بريطانيا تدافع عن اتهامها بانتهاك القانون الدولي
عربي و دوليمايو 21, 2014, 9:17 م 470 مشاهدات 0
دافع أحد القادة العسكريين البريطانيين البارزين عن قيام اثنين من الجنود التابعين لسلاح الجو الملكي البريطاني، بالتقاط صور يظهر فيها أحدهما وهو يبرز علامة تعبر عن شعوره بالسعادة، بينما كان يقف بجوار جثة مقاتل ينتمي لحركة طالبان، مشيراً إلى أن ذلك الحادث عكس سعادة الجنديين التي يمكن تفهمها لنجاحهما في إنهاء حياة مقاتل ينتمي للأعداء، في الوقت الذي اعتبرت فيه منظمة العفو الدولية تلك الواقعة بمثابة انتهاك للقانون الدولي الإنساني.
وقال الكولونيل ريتشارد كيمب، الذي قاد القوات البريطانية في أفغانستان في عام 2006، إنه رغم كون سلوك الجنديين يعتبر بمثابة خرق واضح لسياسة القوات البريطانية، إلا أنهما قد تعرضا مؤخرا لـ 'هجوم مدمر'، وشعر كلاهما بالابتهاج بصورة مفرطة ومفهومة لفوزهما بما وصف بمعركة شرسة مع حركة طالبان في أفغانستان.
تعد عملية التقاط الجنود صورا تذكارية محظورة بصورة صارمة، وبعد الكشف عن تلك الصور، تم سحب الجنديين من مهام الصفوف الأولى، في الوقت الذي تجري فيه وزارة الدفاع البريطانية تحقيقات بشأن تلك الواقعة، وكانت الصور، التي تم التأكد أنها أصلية، قد التقطت في عام 2012 في قاعدة كامب باستيون بمقاطعة هيلماند الأفغانية، في أعقاب وقوع معركة عنيفة بالأسلحة النارية، التي أسفرت عن مقتل اثنين من الجنود التابعين للقوات البحرية الأمريكية وأكثر من عشرة عناصر تنتمي لحركة طالبان.
ومن جانبه صرح الكولونيل ريتشارد كيمب لبرنامج 'اليوم '، الذي يذاع على قناة 4 الإذاعية التابعة لشبكة بي بي سي البريطانية، قائلا إنه 'رغم إنني بالطبع لا أقبل هذا النوع من السلوكيات، إلا أن الصور تم التقاطها مباشرة بعد نشوب هجوم عنيف مع حركة طالبان.
وأردف كيمب أنه بعد مرور عامين على تلك الواقعة يبدو الأمر مزعجا، ولكن عند تذكر أن الجنديين كانا تحت تهديد كبير لحياتهما، حيث خاضا معركة شرسة للغاية مع عناصر للحركة المسلحة، مشيراً إلى أنه يحترم ما يراه في الصور ويعتبره يكشف عن سعادة مفرطة لكونهما مازالا على قيد الحياة، إذ إن سعادتهما يمكن تفهمها في سياق رؤيتهما الأعداء وقد قتلوا، وأضاف أن ممارسات أكثر سوءا قد حدثت في أفغانستان، مقارنة بالواقعة السابقة.
من المستبعد أن يتسبب نشر تلك الصور في عواقب خطيرة، حيث لا توجد أدلة تفيد انتهاك أو إساءة معاملة الجثة أو إهانتها بأي صورة كانت مقارنة بالمعاملة التي شهدها السجناء في سجن أبو غريب بالعراق، التي أسفرت عن تجدد الهجمات العنيفة ضد القوات الأمريكية وحلفائها. يذكر أن الوحدة الجوية البريطانية لم تعد تتمركز في أفغانستان، كما أن معظم القوات البريطانية المتبقية لا تتخذ مواقع في الصفوف الأمامية.
التقاط الجنديين صورا لجثة مقاتل طالبان يمثل خرقا لقانون الصراع المسلح، ومع ذلك يأمل الجيش البريطاني أن يتم رؤية هذا الحدث في سياقه، أي في سياق جندي شاب قام بفعل أحمق إثر ارتفاع معدل الأدرينالين في دمه بعد الفوز بالمعركة ضد حركة طالبان.
وصرح كيمب لشبكة بي بي سي أيضا أنه لا يعتقد أن تلك الواقعة قد تتسبب في إثارة غضب الحركة المسلحة في أفغانستان، ولن تؤثر في ضراوة الهجمات التي تشنها على القوات البريطانية.
كما أوضح المتحدث باسم سلاح الجور الملكي أن 'الأفعال والممارسات غير الملائمة لن يتم تقبلها في القوات المسلحة'، مشيراً إلى أن سلاح الجو الملكي يتعامل مع الحادث بصورة جادة للغاية، كما أجرت الشرطة العسكرية تحقيقات بهذا الشأن.
وفي أعقاب الكشف عن تلك الصور، تم سحب الجنديين التابعين لسلاح الجو الملكي من تأدية مهام الصفوف الأولى، وهما الجندي الذي ظهر في الصورة والآخر الذي التقطها. ولم تستبعد وزارة الدفاع البريطانية إمكانية تورط جنود آخرين في تلك الواقعة. وفي الوقت الحالي يتولى الفرع الخاص بالتحقيقات في الوزارة مهمة التحقيق مع الجنود ووفقا لجوان مارينر، مديرة قسم القانون والسياسات في منظمة العفو الدولية، 'الصور التي يظهر فيها الجنود البريطانيون وهم سعداء بانتصارهم بجوار جثث مقاتلي طالبان مروعة'وأردفت: إن تلك الصور تنتهك معايير القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك المادة الثالثة من اتفاقيات جنيف، التي تحظر المعاملة المهينة لجثث المقاتلين.
وعلى صعيد آخر، قال فيرنون كواكر، وزير الدفاع في حكومة الظل، إنه يجب إجراء تحقيقات سريعة ولكن شاملة بشأن الواقعة، ويجب أن تعرض نتائجها على الرأي العام وأشار إلى أن تلك الصور لا تعكس المعايير المرتفعة التي تتعامل وتلتزم بها القوات المسلحة البريطانية، مشيراً إلى أن الجنود سواء كانوا رجالا أو نساء يؤدون خدمتهم تحت ضغوط شديدة، وتحت تحديات جسدية وعاطفية، ومع ذلك فهم معروفون بسمعتهم، حيث يقومون بمهامهم بنزاهة واحتراف.
تعليقات