وليد الرجيب يكشف حقيقة مخطط الرأسمالية الجديدة لإعادة اقتسام العالم

زاوية الكتاب

كتب 1303 مشاهدات 0


الراي أصبوحة / يوم الانتصار على الفاشية والحرب الباردة وليد الرجيب صادف يوم أمس (9 مايو) ذكرى الانتصار على النازية والفاشية بالحرب العالمية الثانية في العام 1945، وهو اليوم الذي دخل فيه الجيش السوفييتي أو الجيش الأحمر إلى برلين، ورفع علم الاتحاد السوفياتي على مبنى الرايخ الثالث، وقد اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يوصي جميع الدول بإحياء ذكرى يومي 8 و9 مايو على أنهما يومي ذكرى السلام والتسامح بين الشعوب، بعد الدمار الهائل التي سببتها هذه الحرب البشعة التي راح ضحيتها أكثر من خمسين مليون من البشر وتدمير مدن كاملة، والسبب هو أن النظام الرأسمالي في مراحله العليا الاحتكارية عندما يدخل أزمة خانقة يضطر لإعادة اقتسام العالم والاستيلاء على خيرات الشعوب، فالنازية والفاشية العنصرية نشأت في أحشاء الرأسمالية المأزومة، وما زالت هناك بقايا لما يسمى بالنازيين الجدد خاصة في أوكرانيا، الذين يعتبرون يوم 9 مايو يوم حداد، كما أن العالم الرأسمالي حاول وما زال التغطية على انتصار الاتحاد السوفياتي على أقوى الجيوش الرأسمالية الألمانية. وقد كُشفت فضيحة الانقلاب الأميركي الأوربي الذي نفذوه في كييف بواسطة اليمين المتطرف «النازيون الجدد»، ونُشرت أخيراً التفاصيل عن التورط الأميركي المباشر في تنظيم الانقلاب الذي أطاح بحكومة يانوكيفتش وتنصيب مجموعة موالية للغرب، كما تم الكشف أن مسلحي ميليشيات النازيين الجدد قد جرى تدريبهم على السلاح في بولندا بناء على طلب الولايات المتحدة، وذلك في مركز لتدريب الشرطة في مدينة ليغيونوفو ببولندا في سبتمبر الماضي، وفرضت هذه المجموعة اليمينية النازية يوم 9 مايو يوم حداد على مدن غرب أوكرانيا، إضافة إلى فرض السلطات المحلية التابعة لنفوذهم حظراً على استخدام رموز الحقبة السوفياتية، وتحطيم تماثيل أبطال مقاومة النازية وشهدائها من الأوكرانيين، وتمت إدانة أعمال قتل العشرات من العناصر الوطنية في أوديسا وحرق مباني النقابات العمالية على يد اليمين المتطرف «النازيون الجدد». والدليل على عودة أجواء الحرب الباردة، أن جون كيري وزير الخارجية الأميركية طالب دول حلف الناتو بزيادة حصتهم خلال الأعوام الخمسة المقبلة في النفقات العسكرية أكثر من 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الأهداف الدفاعية حسب تصريحه. ولأنه لم يعد هناك اتحاد سوفياتي ليشكل خطراً شيوعياً «وهمياً» على الدول الرأسمالية، فإن ما يحدث الآن هو التجهيز لإعادة اقتسام العالم بين الولايات المتحدة ودول أوربا وحليفاتها من ناحية وبين روسيا المنافسة الرأسمالية الجديدة وحليفاتها من ناحية أخرى، وهو أمر محتوم كما ذكر لينين في كتابه الشهير «الامبريالية أعلى مراحل الرأسمالية»، مما يعرّض الكرة الأرضية للدمار مئات المرات بسبب السباق النووي في العالم، فيما لو قامت حرب عالمية جديدة. فكلما أرادت الشعوب التخلص من تبعيتها السياسية والاقتصادية للرأسمالية وبناء اقتصادها المستقل، تنتفض الولايات المتحدة لحياكة المؤامرات ضد أنظمة وشعوب هذه الدول، وهو ما يحدث بكل وضوح في فنزويلا، من خلال الدعم الأميركي للجماعات اليمينية فيها كي تقوم بانقلاب ضد الحكومة اليسارية. ورغم كل هذه الإجراءات الشيطانية ضد ثورات الشعوب العربية وضد تمرد شعوب العالم في أرجاء الأرض للخروج من عباءة الامبريالية، لن يستطيع النظام الرأسمالي حل أزمته الاقتصادية البنيوية العميقة والخانقة التي يمر فيها منذ 2008، بل سيشهد هذا النظام مزيداً من الانهيار، ولن يفيده إحياء الحروب الباردة والساخنة في العالم، ولن يستطيع زيادة الإنفاق على الآلة العسكرية بعد تخفيضها بسبب الأزمة، ولن يجد معيناً له سوى الدول النفطية. سيبقى السلم العالمي قيمة بشرية كبرى، ويجب على شعوب العالم الدفاع عنه تجنباً لدمار غير مسبوق، قد يؤدي إلى زوال الجنس البشري بسبب أطماع الرأسمالية ولزيادة أرباح شركاتها الضخمة.
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك