السوريين أوشكوا أن يحلوا محل الأفغان كأكبر عدد من اللاجئين في العالم نتيجة فرارهم من صراع تتمزق فيه الجثث بفعل البراميل المتفجرة ويعاني فيه جيل من الاطفال نفسيا ومعنويا.
وأبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الجمعية العامة للمنظمة الدولية بأن المنظمة ستفعل كل ما هو ممكن لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر يوم السبت لدعم وصول المساعدات الإنسانية وتقديم المساعدة لملايين المحتاجين.
وقال بان 'الامدادات جاهزة لتوصيلها إلى مناطق كان يصعب الوصول اليها وإلى بلدات ومدن تحت الحصار.. ما نحتاجه هو ضمان المرور الآمن للامدادات الانسانية على الطرق الرئيسية.'
وأضاف 'من واجب الحكومة السورية وكل أطراف الصراع التوصل إلى هذه الاتفاقات.'
وتقول الأمم المتحدة ان نحو 9.3 مليون سوري -نصف السكان تقريبا- يحتاجون المساعدة. وفر نحو 2.4 مليون من هؤلاء من البلاد خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام.
وقال انطونيو جوتيريس رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة 'كانت سوريا قبل خمسة أعوام ثاني اكبر بلد يستضيف لاجئين في العالم. بات السوريون الأن على وشك ان يحلوا محل الأفغان كأكبر عدد من اللاجئين في العالم.'
وقال جوتيريس للجمعية العامة التي تضم 193 دولة 'يحز في قلبي ان ارى ان هذا البلد الذي استضاف على مدى عقود لاجئين من دول اخرى يتمزق على هذا النحو ويجبر هو نفسه على المنفى.'
ويطالب قرار مجلس الامن الذي أقر بالاجماع بدخول المساعدات إلى سوريا عبر الحدود وانهاء استخدام أسلحة مثل البراميل المتفجرة في المدن والبلدات ويهدد 'بخطوات اضافية' في حالات عدم الالتزام.
ويقول دبلوماسيون بالأمم المتحدة ان روسيا حليفة سوريا لن توافق على الأرجح على اي اجراء في حالة عدم التزام حكومة دمشق بالقرار. لكن مبعوثين غربيين عبروا عن نية قوية لاتخاذ اجراء في مجلس الامن اذا تم تجاهل القرار.
وقالت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أمام الجمعية العامة إن تقارير أفادت بأن الاسلحة غير الدقيقة خاصة البراميل المتفجرة قتلت مئات الأشخاص في فبراير شباط فقط.
وأضافت أنه خلال الفترة ما بين 15 و28 ديسمبر كانون الأول 2013 'سقطت براميل متفجرة على اكثر من 12 منطقة وانفجرت في ابنية سكنية وأسواق ومحطة للحافلات ومدرسة وبالقرب من مستشفيات. تسبب هذا في وقوع خسائر بشرية بطريقة وحشية.'
وقالت بيلاي 'اقول كما جاء في وصف...أحد شهود العيان بعد هجوم على محطة حافلات (وصلت الجثث متقطعة. كانت هناك اجزاء من جثث واجزاء من مركبات معلقة على كابل الكهرباء).'
ومضت بيلاي تقول ان تقارير أفادت باحتجاز عشرات الالاف من الاشخاص في مراكز احتجاز حكومية رسمية وغير رسمية. وطالبت ايضا القوى الأجنبية بالحد من امدادات الأسلحة وعدم السماح لمقاتلين أجانب بالوصول إلى سوريا.
وقالت في هذا الصدد 'إن ...تدفق الأسلحة والمقاتلين من الخارج يبدد فرص التوصل إلى حل سياسي.'
وانهارت جولة ثانية من محادثات السلام في جنيف في 15 فبراير شباط وعبر الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي عن أسفه لعدم تحقيق تقدم كبير بخلاف الاتفاق على جدول أعمال جولة ثالثة.
وشكك عمال الاغاثة يوم الثلاثاء في ان يكون لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن المساعدات في سوريا القوة الكافية لحمل الحكومة السورية على السماح بدخول المزيد من القوافل الانسانية المحملة بالامدادات الحيوية إلى البلاد.
وقالت كيونج وها كانج نائبة منسقة الأمم المتحدة لشؤون الاغاثة في كلمتها أمام الجمعية العامة إن الصراع السوري اثر على نحو 4.3 مليون طفل وبات 1.2 مليون اخرين من اللاجئين.
وقالت 'تعرض الاطفال للقتل والاعتقال والخطف والتعذيب والتشويه والانتهاك الجنسي والتجنيد على ايدي جماعات مسلحة. يتم استخدامهم كدروع بشرية ويعانون من سوء التغذية..تواجه سوريا خطر فقدان جيل من الاطفال.'
وأضافت كانج 'نحن في سباق مع الوقت. المزيد من الاشخاص يذهبون بعيدا مع اشتداد حدة الصراع وانقسام الجماعات المسلحة وزيادة جبهات القتال.'
وقالت إن المنظمات الإنسانية بحاجة إلى الاستعانة بمزيد من عمال الاغاثة وبالخبرات لتقديم اكبر قدر ممكن من المساعدات لأكبر عدد من الأشخاص.
وطالب بان الحكومة السورية بالموافقة على دخول المزيد من عمال الاغاثة إلى البلاد.
وقال 'ليس من المعقول التذرع باجراءات بيروقراطية كأسباب للتأجيل في الوقت الذي تتحكم فيه الحكومة ذاتها في تلك الاجراءات.'
واتهم سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري حكومات بعض الدول بعدم الاهتمام بتقديم مساعدات إنسانية لسوريا. وألقى باللوم على السعودية وقطر وتركيا في 'صب الزيت على نيران الازمة السورية'.
وقال الجعفري أمام الجمعية العامة ان بعض الدول وافقت على تقديم مبالغ كبيرة من المال من اجل دعم صفقات سلاح 'للارهابيين' لتمكينهم من التسلل عبر الحدود السورية بدلا من انفاق هذا المال على مساعدة انسانية لاولئك الذين يحتاجونها.
واضاف قائلا 'هذه الإحاطات التي قدمت في الاجتماع اليوم كانت كما هو متوقع ولم تأت رغم أهمية ما ورد فيها بجديد بل كانت مشهدا مكررا لعديد من الاجتماعات المماثلة التي عقدت تحت قبة الأمم المتحدة دون ان تحقق للأسف أي فائدة عملية للشعب السوري.'
وقال 'المسائل الإنسانية التي تناولتها الإحاطات المقدمة اليوم تصب في صلب اهتمامات الحكومة السورية.'
تعليقات