من تؤذه مظاهر فرح الناس هو شخص مُتخلف.. برأي الدعيج
زاوية الكتابكتب مارس 2, 2014, 1:08 ص 889 مشاهدات 0
القبس
قروا في بيوتكم
عبد اللطيف الدعيج
فطاحل مجلس الامة تفاعلوا، حسب الزعم، مع ما كتب مؤخرا من ضرورة التحكم الرسمي في احتفالات الناس بالاعياد الوطنية وقرروا «تقنين» الفرح.. هكذا كما صرح احدهم. يعني ان يتم تنظيم كيفية فرح المواطنين واشكال التعبير عن هذا الفرح. يعني مرة ثانية ومن اجل تبسيط الفكرة لمن استعصى عليه التفكير الجهنمي للفطاحل المذكورين اعلاه، سوف يتم القبض على مواطن او احتجازه لانه فرح زيادة عن اللازم او ربما لم يفرح بالشكل اللائق. او سيحال احدهم الى النيابة لانه لم يضحك بما فيه الكفاية او ضحك او فتح فمه بضعة «مللي مترات» او اصدر نصف او ربع «ديسي بل» زيادة عن الصوت المسموح به. هذا هو مفهوم تقنين الفرح وليس هناك مفهوم آخر له.
انه بكل بساطة تدخل في السلوك الانساني واملاء رسمي من الذين تعودوا بل تربوا على التحكم في الآخرين على الغير. ورغبة مغرقة في الرجعية والصلافة للمحافظة على ما هو سائد وما «تعود» السادة فطاحل المجلس والمجتمع عليه. ان اهم واكثر ادوات التقدم الانساني هي التي ترتبط بالسلوك المباشر للناس. وهذا السلوك هو المسؤول عن الكثير من المخترعات المادية والنظريات الفكرية والفلسفية التي تحاول «التعبير» عن هذا السلوك الانساني وليس تنظيمه او تقنينه.
لا اعتقد ان «ستالين» او المحبوب «كيم ايل سونغ» او حتى «كاسترو» توصل او حتى فكر في تقنين الفرح. حتى المقبور صدام حسين، عندما خطرت له فكرة ان يحتفظ المقربون منه بالرشاقة وحسن المظهر. فرض ذلك عليهم وحدهم ولم يفكر في الزام بقية «المقرودين» ممن وقعوا تحت سلطته بذلك.
ان التعبير عن الفرح بالذات سلوك انساني خاضع للحالة الجماعية والفردية للناس. ومرتبط باجواء المناخ والاحوال الطبيعية التي تشكل المناسبة وتحدد هي وليس فطاحل التخلف الاجتماعي اشكال وقوالب وحتى شروط التعبير الانساني والعفوي عن مشاعر الناس.
المتخلف الذي تؤذيه مظاهر فرح الناس او مغالاتهم في التعبير عن هذا الفرح في امكانه او من واجبه ان يبقى في البيت. او على اقل تقدير تجنب الاماكن والناس «المينن» في تلك المناسبات او الاوقات. ولن يخسر شيئا وهو الذي حابسنا ومانعنا من الفرح طول السنة لو قر في جحره او جبه ساعات.
تعليقات