وليد الجاسم للحكومة: أعيدوا المطابخ المركزية وشوربة العدس إلى مدارسنا

زاوية الكتاب

كتب 865 مشاهدات 0


الوطن

أعيدوا شوربة العدس إلى المدارس يا قوم

وليد جاسم الجاسم

 

ما يثار حالياً وبشكل شبه يومي في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي عن مشاكل في وجبات الطعام المدرسية وعفن أو بكتريا هنا وهناك، يشير الى خلل واضح في تحديد نوعية الطعام نفسه اضافة الى اشكالية في توفير الكميات المطلوب من كل شركة اعدادها يومياً، ناهيك عن ضيق الوقت الذي ربما يدفع بعض الشركات الى اعداد الوجبات وتغليفها قبل الموعد المقرر للتوزيع على الطلبة بيوم أو يومين، مع اشكاليات في التخزين والتبريد والاضطرار الى نقل الوجبات بسيارات ربما تكون معزولة عن الحرارة لكنها غير مبردة او تبريدها لا يكفي، وهذا بحد ذاته كاف لتنامي العفن وانتشاره بين الوجبات، وبسرعة هائلة تضاهي سرعة انتشار الفضائح والاشاعات في هذا البلد.
في الايام الخوالي.. عندما كانت الكويت.. (تفكر) وتنجز، كان في كل مدرسة مطبخ مركزي، يقدم مأكولات ليست سهلة العطب ولا تملؤها البكتيريا والأوساخ.
وجبة المدرسة كانت كوب عدس دافئ ومحترم يسكب من القدر العملاقة، كوب حليب ساخن أيضاً يسكب بعد غليه في المدرسة، وبيضة مسلوقة وجبنة مثلثات وقطعة خبز.
وقتها كان المعلم يصرخ فينا.. (من جايب ملح وفلفل) لكي يأكل البيض المفيوح.. فيتهافت الطلبة من فصيلة (بوقلبين) ليقدموا له الملح المخلوط بالفلفل الاسود والملفوف بقطعة ورق صغيرة (غالبا ورق جرائد) دسها في جيب بنطاله المدرسي صباحا قبل قدومه الى المدرسة!
لم يكن الطلبة آنذاك يعانون من الوجبات ولا المعلمون يعانون، ولا وزارة التربية تعاني، الامور ماشية وفق روتين يومي متناغم لا يعرقله شيء.
لكنهم - لا بارك الله فيهم - ارادوا التوفير والتقتير من قوت الطلبة، فانتزع الله البركة من الحكومة من تلك الايام وحتى يومنا هذا، حيث دخلت الكويت في مصائب متتالية خارجية وداخلية، ولم يكتب لبلادنا الراحة من تتاليها على رؤوسنا حتى اليوم.
الآن، مع تزايد «الفذلكة» والرغبة في التظاهر بالمدنية والتحضر فرضوا على الطلبة ان تكون الوجبات (هيلثي: صحية) وخدعوكم فقالوا الخضار هي الصحة. ونحن لا ننكر ان (الخضار) مصدر مهم للألياف ويحتاج الجسد إليها، لكن الخضار تتعرض الى تلوث شديد اثناء الزراعة إما بسبب رش المبيدات، وإما بسبب قربها الشديد من التربة وملامستها لها بما فيها من اسمدة عضوية وكيماوية.
اطباء اعرفهم يؤكدون لي ان الخضار مهما زادت فوائده الا ان مضاره كبيرة جدا بسبب التلوث وعدم القدرة على العناية بتنظيفه.
ولمن لا يصدقني فليشتر رأس خس كاملا ويفككه ورقة ورقة وسوف يشاهد بعينيه ويلمس بيديه ما يخرج من بين وريقات الخس من خنافس صغيرة وصراصير ألمانية صغيرة عدا عن بيوض الحشرات التي استقرت داخلها بحثا عن الدفء والظلام.. والرطوبة، وهذا مرتع ليس كمثله مرتع تحيا فيه البكتيريا والجراثيم.
ومن يقرر ان ينظف الخس والخيار.. والجزر المنتزع اصلا من التربة المملوءة بالاسمدة بدقة متناهية ثم (يكتمها) بالنايلون ويكدسها فوق بعضها حتى يوم غد او بعد غد حيث يتم توزيع الوجبات (الهيلثي) على الطلبة؟! عندها، والخضرة رطبة ومكتومة في الاكياس سرعان ما تعود اليها البكتيريا والعفونة وبسرعة كبيرة جدا.
الزبدة: تبون العقل والمنطق، خلوها وجبات من النواشف اضمن، واعيدوا المطابخ المركزية وشوربة العدس الى مدارسنا.. وتوقفوا عن التقتير في قوت الاطفال.. لعل الله يطرح فيكم ولكم البركة من جديد.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك