استفادة الشعوب العربية من قمة الكويت!.. بقلم عبد العزيز التويجري

زاوية الكتاب

كتب 580 مشاهدات 0


القبس

الكويت بلد القمم

عبد العزيز التويجري

 

 الكويت بذلت كل الجهود لإنجاح القمة، ولكن السؤال: ماذا جنت الشعوب العربية من القمة؟!

«ليس بالإمكان أفضل مما كان».. هذا لسان حال القمة العربية الــ 25 للوضع السوري تحديداً، وللوضع العربي بشكل عام.

بداية، لا ننكر الجهود المخلصة التي بذلتها الكويت ممثلة في حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله - وهو الذي تشهد له المؤتمرات السابقة بصولاته وجولاته في تحقيق المصالحة العربية.

كانت الأنظار في هذه الدورة متعلقة بعدد قليل ومحدود من القضايا الحساسة والمهمة، وكثير من الآمال عقدت على هذه الدورة، لأنها تأتي في مرحلة من أخطر المراحل التي تمر بها الدول العربية قاطبة. وربما أبرز القضايا التي كان يجب أن يوجد لها حل، هي إشكالية منح مقعد سوريا للائتلاف الوطني، ونعرف ان المصالح السياسية قد تتحكم في قرارات البلدان، ولكن حين نواجه حالة إنسانية بحجم ما يحصل في سوريا، فإن الواجب هو الذي يفترض ان يتحكم في القرارات. فشعب يتعرض لمجازر وقصف وتشريد بمئات الألوف، ينبغي ألا يحرك فينا مصالحنا، بل ضمائرنا.

أما الذين هم خارج سوريا، فيعانون من حدّي السكين: الحد الأول هو عدم تمكنهم من رؤية أهاليهم، وقد لا يرونهم الى الأبد، والحد الثاني هو تسلط النظام عليهم وعدم تجديد جوازات كثيرين منهم، مما يعرضهم لخطر التشرد أيضاً. ومن هنا كان من الإنسانية ان تنظر الدول إلى هذا الموضوع بعين الرحمة.

فما الذي استفاده الشعب العربي من فقرة البيان التي أعرب فيها ممثلو الدول عن: «تضامنهم الكامل مع الشعب السوري ومطالبه المشروعة فى حقه في الحرية والديموقراطية والعدل والمساواة وإقامة نظام دولة يتمتع فيه جميع المواطنين السوريين بالحق في المشاركة في جميع مؤسساته من دون اقصاء أو تمييز بسبب العرق أو الدين او الطائفة. ودعمهم الثابت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوصفه ممثلا شرعيا للشعب السوري».. ماذا قبض الشعب السوري سياسيا من كل هذا الكلام، طالما أن الائتلاف لا يجلس على مقعد سوريا ويقرر ديموقراطية الشعب وحريته التي ينشدها؟!

من القضايا الأخرى التي ظلت مثل شوكة في خاصرة الانسجام العربي هي الخلافات بين بعض الدول.

سهم الإحباط أصابنا بعد كل هذه الجهود التي بذلتها الكويت في مسعاها لإنجاح القمة، وبذلت جهودا جبارة يشهد لها الجميع، ولكن ما الذي يمكن أن تفعله النوايا الحسنة أمام تغليب المنطق الإقليمي الضيق على الهم العربي المشترك؟!.. لا شيء!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك