هجرة الكويتيين!!.. بقلم أنور الرشيد

أسوء خبر سمعته يوم أمس وهو ليس بخبر جديد وإنما يتناقله الكثيرين من الكويتيين وهو خبر الهجرة من الكويت، هذه حقيقة نسمعها دوما وقد برزت على السطح بشكل مقرف منذ تفاعل الأحداث وتطوراتها بعد التعديات الواضحة على الدستور والقانون والقيم الكويتية النبيلة ، بدأنا نسمع عن هجرة الكويتيين من الكويت للإقامة والاستقرار في الخارج وهذا بحد ذاته تطور بالغ الخطورة على أمن واستقرار المجتمع ، فمالذي يدفع الكويتيين لهذا التفكير؟ لا بل تجاوزا التفكير وطبقوا الهجرة بالفعل لذلك نجد اليوم مابين كل مائة كويتي تسعين منهم لديهم عقار خارج الكويت ، وذلك يعبر تعبير حقيقي عن الخوف من المستقبل في ظل حكومات هي المسئولة عن وصول الكويتيين لهذه الدرجة من الخوف على مستقبلهم ومستقبل أولادهم ، في عشرينيات القرن الماضي عندما هاجر الكويتيون للبحرين اضطر حاكم الكويت آن ذلك بمراضاتهم لأنهم كانوا يمولون خزينة الدولة ولكن اليوم الوضع مختلف لخزينة الدولة تبذر وتنهب بشكل رسمي وأمام أعين الكويتيين . وطالبوا بأن تكف الحكومات المتعاقبة عن ذلك النهب المنظم ولكن قوى الفساد هي التي تسيطر على كل شيئ ، لذلك هناك من فضل ترك القرعة ترعى على مواجهة قوى الفساد ، وهناك من لازال يقارب قوى الفساد ويدفع ثمن مواقفه ، وهناك من فضل الهجرة والاستقرار بالخارج ، هكذا نفتتح يومنا وتلقيت هذا الصباح مكالمة مؤلمة حقاً تبلغني بها سيدة بأنها عازمة على الهجرة ، وأنهم قد باعوا منزلهم وسيغادرون الكويت لمستقبل أفضل لهم ولأبنائهم بعد أن تم سد كافة المنافذ لمستقبل مشرق أمامهم ، خصوصا بعد ملاحقات أمنية وسط صمت فاق كل التصورات ، لذلك اقول لمن هاجر ولمن سيهاجر هذه ارض آبائنا وأجدادنا ولن نُهاجرها ولن نتركها ومن دخل علينا هو الذي يجب أن يهاجر ولم يعد التاريخ يملكه احد ولن نسمح لأحد بأن يدمر الكويت أكثر من ذلك فهي لنا جميعاً وليست لفئة فاسدة عاثت في الكويت فسادا حتى جعلت أهل الكويت يهاجرون منها ، وأقول لهم كل يوم يمر على أهل الكويت بهذا الوضع المزري يزيدهم حنقا وأقول لهم سنطالب بعدالة انتقالية ولن نسكت عن من ضيع بلدنا وضيع مستقبلنا وشرد أهل الكويت بين أصقاع العالم ، وأكرر ما سبق وأن ذكرته بمقال سابق أنكم تدمرون الكويت بكل وضوح وأن كنتم مُصرين على ذلك فتحملوا مستقبلكم الذي انتم من يضعه على كف عفريت.

أنور الرشيد