السلطة في الكويت لا تريد مواطناً يسأل كثيراً.. هذا ما يراه علي الذايدي

زاوية الكتاب

كتب 648 مشاهدات 0


عالم اليوم

بلا عنوان  /  ج * س

علي الذايدي

 

في حقبة ما قبل الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة كان المواطن العربي يعيش حالة من الإقصاء والتغييب المتعمد ويحرم من المشاركة في اتخاذ القرارات المصيرية.
أما بعد انتشار وسائل الاتصال الحديثة بدأ المواطن العربي يشعر بتدفق المعلومات إليه عن طريق الكثير من الوسائل المختلفة وعندها بدأ يطالب بالمزيد ، وكلما زادت كمية المعلومات التي تصله كلما أدرك كم كان يعيش في فترة سوداء مظلمة.
في السابق كان المواطن الذي تقبض عليه أجهزة مخابرات النظام ينتهي إلى مصير مجهول لا يعرفه حتى أفراد عائلته أما اليوم فبمجرد أن تقوم الأجهزة الأمنية بالقبض على مواطن حتى ينتشر خبره على وسائل الاتصال المختلفة من منتديات إلكترونية وفيس بوك وتويتر، ويبدأ الناس بالسؤال عنه وعن سبب القبض عليه، ما يضع النظام في موقف محرج فيضطرون لنشر سبب القبض عليه وهي في الغالب أسباب تافهة يضخمها النظام لتبرير إعدام المعارضين في السابق، أما بعد أن يصبح القبض على المعارضين قضية رأي عام فسرعان ما يتم إطلاق سراحه خوفا من موجة السخط الشعبي والتي قد تتطور لتصبح ربيعا عربيا.
السلطة في الكويت لا تريد مواطنا يسأل كثيرا، ويتقصى كثيرا، وتحجب عنه الكثير من المعلومات لكي تدير البلد بطريقتها الخاصة والتي تعتمد على تقريب المداحين وذوي القربى والمتنفذين وإقصاء أصحاب المؤهلات والمستحقين للمناصب القيادية لا لسبب سوى لأنهم سيسألون كثيرا عن الوجهة التي ستذهب إليها أموال البلد، وتوزيع المناصب القيادية، ولذلك تقصيهم الحكومة لكي تلعب في الساحة لوحدها.
في ختام المقال فإنني أتقدم للسلطة بأحر آيات التعازي والمواساة على وفاة المواطن البسيط الذي كان كان يعمل من الساعة7 صباحا إلى الساعة 2 ظهرا ويرجع إلى بيته ومعه «بطيخة وقوطيين روب» ليأكل وينام ولا يسأل الحكومة عن شيء..
فاليوم وغدا وكل يوم سنسأل ونسأل العديد من الأسئلة التي كانت الحكومة ترفض الإجابة عنها منذ الأزل، وإن لم تجب الحكومة على أسئلتنا فإننا سنعيد صياغتها ونطرحها مرة أخرى، ولكن كما قال أبناء البادية «من قال هاه، سمع».

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك