وليد الغانم يكشف حقيقة توبة علي الراشد السياسية
زاوية الكتابكتب مايو 13, 2014, 12:46 ص 1408 مشاهدات 0
القبس
علي الراشد والتوبة السياسية!
وليد عبد الله الغانم
علي الراشد، النائب المستقيل وفي رأينا المدافع الاول عن الحكومة في السنوات الأخيرة وعراب الصوت الواحد ورئيس المجلس المبطل الثاني، قلب مواقفه السياسية رأساً على عقب، وانتقل الى موقع المعارضة الصريحة، وان كانت في خندق مختلف عن خندق الاغلبية المبطلة.
هذا التحول الصعب للراشد لم يكن الأول في مسيرته، فقد سبق له قبل سنوات أن انتقل من الجانب المعارض للحكومة الى الصف الامامي للمدافعين عنها، واستفادت الحكومة منه خلال تلك الحقبة أيما استفادة، إذ طالما تصدر الهجوم على خصومها والتبرير لافعالها وربما التهوين من اخطائها، والتجميل لاقل عمل تقوم به من واجباتها، حتى اكتفت الحكومة من خدماته وحولت وجهتها للجانب الاقوى كالعادة، ليجد الراشد نفسه مضطراً للعودة الى الموقع الأول في عمله السياسي كنائب معارض ولكن بعد فوات الأوان.
لست بصدد ذكر التناقضات السياسية الضخمة في مواقف علي الراشد، فأبسط المتابعين للشأن العام يعلمها، ولكن من الانصاف ان نتذكر أن تغيير الراشد لموقعه السياسي لم يحصل الا بعد خسارته لمنصب رئيس المجلس، ويبدو أنه لو فاز به لظل علي الراشد الذي نعرفه مؤخراً الصوت الموالي بكل وضوح.
لا يمكن اعتبار تغير مواقف الراشد انها من قبيل التضحيات الوطنية، فالانسان المضحي من يخسر شيئا بسبب مواقفه لا من يغير مواقفه بعد خسارته، اذ يصبح التغيير حينها تحصيل حاصل كما في حالتنا هذه، وبالتأكيد لا يملك احد أن يمنع الراشد من اتخاذ الجانب الذي يراه، فكثيرون قبله قد تقلبت مواقفهم من اليمين الى اليسار مرات ومرات، والعبرة ليست بهذا التغيير، وانما بتوقيته وبفائدته للوطن، وبالقدرة على الثبات عليه، والترفع عن اي مكاسب سياسية وغيرها من ورائه أو الانتقام من خصومه، المفارقة الوحيدة التي أراها ان علي الراشد رغم كل تقلباته السياسية فإنه رفع شعار «مع الحق والحق ما يتغير»، فمن الذي تغير إذاً؟ .. والله الموفق.
تعليقات