سياستنا في تنصيب القياديين لا تعرف الأكفأ.. تركي العازمي مستنكراً
زاوية الكتابكتب مايو 6, 2014, 1:12 ص 597 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / سلام يا سيدي.. كفاءتك لك
د. تركي العازمي
البارحة واليوم وغدا... نفس الممشى ونفس الخطى وإن اختلف المشاة لأن الطريق واحد وقواعد السير واحدة!
يقولون ما لا يفعلون... كنت أظنهم فقط هم الشعراء واتضح ان أصحاب القرار لدينا تقاربوا بشكل مطابق مع سلوك الشعراء!
ليتني درست مجالا مختلفا يختلف مضمونه عن تخصص القيادة وبالتحديد القيادة الجيدة والأخلاقية.. لكن عسى في الأمر خيرة!
حاولت جاهدا المشي على هوى أصحاب القرار في القطاعين العام والخاص لمعرفة ما يدور في ذهنهم بغية تحديد المفاهيم قبل أن أصور مفهومهم من واقع التجربة!
مرت سنة... وعشر سنوات واكتشفت في المحصلة ان ما يكتب عن الكفاءة شيء وما يطبق مختلف كما ونوعا!
المثال الأول في القطاع العام... الكفاءة لا مكان لها: فالقيادي تجده في احدى زوايا المؤسسة يستأنس برأيه وعند توافر منصب قيادي شاغر يتم ترشيح من لا يتصف بأدنى معايير القيادة!.. يعني عندك واسطة توصلك للوزير ورئيس مجلس الوزراء ممكن تحصل على المنصب خلاف ذلك «حب كوعك»!
والمثال الآخر في القطاع الخاص... الكفاءة تعامل كمرجع لكن من دون منصب وإذا قال خلاف معتقداتهم فمصيره «التسريح».. والباب «يسع جمل»!
إليكم مثالاً حياً: المناصب القيادية ومعاييرها توكل لأشخاص لا علاقة بخبرتهم ولا شهاداتهم العلمية بعلم القيادة والإدارة... كيف يحصل هذا يا هذا؟
في الدول المتحضرة وبعضها لا يبعد عنا سوى ساعات قليلة بالطائرة. يشكلون لجنة من مختصين مشهود لأعضائها حسن السيرة والخبرة ولديهم إلمام كامل بعلم القيادة والإدارة وعند تقديم أسماء المرشحين لا تٌذكر أسماؤهم فكل مرشح له رقم وبالتالي يتم ترشيح الأكفأ!
اتصل بي زميل ويعمل رئيسا تنفيذيا بإحدى الشركات في الدول المجاورة طالبا مني تحديد المعايير التي يجب أن يتم اختيار القيادي من خلالها حسب ما خلصت له دراسة الدكتوراه الخاصة بي! استغربت من ذلك الاتصال.. فقمت بترتيب الأوراق لأن المتصل لم يتواصل معي إلا لسبب واحد وهو ان دراستي كانت حول أهمية القيادة الجيدة والأخلاقية في تحويل الاقتصاد الكويتي ومن هنا بدت لي المهمة في قالب خاص من الأهمية لأن الثقة لا قيمة لها ويجب أن ترد بطابع متميز!
هنا يتبين لنا الفرق بين سلوك قياديينا وطبيعة السلوك القيادي «الصح»... فمن يعتقد بأننا نستطيع تنصيب الكفاءات وفق المعطيات الحالية يجب عليه مراجعة الأساسيات قبل الدخول «عرض» في صلب الموضوع! ألم أقل لكم في بداية المقال إن الممشى واحد وإن اختلف المشاة!
نحن أحبتي الكرام نتميز في حسن عنوان مفاهيمنا لكن المضامين وواقع الحال «مختلف» ولا علاقة له بالموضوع!
تخيل انك تكتب عنوان المقال عن موضوع طبي... ولب المضمون يتحدث عن الزراعة مثلا! نحن هكذا نتحدث عن القيادة ومن توكل له المهمة لا يعرف أبجديات القيادة فلك أن تتخيل المحصلة!
نتمنى من المولى عز شأنه أن ينظر أصحاب القرار لموضوع القيادة وتنصيب القياديين من خلال مختصين وأصحاب خبرة بمجال تخصص القيادة والإدارة، وإذا وجد منصب شاغر قيادي فليتقدم كل من يرى نفسه مرشحا للمنصب ومن ثم يوضع رقم لك مرشح «يعني من دون اسم» ويترك القرار لأصحاب التخصص من خلال لجنة محايدة ترفع الرقم الأكفأ شريطة أن يوافق أصحاب القرار النهائي على قرار اللجنة!
عندئذ وإن تم تطبيق هذا النهج. نستطيع أن نقول اننا سننعم بسلوك قيادي أفضل... ومن واقع ثقافتنا لا أظن المقترح يروق لأصحاب القرار لأنهم سيقولون للكفاءة: سلام يا سيدي.. كفاءتك لك... والله المستعان!
تعليقات