دراسات الخليج نظم محاضرة عن 'التأليف'

شباب و جامعات

845 مشاهدات 0

مركز دراسات الخليج

نظم مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت محاضرة عنوان 'تطور التأليف في الخطط من الوصف الأدبي إلى الوصف المرئي' والتي حاضر فيها أ.د.أيمن فؤاد سيد، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية ومدير مركز المخطوطات في جامعة الأزهر والفائز بجائزة الكويت في الخطط والتسجيل الطبوغرافي للمدن عام 2009م، وادار المحاضرة الدكتور فيصل الكندري، وذلك بحضور مدير المركز الأستاذ الدكتور يعقوب يوسف الكندري وعدد من إداري المركز وأعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت.
في البداية رحب مديرمركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت الأستاذ الدكتور يعقوب الكندري بالمحاضر أ.د.أيمن فؤاد سيد وشكره على تلبيه للدعوة وتقديم هذه المحاضرة المثمرة بالمعلومات القيمية والخاصة بالخطط بتفاصيلها القديمة والحديثة.
وأكد د.الكندري ان المركز حريص على المشاركة في مختلف الفعاليات والأنشطة الثقافية والأكاديمية والخليجية والعربية وتنظيم مختلف الندوات والمحاضرات داخل وخارج اسوار جامعة الكويت لوضع بصمة ثقافية ايجابية وفعالة في مختلف المناطق والدول، وتأكيدا على حضور المركز في مختلف المحافل الثقافية المخصصة لصناعة الثقافة والنشر في دولة الكويت وخارجها ، مشيرا ان التعاون والتبادل الأكاديمي المستمر بين المركز ومختلف الجهات الاكاديمية ما هو الا حلقة وصل للوصول الى الثقافة والتوثيق الصحيح والمدروس للمعلومات والأبحاث والدراسات.
ومن جانبه شكر أ.د.أيمن فؤاد سيد الجهات المنظمة لهذه الندوة العلمية إن كانوا من جامعة الكويت ومركز دراسات الخليج والجزيرة العربية وكذلك مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، مؤكدا انها لن تكون الزيارة الأخيرة لأهمية التبادل القافي و الاكاديمي بين مختلف الجهات الاكاديمية في الوطن العربي.
ومن جانب موضوع المحاضرة قال أ.د.أيمن: عُرِفَ فَنُّ كِتابَة الخِطَط (الطُّبُوغْرافيا) وهو نَوْعٌ من الجُغْرافية التاريخية الإقْليمية في كثيرٍ من أقطار العالَم الإسلامي حيث اشتملَت مُقَدِّماتُ الكُتُب التي أرَّخَت للمُدُنِ الإسلامية مثل: تاريخ مَدِينَة السَّلام للخَطيب البَغْدادي وتاريخ مَدِينَة دِمَشْق لابن عَسَاكِر والأعْلاقُ الخَطيرَة في ذِكْر أُمَرَاء الشَّام والجَزيرَة لابن شَدَّاد على أوْصافٍ طُبوغرافية لهذه المُدُن، ومع ذلك فنستطيعُ القَوْل إنَّ هذا الفَنَّ من الفُنُون التي اخْتَصَّت بها مصرُ الإسلامية ونَما وتَطَوَّر بها على مدى تاريخها الطَّويل، وكان له فيها تاريخٌ مجيدٌ مَهَّدَ الطَّريقَ إلى الاكتمال الذي بَلَغَه هذا الفَنّ في مُؤَلَّف المَقْريزي الضَّخْم 'المَوَاعِظ والاعْتِبار' الذي يُعَدُّ بلا جِدال أكبر ممثِّل لنَمَطِ 'الخِطَط'.
وأضاف: فالكِتابُ أحَدُ مَفاخِر التُّراث العَرَبي، فهو أشْمَلُ وأوْسَعُ كِتابٍ كُتِبَ عن مَدينَةٍ إسلاميةٍ تناوَلَ فيه مؤلِّفُه بطَريقَةٍ تَدعو إلى الإعْجاب الظَّواهِرَ التاريخية والعُمْرانية والطُّبوغرافية للمَدينَة، وهو يختلف بذلك عن (تاريخ مَدِينَة السَّلام) للخَطيب البَغْدادي و(تاريخ مَدينَة دِمَشْق) للحافِظ ابن عِساكِر؛ فهذان الكِتابان وهما أكبر ما أُلِّف في تَواريخ المُدُن اتَّبعا مَنْهَجًا مُخالِفًا.
وأشار بأنه كان غَرَضُ مؤلِّفيهما هو الترجمة لمن وُلِدَ أو أقَامَ أو دَخَلَ أو توفِّي في هاتين المدينتين من الخُلَفاء والسَّلاطين والعُلَماء والأُدُباء والشُعَراء والفُقَهاء وهو ما فَعَلَه المَقْريزي في كِتابِه (المُقَفَّى الكبير) مع مُقَدِّمَة في وَصْفِ المَدينَة وتَخْطِيطِها لا يُمْكن مقارَنتها بحالٍ مِن الأحْوالِ بعَمَلِ المَقْريزي الذي بَلَغَ الذُّرْوَة بفَنِّ الخِطَط في كِتابِه (المَوَاعِظ)، كما أنَّ المَقْريزي وإنْ لم يكُن آخِر المؤلِّفين في هذا المجال فهو دون شَكٍّ أعظمهم مَكانَةً .
ونوه أ.د.أيمن بأن المَقريزي قد ركز ُجهْدَه الأكبر في هذا الكِتاب (المجلَّدات الثَّاني والثَّالث والرَّابع) للحَديث عن العُمْران المَدَني للقاهِرَة التي أصبحت المركز الثقَّافي والسِّياسي للعالَم الإسلامي في وَقْتِه، وفي هذا الإطار عَرَّفَ المَقْريزي تَعْريفًا مُفَصَّلًا بكُلِّ ما يتَّصِلُ بمَسْقَطِ رأسِه القاهِرَة، فلم يترك أثَرًا أو مُؤَسَّسَةً إلَّا وَصَفَه بدِقَّةٍ متناهية وحكى بإسْهابٍ تاريخَ بنائِه وما طَرَأ عليه من تَغْييرات.
وأضاف: كما رَوَى المقريزي السِيَر حَياة الأُمَرَاء والكُبَرَاء الذِّين باشَرُوا بناءَه أو أقامُوا فيه، ودَوَّنَ كذلك الأحْدَاثَ المهمَّة التي اقْتَرَنَت بهذه المُنْشآت والتَّقاليد والعادات والرُّسُوم المُتَعَلِّقة بها، حتى إنَّه لا تُوجَدُ كما يقولُ كاترمير QUATREME RE مَدينَةٌ شرقيةٌ يمكن أنْ تَفْخَرَ بمؤَلَّفٍ يبلغ مَرْتَبَةَ (الخِطَط) من حيث الاكْتِمال والطَّرافَة كما هو الحالُ مع القاهِرَة، فالكتابُ كِتابٌ مُؤَسِّسٌ في التَّاريخ العُمْراني وأوَّلُ كتابٍ متخصِّصٍ في تاريخ مَدينة، لا يُوجَدُ كِتابٌ أقْدَم منه، فكتابُ تاريخ فلورَنسَه Storia di Firenzeوهو أوَّلُ كتابٍ في تاريخ المدن في أوروبا كُتِبَ سنة 1480م، أي بعد وَفَاةِ المَقْريزي بنحو أربعين عامًا.

الآن - المحرر الطلابي

تعليقات

اكتب تعليقك