الإصلاح يجب أن يكون اجتماعياً وليس سياسياً.. هذا ما يراه الدعيج
زاوية الكتابكتب مايو 12, 2014, 1:04 ص 449 مشاهدات 0
القبس
لو لم نكن متواطئين.. ما سرقنا خمسة
عبد اللطيف الدعيج
عندما تقف منظمة أو مؤسسة مثل قائمة الوسط الديموقراطي ضد «نسمة» أو بالأحرى كذبة من كذبات الإصلاح والتطوير الاجتماعي، فإن هذا يعني أن على البقية السلام. عندما يقف من نتأمل فيهم خيراً ضد «خطوة» مبدئية من خطوات الإصلاح والتحضير للتنمية، فإن هذا يعني أن البقية أو الكل ليس فيهم خير.
أنا لا اعترض على الإطلاق على تنامي الفساد واتهام السلطة أو الحكومة برعايته، ولكنني أعارض، وبشدة، أن يتم حصر الفساد ومساوئه في الحكومة أو السلطة أو خمسة أنفار أو بضع عائلات كما يدعي البعض. المؤسف أن الفساد عام وشامل وكامل الدسم أيضاً. كل الكويتيين يتعيشون كما رددنا مراراً على خزينة الدولة، والكل ينهب ما يشاء منها. صحيح أن النهب يتفاوت، وليس هناك جدال في أن حصة البعض من النهب بالملايين، بينما يتحصل الآخرون على الفتات، ولكن مثل ما ردد رافعو لافتات الفساد.. الدينار الواحد مثل المليار الواحد.. والسرقة هي السرقة.. والاختلاس هو الاختلاس.. ولا يشفع لأي كان ضآلة حصته من النهب أو السرقة.
الكل ينهب، والكل يسترخص أمر استنزاف الأموال العامة. كنا نسميها «استحواذاً» في السابق. اليوم، وبعد اتضاح الأمور وبعد بروز مشاكل الإفلاس، فإنها سرقة مكشوفة، ومع الأسف مقبولة من الجميع. الجميع، يعني كل الكويتيين، بطريقة أو بأخرى يستحوذون أو ينهبون المال العام. لهذا، يتجرأ الحرامية الكبار، ولهذا يستمر مسلسل النهب والاختلاس لأنه أصبح عادة اجتماعية، بل حقاً مع الأسف لكل مواطن كويتي.
إن أكثر تشجيع للفساد هو الادعاء بأن أبطاله أفراد معدودون. وأن إدانة أو حتى إزالة هؤلاء الأفراد سيكفل الحماية ويوفر الحصانة للأموال العامة. هذه كذبة كبرى، بل إهانة لكل الكويتيين الذين يعبث بهم خمسة أفراد أو ربما أقل وهم صامتون كما الادعاء. كذبة كبرى لأن ليس بإمكان أفراد ولا حتى آلاف أن يسرقوا شعباً ما لم يكن هذا الشعب نفسه متواطئاً أو على الأقل قابلاً بالسرقة. لهذا، نحن نصر منذ زمن على أن الجميع يسرق، وأن الجميع متواطئ، وأن الإصلاح يجب أن يكون «اجتماعياً» وبشكل كامل، وليس سياسياً وبشكل مجتزئ.
تعليقات