انطلاق ملتقى السرد الخليجي

 قال استاذ اللغة والنقد الحديث في جامعة الكويت الدكتور مرسل العجمي ان الرواية التاريخية في الخليج تتوزع على ثلاثة أنماط روائية هي 'أرخنة الرواية' و'أدلجة التاريخ' و'تذويت التاريخ'.

واوضح الدكتور العجمي في الجلسة الرابعة لملتقى السرد الخليجي الثاني الذي انطلق هنا اليوم التي حملت عنوان (الرواية التاريخية) ان المؤلف يصدر في نمط 'أرخنة التاريخ ' رغبته في استثمار الكتابة الروائية لتمجيد بعض الفترات التاريخية أو رصد بعض الفترات الحاسمة أو تسجيل مظاهر المقاومة.
وذكر ان الأولوية في هذ النمط من الروايات تكمن في الرصد التاريخي والتاريخ البطولي على حساب جماليات أو حتى تقنيات الخطاب الروائي مشيرا الى روايات معروفة بهذا النمط مثل (الشراع الكبير) للكاتب عبدالله الطائي و(الشيخ الأبيض) لسلطان بن محمد القاسمي و(ساحل الأبطال) لعلي محمد راشد.
وبين العجمي ان المؤلف يستقي كتاباته في نمط 'أدلجة التاريخ' من ايديولوجيا مسبقة 'ثم يفرض هذه الايدولوجية على روايته بطريقة واضحة ومكشوفة الى درجة تتحكم في أحداث الرواية وايجاد الشخصيات' مشيرا الى خماسية عبدالرحمن منيف (مدن الملح) كمثال لتطبيق هذا النمط.
وذكر ان 'ادلجة التاريخ' تتحقق على مستويين في الرواية الأول موضوعاتي عمد فيه المؤلف الى اعادة كتابة تاريخية لحدث من خلال موقف ايديولوجي مسبق والثاني خطابي يتمثل في البنية السردية للرواية.
وقال العجمي ان النص الروائي في النمط الثالث أو 'تذويت التاريخ' يقوم على تقديم رؤية ذاتية للأحداث 'ولا يزعم انه يقدم رؤية موضوعية' مبينا ان هذا النمط يظهر في رواية الكاتب الكويتي اسماعيل فهد اسماعيل (إحداثيات زمن العزلة) وروايتي الكاتب السعودي سيف الاسلام بن سعود (قلب من بنقلان) و(طنين).
واوضح ان الكاتب اسماعيل اعتمد في روايته على حدث تاريخي معاصر من حيث الموضوع وهو الغزو العراقي للكويت وعلى تجربة ذاتية عايشت ذلك الحدث من حيث الرؤية بينما اعتمد الكاتب سيف الاسلام على مغايرة الرواية التاريخية العربية التي تظهر استجابة عاطفية نحو ماض مشرق أو اسقاطا سياسيا معاصرا عبر استحضار أزمنة حضارية وسياسيات سابقة.
وذكر ان روايات 'تذويت التاريخ' ولأنها تعتمد رؤية ذاتية للتاريخ سواء الحديث عن الغير أو عن الذات 'تبدو أصدق وأعمق وأدق من التاريخ بمعناه الاكاديمي المحدد'.
وتتواصل جلسات في ملتقى السرد الخليجي الثاني غدا بتناولها رواية الواقع الراهن للباحثة الدكتورة عائشة الدرمكي ورواية المهمشين للباحثة سعدية مفرح يلي كل منهما مناقشات وشهادات يقدمها نخبة من الأدباء والروائيين من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي.