عن حرية وسائل الإعلام وحرب الشائعات!.. تكتب سلوى الجسار
زاوية الكتابكتب مايو 10, 2014, 12:36 ص 1685 مشاهدات 0
الوطن
رؤيتي / التعبير عن الرأي بين الحرية والإسفاف
د. سلوى الجسار
ان حرية الصحافة والاعلام تمثل جزءاً لا يتجزأ من مفهوم الديموقراطية لما لها من دور محوري في بناء مجتمع ديموقراطي تتعدّد فيه الآراء ويُمارس فيه العمل الاعلامي بكل حرية ضمن أطر المسؤولية المجتمعية واحترام القانون، والايمان الصادق بالمصلحة العليا للوطن مهما اختلفت الآراء وتعددت التوجهات.يشكل الاعلام دوراً مهماً في تكوين الوعي الاجتماعي والحياتي لدى الأفراد ويساهم في تشكيل اتجاهاتهم وميولهم ورغباتهم وسلوكياتهم تجاه الآخرين، كما ان له دوراً وطنياً وقومياً في تشكيل الرأي العام وطرح قضايا وموضوعات سياسية واقتصادية واجتماعية تهم المواطنين، وتعمل على الارتقاء بالادراك المعرفي لهم في كافة المجالات المختلفه.فاذا تحقق ذلك تكون وسائل الاعلام ايجابية وفي صالح توعية المواطن وخلق مجتمع قادر على التفكير والتحليل يستطيع ربط الاحداث والمشاهد التي تحيط به بالصورة الذهنية التي ترسمها وسائل الاعلام.ولكن ما يحدث اليوم هو سوء فهم وتقدير للأوضاع لدى بعض الأفراد وعدم اصدار احكام موضوعية لتقييم حريات الرأي والتعبير، فمازال البعد الانساني والأخلاقي للممارسة الاعلامية يعاني من قصور وخلل، ومن الواجب على العاملين في المؤسسات الاعلامية بذل مزيد من الجهد للتثبت من صحة المعلومات ودقتها والتحقّق من مصادر الخبر، وتطبيق المعايير العلمية الوظيفية السليمة في العمل الصحافي والاعلامي من خلال الالتزام بالمواثيق والضوابط ووضع مبدأ المسؤولية المجتمعية كشرط من شروط العمل الاعلامي لاجل البناء والتطوير المجتمعي.ناهيك عن التكسب لأجل تحقيق أهداف معينة تحت شعارات مغلوطة غير حقيقية بعيداً عن المصداقية، فأصبح المواطن يلاحق الأخبار المزركشة التي يراد بها باطل، والتي على اثرها تقوم الدنيا وتقعد ولا نعلم ما هي الحقيقة، فالشائعات أخذت تلاحق الكبير والصغير ولا تستثني أحداً على الاطلاق، حيث يعتبر خلق وصناعة ترويج الشائعات من الظواهر السلبية في المجتمع والتي ساهم في انتشارها وجود مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية والاخبارية.ويجب علينا ان نكون أكثر دراية بأن حرب الشائعات تهدف في الغالب الى محاوله اضعاف الدولة وافساد الاخلاق واشاعة الفوضى والارتباك لبث الفرقة والانقسام بين أفراد النسيج الوطني الواحد والتي يسعى الى تحقيقها ضعاف الأنفس وبعض أصحاب المصالح.لذا وجب على الجميع التريث والتأني للتأكد من المعلومة ومصدرها وتحليل البيانات بصورة عقلية. كما يجب على وسائل الاعلام بجميع أنواعها الالتزام بالمهنية والموضوعية وميثاق العمل الصحافي والاعلامي ومحاسبة كل متعمد بنشر الأكاذيب والمعلومات الخاطئة بهدف نشر الفتنة او الضرر بالمجتمع او الأفراد لأن هناك فرقا بين حرية الرأي وبين الإسفاف والتدليس على المواطنين.
وكلمة أخيرة إن مجال الإعلام والاتصال هو المحرّك الرئيسي للحوار والنقاش للمجتمع الحضارى، ومهما اختلفت وتعدّدت الآراء بين مكونات المجتمع الواحد الا ان أمن الوطن ورعاية مصالحه العليا، يبقى فوق كل اعتبار، ووجودنا من وجود الوطن ومستقبل أولادنا هو من مستقبل الوطن.
حفظ الله الكويت وأهلها من كل مكروه.
تعليقات