تنفيذية اتحاد الطلبة تندد بالحكم الصادر بإعدام 529 مصرياً

أصدرت الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت بياناً لرفض الحكم الصادر من إحدى محاكم الجنايات المصرية بإحالة أوراق 529 متهماً إلى المفتي في قضية اقتحام أحد مراكز الشرطة ومقتل أحد الضباط ، وفيما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ
استمراراً للمسلسل الهزلي الدائر على الساحة المصرية في ظل ارتباك الانقلاب وتخبط قياداته في ظل صمود الشعب المصري على مدار ما يزيد على سبعة أشهر منذ الإطاحة بالسلطة الشرعية المنتخبة واستمرار الحراك الثوري في الشارع ذلك الحراك الذي أعجز الانقلاب عن تنفيذ مطامعه في الانقضاض على ثورة 25 يناير المصرية المجيدة ، جاء حكم محكمة الجنايات ليكون انعكاساً للوضع المتردي الذي صارت إليه العدالة في مصر وسط تسييس واضح لأحكام القضاء ويكشف وبجلاء عن الوجه القبيح للانقلاب الذي ينتقم من الشعب الذي خرج مطالباً بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
لقد أصبح جلياً للجميع أن قوى الفساد في مصر وأصحاب المصالح والمتنفذين والمستفيدين من نظام المخلوع مبارك لا زالت هي المتحكمة في مقدرات الشعب المصري وتعمل بكل قوتها وطاقتها في سبيل إرجاع عقارب الساعة للوراء والقضاء على ما تبقى من مكتسبات الثورة المصرية ، وها هم القضاة الفسدة في مصر وبرغم قلتهم يشوهون ما تبقى من سمعة القضاء المصري بعد مسلسل الأحكام على طلاب الأزهر وحرائر الإسكندرية ليكون حكم الإعدام هذا هو إفصاح صريح من الفاسدين في القضاء عن موالاتهم للانقلاب وتكالبهم على إرضاء قادته على حساب العدالة في سابقة لم تشهدها أي محكمة بأي دولة في العالم على الإطلاق لتصاب مصر في قضائها مثلما أصيبت في بعض قادتها العسكريين الذين استأمنهم الشعب على أرواحه وممتلكاته وأمنه وسلامته.
فبعد مسلسل البراءة للجميع الذي قام القضاء بلعب دوره فيه بامتياز بإطلاق سراح من نهبوا الشعب وأفسدوا الحياة السياسية وتاجروا بمقدرات المصريين على مدار فترة حكم مبارك بالكامل وتبرئة ساحات رموز النظام ومجرمي الداخلية الذين قتلوا الثوار ها هو يستأسد على المواطنين الأبرياء ليصدر حكمه بإعدام 529 شخص بعد ثلاثة أيام من نظر الدعوى فمتى حققت المحكمة دفاع المتهمين وتدارست أوراق الدعوى وفحصت الأحراز !!! فحكم مثل هذا هو في حقيقته حكم بإعدام العدالة وما تبقى للقضاء المصري من شرف وسمعة و عصف بما تبقى من أطلال الدولة المصرية على يد قضائها الشامخ.
وإننا إذ نرفض تسييس القضاء والاستخفاف بالعدالة وتوظيفها لخدمة نظام انقلابي دموي فاشي فإننا نطالب ضمير العالم بصفة عامة وقادة الدول العربية المجتمعين في قمة الكويت الآن أن يتخذوا كافة السبل اللازمة لوقف تلك الأفعال والممارسات الهزلية الدائرة الآن على الساحة المصرية والتي تهدد بانقسام خطير للنسيج الاجتماعي المصري الذي لن تكون عواقبه الوخيمة مؤثرة على مصر فقط بقدر ما سيرتد بانعكاسات وارتدادات خطيرة على المنطقة بأكملها.