سلوى الجسار تحدد متطلبات البيئة الآمنة لحماية الأطفال
زاوية الكتابكتب مايو 24, 2014, 12:56 ص 453 مشاهدات 0
الوطن
رؤيتي / حماية الأطفال من الإهمال
د. سلوى الجسار
نتابع بشكل مستمر كثرة حوادث الأطفال بأنواعها بسبب اهمال الوالدين، وسوء معاملة ورعاية الأبناء، وتركهم ضحية للخدم أو لحضانات غير مرخصة لا ينطبق بها الأمن والسلامة والاشراف والمتابعة. ولعل حادثة الأطفال والحريق وتركهم في الشقق دون عناية واشراف ورعاية وخروج الوالدين للعمل، واندلاع الحريق الذي أودى بحياة بعضهم رحمهم الله، مع الدعاء لوالديهم بالصبر والسلوان لهو مثال واقعي يوضح نمطاً من أنواع الاهمال الذي يواجهه الأطفال والأبناء. ان حقوق الأطفال وما يتعرضون له من آفات مجتمعية واعتداءات يحرمها ديننا الاسلامي والقوانين الدولية لحفظ حقوقهم وهذا بحاجة الى وقفة وبحث ونقاش.
لقد زادت نسبة الحوادث في السنوات الأخيرة كما زاد عدد الحالات التي تتردد على المستشفيات والمراكز الصحية بسبب التفنن بحالات الاعتداء وأنواع الاهمال المتعمد وغير المتعمد في ظل غياب التشريعات والتشدد بتطبيقها بالاضافة الى طبيعة المجتمع وحساسيته المرهفة في عدم الافصاح عن الكثير منها وأنواع الاعتداءات المختلفة التي يتعرض لها الأبناء. انه من المؤسف حقاً تعرض الأبناء وهم في عمر الزهور الى الكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية والجنسية والعديد من الاصابات والاعتداءات الجسدية ناهيك عن الحوادث المختلفة وأنواع الاصابات التي تقع في الحضانات والمدارس دون رقيب ولا حسيب، فاذا كان ذلك يحدث في الصرح المدرسي وهو مكان تعلم الأخلاق والتربية والتعليم واكتساب السلوكيات الحميدة، فماذا نتوقع مما يحدث خارج أسوار البيئات التربوية والتعليمية؟. أضف الى ذلك ما يؤلمنا في ظل التكنولوجيا الحديثة وسوء استخدامها والتي أثرت سلبا في ظهور العديد من سلوكيات سيئة غير مقبولة على نسبة غير بسيطة من أفراد المجتمع. كما اننا نعاني من السلوكيات السلبية للخدم والتي انعكست على تعاملهم مع الأبناء وانتقال القيم الدخيلة ذات السلوكيات المرفوضة على الأطفال مما انعكس ذلك على سلوكيات الأبناء من اهمال ودلع وانحراف وعنف وأمراض نفسية مختلفة من خوف وانطواء وتردد وضياع، في وقت يستمتع به الآباء والأمهات براحتهم خارج المنزل واللهو مع الأصدقاء والربع، وقد يصل بهم الى السفر لعدة أيام دون صحبة الأطفال والأبناء. فكم حادثة حصلت ان الخادمة تخرج وتهرب وتترك الأطفال لوحدهم في المنزل أو الشقة، ما مصير هؤلاء الأطفال وهم لوحدهم بين الحيطان وجميع الوسائل الخطرة في متناول أيديهم؟ كم حادثة قتل لأطفال قامت بها الخادمات؟ ألا نتعلم من هذه الحوادث، ما لنا نعيش وكأننا في سبات عميق؟ ان حماية الأطفال تتطلب منا ايجاد بيئة آمنه لهم ويتوفر فيها العديد من الأمور الهامة وهي:
- اعادة النظر في التشريعات المحلية بما يتماشى مع القوانين الدولية.
- الاهتمام بدور الأسرة وواجباتها اتجاه الأطفال وفرض القيود والقوانين لمحاسبة الأسرة عند اخلالها بدورها في تربية الأطفال ورعايتهم.
- عمل برامج توعوية للأسر والأفراد والمجتمع بالتركيز على تربية الأطفال.
- تدريب العاملين في الحضانات والمدارس.
- دراسة لوائح المحاسبة والعقاب عند اخلال كل انسان بدوره في تربية الأطفال ورعايتهم.
تعليقات