توالي الفضائح وتركيز روائحها أفقدنا حاسة الشم.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 991 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  توالي الفضائح.. روائحها وحاسة الشم!

د. تركي العازمي

 

على أقصى اليسار من الصفحة الأولى لجريدة «الراي» عدد الخميس 3 أبريل 2014 خبر عنوانه «رائحة فضيحة في مزايدة إعلانات العاصمة...»!

كمواطن أشعر بأن توالي الفضائح وتركيز روائحها قد أفقدنا حاسة الشم...!

لو أن فضيحة الكويتية وفضائح الاستثمار وفضائح القرارات الإدارية التي تبطلها المحكمة قد عرضت على أنفك الحساس لرائحة تجاوز موظف بسيط أعتقد بأنك لن تستطيع تمييزها لأن قدرتك في الإحساس قد أفقدتها تجاوزات الصغار!

النواب «شادين حيلهم» والمتابعون لتجاوزات الكبار «فقدوا حيلهم» وهناك من بعيد من يحاول الدفع إلى حل مجلس الأمة حسب تصريح رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم.

يقول الباحثون بعد الأزمة المالية. إن الحل في تطبيق حوكمة أخلاقية للحد من انتهاكات الكبار... ونحن لسنا بمعزل من أثر الأزمة المالية لكننا لم نعمل على حل التداعيات بل أسرفنا في التجاوزات غير الأخلاقية.. يعني معقولة «وهذا تساؤل طرحته وطرحه غيري من قبل» على الرغم مما ينشر لا نجد مسؤولا كبيرا تمت محاسبته!

إذن، لا تلوموا الصغار في تقليد سلوكيات الكبار لأنها من منظور العلوم الاجتماعية تعتبر ظاهرة طبيعية ولا نعتقد إطلاقا إن الحالة ستستمر كما هي إلى أبد الآبدين!

تمعنوا في الحديث الشريف لصفوة الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه «إنما هلك الذين من قبلكم أنه كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه. وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد. وايم الله لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».... وعليك أن تعيد قراءته مرة أخرى وتسقطه على واقع حالنا اليوم والاستنتاج نتركه لك وللحالة المعنوية التي تميزك أخلاقيا عن غيرك!

على المستوى الشخصي. أعتقد بأن الحالة المعنوية التي يبنى عليها القرار وأعني قرار محاسبة «عِلية القوم» فاسدة بكل ما تعني كلمة فاسدة من معنى إلا من رحم ربي وهم ندرة!

عقود مضت... نقرأ تقارير ديوان المحاسبة ونلاحظ قرارات محكمة لا تنفذ إلا بشق الأنفس.. وتقارير منظمة الشفافية العالمية تؤكد تراجع مؤشر الشفافية لدينا وارتفاع مؤشر الفساد و«ربعك» في حل من هذا وذاك... والواقع إنهم يقولون من الكلام أجمله ويتخذون من السلوك أقبحه و«على عينك يا تاجر»!

لا تركزوا على زيادة الأولاد... فالعجز في الميزانية قادم حتى وإن كان معدل سعر البرميل 125 دولارا... غيروا من طريقة تفكيركم فالوضع بلغ مرحلة مصيرية وكم أضحكتني حكاية العجز هذه!

مئات الملايين والمليارات تهدر يمنة وشمالا ولا حساب لقيادي فاسد واحد ولا تقترب أداة العقاب من كل متنفذ ولسان حالهم يقول «سهود ومهود»...!

لذلك، نعيد طلب قراءة الحديث الشريف مرة أخرى لعل وعسى أن تتحرك ضمائر انطبق عليها قول المولى عز شأنه في محكم تنزيله « كلا بل ران على قلوبهم»... إنها مرتبطة في غياب عامل اختيار القيادي الأخــلاقي الذي يرسم الرؤية الإصلاحية من دون مصالح أو ضغوط... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك