ايران و '5+1'.. مفاوضات جديدة في فيينا

يجري وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مع الممثلة العليا للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون هنا اليوم جولة ثانية من المفاوضات حول برنامج طهران النووي في وقت يخشى فيه الدبلوماسيون من انعكاسات الازمة الاوكرانية على هذه المحادثات.
واستبق ظريف الجولة الثانية من مفاوضات فيينا بالاقرار بصعوبتها عندما قال في طهران انه لا يتوقع التوصل الى اتفاق خلالها مشيرا الى انه كلما تقدمت المفاوضات الى الامام كلما تصبح 'اكثر دقة وتفصيلا وجدية وصعوبة'.
اما وزير الخارجية الامريكي جون كيري فقد طالب ايران الخميس الماضي باتخاذ ما اسماه بقرارات 'صعبة جدا' لتوقيع اتفاق نهائي مع القوى الست الكبرى حول برنامج طهران النووي المثير للجدل.
وطبقا لما صرح به مسؤولون ايرانيون وآخرون اوروبيون فان الابعاد العسكرية المحتملة للبرنامج النووي الايراني تحتل مكان الصدارة في اهتمامات الدول الست الكبرى حيث تطالب هذه الدول بتحديد نطاق تخصيب اليورانيوم والتقليل من قدرات طهران النووية.
كما طالبت ايضا بتجميد العمل في موقع (فردو) ومفاعل (أراك) الذي يعمل بالماء الثقيل لتأكيد سلمية البرنامج الايراني في حين تجد طهران صعوبة في ذلك بعد ان انفقت الكثير من الجهد والمال في بناء هذه المشاريع النووية العملاقة.
وسيكون مستوى مفاوضات فيينا على غرار مفاوضات الشهر الماضي حيث سيشرف الوزير الايراني ظريف والمسؤولة الاوروبية على سير اعمالها فيما ستجري المباحثات الاساسية بين المديرين السياسيين ومساعدي وزراء خارجية ايران ومجموعة (5+1) وتبدأ الجولة الثانية من المفاوضات في فيينا حول الخطوة النهائية لاتفاق جنيف اليوم وتستمر يومين.
وكان وزير الخارجية الايراني قال للصحافيين لدى وصوله الى مطار فيينا مساء امس الاثنين انه 'سيتم في هذه الجولة من المفاوضات بحث مواضيع تخصيب اليورانيوم ومفاعل اراك والحظر والتعاون النووي السلمي ونأمل من خلال استخلاص نتائج هذه المواضيع في هذه الجولة والجولات اللاحقة ان نستعد لوضع الحل الشامل'.
واعرب ظريف عن امله في ان تمهد جولة فيينا الثانية للمفاوضات مع الدول الست الكبرى لوضع الحل الشامل للملف النووي الايراني في وقت القى فيه اعتذار الوزير الايراني عن حضور دعوة عشاء اقامتها مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون بظلاله على مفاوضات اليوم .
وكان من المقرر ان يحضر ظريف مأدبة العشاء التي اقامتها على شرفه كاثرين اشتون لكن الوزير الايراني وحسبما نقلت عدة وسائل اعلام بينها وكالة الصحافة النمساوية اعتذر عن الحضور الامر الذي فسره الدبلوماسيون على انه احتجاج ايراني على قيام اشتون بمقابلة عدد من نشطاء المعارضة الايرانية في مبنى السفارة النمساوية في طهران خلال زيارتها الاخيرة للعاصمة الايرانية.
ووفقا لهذه الانباء فان دعوة العشاء كانت بمثابة لقاء تحضيري بين الوفد الايراني المفاوض وممثلي الدول الست الكبرى برئاسة اشتون لوضع جدول اعمال محادثات اليوم.
ويخشى المراقبون من ان تساهم هذه الواقعة الى جانب الاجواء المتوترة الحالية بين واشنطن وموسكو على خلفية ازمة اوكرانيا في جعل مفاوضات فيينا اكثر تعقيدا وصعوبة خاصة وان الغرب يركز في هذه الجولة على الابعاد العسكرية المحتملة في البرنامج النووي الايراني اذ يطالب بتجميد العمل في المنشآت الايرانية المتطورة ذات الصلة بعمليات تخصيب اليورانيوم الذي يدخل في صنع اسلحة نووية.