لماذا لا يتدخل رجالات الكويت وأعيانها في حل خلافات الأسرة؟.. العيسى متسائلاً
زاوية الكتابكتب مايو 4, 2014, 1:22 ص 1812 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / دور الشعب في خلافات الأسرة
د. شملان يوسف العيسى
كتب العقيد المتقاعد حمد السريع مقالا تحت عنوان «ازمة الحكم أم ازمة صراع بين الاسرة الحاكمة.. الخافي اعظم وقادم الايام ضبابي الرؤية» منع من النشر ونشرته جريدة الآن الالكترونية يوم الاربعاء 30 ابريل وكتب يقول «يستذكر اهل الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم أمير الكويت الاسبق رحمه الله عندما تولى مقاليد الحكم وكيف واجه مشاكل مع ابناء الاسرة المتنفذين بذلك الوقت وممن يملكون القوة في عرض رأيهم على القرار السياسي في البلد.. امير الكويت الراحل عبدالله السالم اعتمد على قوة وتأييد الشعب في فرض قراراته التي ابعدت العديد من ابناء الاسرة عن السلطة….».
ما ذكره الأخ العقيد حمد السريع صحيح، فالأمير الراحل عبدالله السالم أحاط نفسه بمجموعة من المستشارين المخلصين للوطن واسرة الحكم.. لقد روى لي الوزير السابق ورجل الاعمال خالد عيسى الصالح هذه القصة حيث ذكر لي بأن المغفور له عبدالله السالم عندما استلم الحكم واجه مشاكل عدة مع ابناء الاسرة حتى انه فكر بالاستقالة والابتعاد عن الحكم ولكن قبل ان يتخذ قراره الحازم بعث بأحد رجالات الكويت من آل الزبن لا اذكر اسمه الاول ليخبر الشيخ يوسف بن عيسى القناعي عن عزمه بالابتعاد عن الحكم وتقديم الاستقالة فما كان من الشيخ يوسف إلا ان رد عليه وقال أخبر الشيخ عبدالله اذا كان الخلاف بينه وبين ابناء عمومته في الاسرة فما عليه الا حل هذا الخلاف فهو قادر على حل هذا الخلاف.. اما اذا كان الامر يتعلق بأهل الكويت.. فنحن لا خيار لنا الا عبدالله السالم.. ولقد سارع الشيخ يوسف بدعوة رجالات الكويت واعيانها لاطلاعهم على رغبة الشيخ عبدالله السالم الابتعاد عن الحكم وقد رد عليه بأن اهل الكويت لا يختارون شخصاً غيره وهم مجمعون على مبايعته. وقد بارك اهل الكويت واعيانها كلام الشيخ يوسف.. وبعدها عدل عبدالله السالم عن الاستقالة وكان عصره هو العصر الذهبي للكويت.
اليوم ونحن نراقب تفاقم الخلافات بين شباب الاسرة الحاكمة الكريمة نتأسف ونتحسر لما يحدث.. لأن هذه الاسرة التي حكمتنا لأكثر من 300 سنة.. تستطيع تخطي كل العقبات اذا صلحت النية بين ابناء الاسرة ووضع الجميع مصلحة الوطن فوق مصالحهم الشخصية.
ظروف البلد الداخلية والاوضاع في المحيط العربي لا تسمح بالتلاعب في مقدرات البلد.. فالجميع يعلم بأن سقوط الاسرة.. هو بداية النهاية للبلد ككل.
السؤال الذي علينا طرحه اليوم.. لماذا لا يتدخل رجالات الكويت واعيانها في حل خلافات الاسرة خصوصا وان اهل الكويت مقربون جدا بأقطاب الحكم؟ اتصور بأن رجالات الكويت لا يودون ان يكونوا طرفا في الخلاف الدائر خصوصا وان دورهم التقليدي في نصيحة اصحاب القرار انتهت أو تقلصت بعد صعود دور اعضاء مجلس الامة كسلطة تشريعية سيكون لها دور بارز في اختيار ولي العهد في حالة بروز الخلافات بين اسرة الحكم.. كما ان رجالات الكويت اليوم المحيطين بأسرة الحكم ليسوا في مستوى آبائهم واجدادهم رحمة الله عليهم فأهل الكويت سابقا بعيدون جدا عن المصالح الذاتية والقبلية أو العائلية، ففي السابق كان الحكام والمحكومون لا يفكرون الا برفع اسم الكويت وتحقيق مصالح شعبها، اليوم وبعد ان اصبحنا دولة مؤسسات اصبح للسلطة التشريعية والقضائية دور في تثبيت الحكم واستقراره.. لكن الامر المؤسف والمحزن هو ان بعض ابناء اسرة الحكم استطاعوا شراء ولاء النواب لهم لأسباب سياسية ومصلحية واصبح ابناء الاسرة مع النواب جزءاً من المشكلة وليس الحل.. كل ما نتمناه ان يتخذ صاحب السمو قرارا حاسما بإبعاد خلافات الاسرة وابعاد اعضاء مجلس الامة المرتزقة من التدخل في هذه الخلافات.
تعليقات