كيف نرطب صيف الكويت السياسي؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه سالم الشطي
زاوية الكتابكتب مايو 15, 2014, 12:57 ص 1401 مشاهدات 0
الراي
فيض الخاطر / كيف نرطب الصيف السياسي؟!
سالم الشطي
«هناك ساعة حرجة يبلغ الباطل فيها ذروته وقوته، ويبلغ الحق فيها أقصى محنته.. الثبات في هذه الساعة الشديدة هو نقطة التحول» -الشيخ محمد الغزالي.
***
من كثرة ما نقول إن الكويت تعيش ظروفاً سياسية مضطربة استثنائية أخشى أن تصبح هي الأصل، والهدوء والتوافق والإصلاح هو الاستثناء!
فالمتوقع صيف ساخن سياسياً؛ سخونة تذيب الكثير من القناعات والحواجز، وقد ينتج عنها تصرفات غير متوقعة، تظهر جلياً بعد عيد الفطر، وربنا يجيب العواقب سليمة.
أصبحنا بين حكومة مترنحة ليست بصاحبة قرار، مهاجمة من قبل أطراف هي بالأصل متناحرة! وبين مجلس فاقد لهويته في الغالب.
وبين أناس بعضهم لا يرقبون في أموال الكويت وشعبها إلاً ولا ذمة، يحللونها لأنفسهم ويستخدمون مختلف الوسائل غير المشروعة ليزيدوا أرصدتهم المتخمة أصلا تخمة! ويضيفوا إلى وديانهم الذهبية ودياناً أخرى، يرون أن الوطن في نهب الأموال العامة وسرقة مقدرات البلد (غفور رحيم)، بينما لتوفير الضروريات الأساسية للشعب والبنية التحتية للبلاد يكون (شديد الحرص والعقاب)!! في قسمة ضيزى لا ترضي الله ولا من في قلبه ذرة وطنية!!
وبين معارضة منغلقة على نفسها ومنقسمة بداخلها ومتعنتة في طرحها لا تقبل أي تفاوض أو مناقشة مع الأطراف الأخرى، تظن أنها ما زالت غالبية في سلطة تشريعية رقابية وتعوّل على شعب همه فقط أن يأكل ويشرب وينام للأسف الشديد!
هذا كله في ظل أسرة يكن لها الشعب كل الحب والتقدير والاحترام، ولا ينافسها على الحكم بل يشاركها في إدارة شؤون الدولة، ولكن بعض أفرادها يضربون بعضهم البعض مستخدمين أداة «الشعب» في ذلك!
الكويت بالفعل على صفيح ساخن، ويزداد سخونة بازدياد حرارة الجو، فما سبيل تهدئة الأوضاع؟ لا أشك لوهلة أن الحل يبدأ من إصلاح ذات بين الأسرة الحاكمة، ومحاسبة المذنب منهم محاسبة عادلة تهدئ من حنق الشارع، وبعد ذلك يمضي مشوار الإصلاح بكسر عظم الفساد والمفسدين في كل مؤسسات الدولة وسلطاتها بدءا من رؤوسها مرورا بالقيادات الوسطى وانتهاء بأصغر موظف فيها، وقتها سيشعر المواطن بالعدالة والمساواة والأمن والأمان، وان أمواله وأموال أبنائه ومستقبلهم في أيدٍ قوية أمينة لاتخشى في الله لومة لائم.
وبعدها يعقد مؤتمر وطني يضم فئات الشعب المختلفة وتياراته السياسية، يطرح كل منهم رؤيته للإصلاح السياسي، ومشروعه للنهوض بالكويت، ويتم النقاش وتقديم الملاحظات الموضوعية، ويتنازل هذا الطرف قليلا، وذاك كذلك، حتى نصل إلى رؤية عامة يتفق عليها بالتصويت، ثم تطرح لاستفتاء شعبي عام، وبعدها نرمم ما يحتاج إلى ترميم في الدستور الحالي، ونعالج مواطن الخلل فيه، فنرتقي بممارساتنا السياسية سواء الحكومية أو الشعبية، وكل ذلك ينصب في مصلحة الكويت بإذن الله.
المرحلة الثالثة للإصلاح هي بتشكيل حكومة من غالبية برلمانية، بمعنى أن غالبية الحكومة تكون من البرلمان، وذلك قريب مما عرضته الغالبية النيابية في المجلس المبطل الأول حين طرحت توزير تسعة وزراء من أصل 16، وهذا يخفف من حدة التوتر والتأزيم بين السلطتين، ويمنع من «الحل» الذي أصبح عادة حكومية تستخدمها مع المجلس متى فرد عضلاته! وهذه المرحلة موقتة إلى حين اختيار رئيس وزراء شعبي يمكن محاسبته بجدية أكثر!
***
برودكاست:
أبارك للسيد ولد السيد ولد السيد د. محمد الطبطبائي اختيار جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية له «شخصية العام» لما قدمه من جهود ومسيرة علمية في مجال تخصصه.
وهذا العالِم السمح الخلوق يستحق مثل هذا التكريم، فقد رأيته عن قرب حين درست على يديه ونهلت من أدبه وخلقه قبل علمه، يحمل هم أمة ومجتمع، ويتابع مايدور من أحداث ليدلي بدلوه فيها برؤية شرعية مؤصلة، في وقت يسكت بعض المشايخ والعلماء خشية تصنيف أو فقد مكاسب، ومازالت تجمعني به علاقة أخوية وتواصل.
تعليقات