السيسي هو الأصلح لمصر.. برأي منى العياف
زاوية الكتابكتب مارس 31, 2014, 12:51 ص 1182 مشاهدات 0
الوطن
طوفة عروق / 'السيسي'.. وتحديات الداخل والخارج!!
منى العياف
أخيراً.. حسم المشير عبدالفتاح السيسي أمره.. على خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر.
خطوة كانت متوقعة.. لكنها متأخرة.. ومخاوف من لصق صفة «الانقلاب» بثورة مصر العارمة التي اندلعت في 30 يونيو الماضي.. ضد حكم الاخوان ورئيسهم محمد مرسي.. الذين كادوا يلقون بمصر الى الهاوية، وليس مصر وحدها ولكن المنطقة العربية بأكملها!.
كما ان «السيسي» تردد كثيراً كما يبدو في اعلان ترشحه.. بسبب التجاذب السياسي ورفض الكثير من القطاعات الثورية لإعادة حكم العسكر الممتد في مصر منذ قيام ثورة يوليو 1952.
٭٭٭
كما انه فيما يبدو كانت هناك مشكلات في قبول الغرب والولايات المتحدة الامريكية لهذا الترشح.. ربما بسبب الصفقات السياسية التي كانت قد أبرمت بين الاخوان والغرب بشأن إعادة توطين الآلاف من أعضاء التنظيمات الجهادية المتطرفة، والتي تهدد الأمن والاستقرار في أوروبا وأمريكا ومنحهم حق تكوين امارة اسلامية في سيناء، أو اعطاء سيناء لليهود كأرض للميعاد مع الحفاظ على العلاقات المستقرة مع الجار الاسرائيلي.. وكذلك انهاء الصراع العربي الاسرائيلي برعاية مصرية.. وبقوة مصر التي تستطيع ضمان أمن اسرائيل، وفي نفس الوقت تأثر حماس.. باعتبارها أحد اجنحة الاخوان «العسكرية».
لكل هذا ترددت أمريكا وأوروبا في التعاون مع مصر بعد ثورة يونيو حتى ان جميع المساعدات التي كانت مقررة لمصر قد توقفت ومازالت حتى الآن موضع تفاوض وجدل وأخذ وعطاء!.
٭٭٭
أعتقد ان كل هذا كان المشير السيسي يدركه ويحسب له حساباً.. بل ان أصواتاً عربية اخرى لم تكن تريد ترشيح «السيسي» نفسه واعلنت عن موقفها هذا علناً.. وكانت لديها نفس المبررات.
المهم.. انه بعد كل ما ظهر على الساحة الآن من مؤامرات ومشكلات واطماع.. وضرب للمؤسسات واتهامات بالجملة بالخيانة وتلقي التمويل الاجنبي، فان مصر اليوم باتت على شفا كارثة!! كارثة حقيقية تتمثل في ان هناك انقساماً شديداً في الجبهة الداخلية المصرية.. فهناك على الساحة السياسية من يتهمون النظام الحالي بالقسوة والافراط في العنف.. ووضع العشرات بل المئات في السجون، الى حد انه لم يعد هناك مكان لنزلاء جدد، مع ان الغضب الاخواني يتزايد كل يوم ويتصاعد أكثر منذ اعلان المشير السيسي عزمه الترشح!.
٭٭٭
الحقيقة انه على الرغم من كل ما يحدث في مصر فانه لا أحد على المستوى السياسي في مصر قادر على الفوز بثقة المصريين، كما المشير السيسي.. (فعبدالمنعم أبوالفتوح) المرشح الرئاسي السابق يوصف بأنه اخواني الهوى والهوية.. ورغم انه أُبعد من داخل الجماعة الا انه اذا ترشح فالمصريون يعرفون انه اخواني، وكذلك المرشح الرئاسي السابق (محمد سليم العوا)، الذي أستعان به مرسي حالياً للدفاع عنه في قضايا التخابر والقضايا الأخرى المنظورة أمام القضاء، مثل قتل متظاهري الاتحادية!.
أما (حمدين صباحي) المرشح الرئاسي السابق والوحيد الذي اعلن خوضه السباق الرئاسي.. فتوجه له انتقادات حادة بدءاً من السؤال الملح عن كيفية تمويله لحملته الانتخابية ومن اين له بالأموال للقيام بها؟.. مروراً بانه قدم تنازلات كثيرة للاخوان، من بينها اعتذاره لهم عما لحقهم على أيدي الزعيم عبدالناصر، الذي قمعهم وحشدهم داخل السجون، وليس انتهاء بما ظهر من أدلة وصورتين على ان حمدين تعاون مع الاخوان أكثر من مرة خلال الانتخابات البرلمانية في عهد حسني مبارك، وانه بهذه المفاهيم يمكن ان يكون «اخوانيا متسترا»!.
٭٭٭
يبقى اذن المشير السيسي هو الأصلح لمصر.. لعبوره الفترة الانتقالية المريرة الحالية، فهو يضمن أولاً ولاء الجيش لانه قادم من المؤسسة العسكرية، كما ان هناك تفاهمات بينه وبين وزير الداخلية الحالي اللواء محمد ابراهيم.. الذي كان تحالفه مع المشير السيسي في 30 يونيو وانحياز الشرطة الى الشعب ضد مرسي سبباً أساسياً في نجاح الثورة على الاخوان.
كما ان المشير السيسي يحظى بحب شعبي كبير.. فهناك استطلاعات للرأي ترشحه لفوز كاسح، بل ان البعض طلب قبل مدة ان يتم افساح المجال أمام السيسي ليصل الى منصب الرئيس بالتزكية، بناء على هذه الشعبية الجارفة.
٭٭٭
ايضاً أظهر السيسي مقدرة وصلابة وقدرة على مواجهة الامور والأيام العصيبة، كما أنه أجاد التفاوض في التعاطي مع الغرب ومع امريكا، وراهن على اوراق أخرى وهي التفاهم مع الروس.. واستطاع ايضاً ان يتواصل عبر النظام الحالي في مصر بعد 30 يونيو مع الدول العربية والخليج في قلبها وفي مقدمتها السعودية والامارات والكويت ومعهم الاردن والبحرين.
ليشكل حصانة أمام سقوط الاقتصاد المصري، ولأسباب عديدة أهمها توقف المصانع عن العمل والانتاج، والاضرابات والمظاهرات وتردي حالة الأمن وتفشي حالة عدم الاستقرار وكلها تتسبب في هروب رؤوس الأموال الى الخارج.
استطاع «السيسي» قبل شهر من عزمه خوض السباق الرئاسي ان يقود مصر في هذه الظروف الصعبة الى الاستحقاقات الجديدة، التي نظن ان بداية شفاء مصر وحسم الأمر فيها لرئيس جديد منتخب مؤيد بحب الشعب والجيش والشرطة ان يتمكن من مواجهة التحديات والمؤامرات التي واجهتها مصر منذ تنحي حسني مبارك.. ويبقى على المشير السيسي ان يدرك ان نجاح مصر في عبور هذه المرحلة الصعبة بتوحد المصريين حول هدف واحد وحيد هو قيام مصر من جديد.. بعد ان كانت مهددة بالسقوط!!... والعبرة لمن يتعظ!!.
تعليقات