نتغنى بالأمجاد ونعيش أكثر من 30 سنة بلا إنجازات!.. المقاطع مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 894 مشاهدات 0


القبس

الديوانية  /  وطني الكويت سلمت

أ.د محمد عبد المحسن المقاطع

 

عاشت الكويت في اليومين الماضيين مناسبتين عزيزتين على قلوب أهل الكويت، وهما ذكرى الاستقلال وذكرى التحرير، وعادة ما تستذكر الأمم وشعوبها أمجادها وإنجازاتها وتطلعاتها، ومن المحزن أن نتغنى نحن بالأمجاد ونعيش أكثر من 30 سنة بلا إنجازات وتخلو ديرتنا من التطلعات، اللهم إلا الأمجاد الشخصية التي تهدم الوطن أو يتم التكالب على مقدراته والتخطيط لنهب ثرواته.

لقد سادت في السنوات العشرين الأخيرة لدينا فئات من بعض أصحاب القرار والتجار وأعضاء في مجلس الأمة والمتسلقين، وقد توافقت أهواؤهم وأعمالهم على تخريب بنى البلد وقيم مواطنيه الأخلاقية ونهب مقدراته وثرواته. فبدأ مسلسل تآمرهم على البلد بكل أسف.

إن من المحزن أن يستنجد البلد بأبنائه لحمايته من أبنائه، فقد صارت فكرة اقتسام البلد باعتباره تركة مشروعة للنهب هي السلوك الذي يعاني منه البلد، فكم من تاجر يطلب أن يتم تحرير الاقتصاد وتسهيل الإجراءات وتقليص الرقابة أو إنهاؤها بحجة أن ذلك يعزز دور القطاع الخاص ويدعم الاقتصاد الوطني، ولكن الحقيقة التي لا يفصح عنها هؤلاء هي غايتهم تسخير مقدرات البلد ومناقصاته ومشاريعه لمشروعاتهم الخاصة نهباً لثرواته وليس بناء للبلد أو تقوية اقتصاده، وكم من نائب اقترح أو استجوب أو شرّع ما يسميه قوانين خصخصة مشروعات الدولة، وهدفه من ذلك أن ينفع أو يربح صاحب القرار او النفوذ أو التاجر الذي كان قد اشترى كرسي العضوية له، فكرسيه تحت يد أولئك النفر يتحكمون فيه كما يشاءون، وكم من متاجر باسم الوطنية والعمل الشعبي والوطني، وهو يتعامل مع مؤسسات الدولة وثرواتها كأنها غنيمة او عزبة خاصة يوزّعها على أصحابه وحلفائه، بل وأحيانا على أقربائه، وكل ذلك نهبا لثروات الوطن.

وهناك من يريد أن يسقط قروضا ويمنح هبات ويوزع أموالا ليس لتلبية حاجات، وإنما لدغدغة مشاعر وكسب ولاءات مواطنين تماما مثل من يريد أن يتسلم مرتبا بلا عمل، فجميعهم في هذه الحالة، وبكل أسف، يرفعون شعار «وطني الكويت سلمت للنهب».

اللهم إني بلغت.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك