في الكويت ماتت الضمائر وعلت المصالح.. هذا ما تراه نبيلة العنجري
زاوية الكتابكتب مارس 2, 2014, 12:54 ص 922 مشاهدات 0
القبس
رؤية / تنزيلات.. تصفية عامة
نبيلة مبارك العنجري
• مشهد التصفية، الذي نرى فيه تكالب الكثير من الزبائن على الشراء بأبخس الأسعار، يندى له الجبين.
في نهاية كل موسم، تقوم المحلات ومعارض التجزئة بمختلف أنواعها بعمل خصومات على بضائعها، بهدف كسب المزيد من العملاء وجمع نسبة كبيرة من السيولة وتصريف ما لديها من مخزونات.
وتتسابق المحلات على كسب الزبائن عبر تخفيضات كبيرة تتراوح بين 25 و%90، وأحيانا تكون على شكل «اشتر قطعة، وخذ الأخرى مجاناً»، تحت عناوين تصفية الشركة أو لدواعي السفر وتغيير النشاط وغيرها من الأسباب، التي نقرأ عنها في الإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي.
مشهد التصفية، الذي نرى فيه تكالب الكثير من الزبائن على الشراء بأبخس الأسعار، للأسف أصبحنا نراه بشكل يندى له الجبين، ويطير معه النوم من العيون والاطمئنان من القلوب. فقد وضعنا مجموعة من المتنفذين أمام تصفية مختلفة تماما، وطرحوا تنزيلات ضخمة وغير مسبوقة في عالم المبيعات والشركات.. تصفية كاملة لمقدرات البلد وبيع بأبخس الأثمان لمستقبل أبنائه.
إنها تخفيضات في المبادئ والأخلاق والأمانة والكرامة.. تنازل عن النخوة الإنسانية، وبيع للمسؤولية الوطنية، لمصالح رخيصة قبلت بها نفوس دنيئة، وغلفتها بالقهر للشرفاء والمخلصين من شرائح المجمتع كافة.. ولا عزاء للكويت بهؤلاء المتنفذين.
الآن، نحن نتابع أخبار وعروض التنزيلات الضخمة هذه، ونعيش بحسرتنا.. المفروض أن يتدافع الناس للحصول على البضائع المشمولة بالتنزيلات، بعد أن ألجمتهم المفاجآت وصدمتهم الأحداث.
موسم تنزيلات متنوع.. بعض المسؤولين بلا خبرات.. مزيج من التخبط.. والتردد.. والضياع.. لا كاريزما، ولا حكمة، ولا رؤية، ولا استراتيجية.. «الله يعينك يا الكويت».
أما النواب فيمكننا أن نطلق على بعضهم مسمى «نواب الغفلة».. فحساباتهم عجيبة، لعلها مرتبطة بمن يدفع أكثر.. ابتسامات تطلع علينا في الجرايد، مع تصريحات رنانة في موضوعات حساسة فقط لزوم الظهور والتهويش والابتزاز للحصول على أكبر غنيمة. كأنهم دخلوا سوق حراج مفتوح 24 ساعة، يبيعون فيه الوطن وأهله بأقل الأسعار، وكأننا «سكراب»، عندهم موسم التصفية لدواعي بيع البلد.. بعضهم نصيبه مشاريع بمئات الملايين، وآخرون غلتهم تصلهم خارج الكويت ليظلوا بعيداً عن الشبهات، وبعضهم رخيص جداً، حده مزرعة، جاخور، بناء ديوانية، إرسال أتباعه للعلاج في الخارج.. وهناك فئة كل همها التجنيس، وما أدراك ما التجنيس.
حقيقة.. صرنا لا نثق بالحكومة ولا بالمجلس ولا ببعض الذين يلعبون ويبيعون، ماتت الضمائر وعلت المصالح، وللأسف القادم قد يكون أسوأ.
تعليقات