سنن كونية .. بقلم عبدالله الجباري

اريد ان اقف وقفة تأمل ازاء سنة كونية وهي متقلبه بين سرور وحزن او حزن وسرور فهذه سنة كونية حينما خلق الله الكون وضع القوانين والسنن ليشق بها البشر طريقهم وفق تلك القوانين،، فالعاقل من يعلم ان الايام متدوالة ومتحولة ولا شك بذلك،، وليس ذلك الا تنبيها للبشر ليعلموا ان احوالهم متغيرة فلا يتجبروا او يظلموا او يطغوا على احد،، فالتاريخ شاهد على ذلك وثلث القرآن اتى بسياق قصص للعبرة والعظة فلنبدأ حكايتنا ولكن السؤال من اين نبدأها؟! هل نبدأ من البداية؟! ام من حيث انتهت بنا تلك البداية؟!
فما بعد الظلام الا نوراً ينعش به امال النفوس تلك سنة كونية لا مفر منها ولا جدال عليها فما بعد الظلم والجور الا عدلا وقسطاً فقد قال تعالى (( وتلك الايام نداولها بين الناس)) قاعدة قرآنية على اثبات تدوال الايام فهي نقطة الارتكاز لحكايتنا ان مايحدث من تغيرات بوتيرة عاليه وسريعه في وطننا العربي بشكل عام تدعونا لاعادة النظر حيال الامور ، ونتائج مايحدث فهي لاتخفى على احد ، فوسائل التواصل الاجتماعي قد تكفلت بهذا ، فمن تلك الاحداث والنتائج ما نراه من ثورات عربية فنرى هنا شعوب ثارت ضد الظلم والطغيان فانتصرت،، ونرى هناك شعوب لازالت تقاتل لتنال من الدكتاتورية، وشعوب انتصرت ثم انهزمت، فإني اعلم علم يقينا انها ستعود وتفيق وتنتصر فما بال 'المنقلبين' على شعوبهم فرحين ؟! ونرى هناك شعوبا مترددة مابين الانتصار لذاتها او الخضوع، لكن الاكيد انه التردد سيزول !
فالتاريخ يحكي لنا ان الشعوب لاتثور الا لكرامتها سواء تاخرت بذلك ام تعجلت به! فعندما ترى هذه الاحداث عزيزي القارئ لاتتعجب فتلك 'سنة كونية' العجيب من يستغرب ثورة الشعوب ويقول كيف حدث ذلك وبدا يسرد لنا نظرية المؤامرة التي اصبحت عرابا للحكام ليخيفوا بهم شعوبهم!! هل التداول يكون فقط في الايام؟! هل يجوز ان يكون تداول الايام بالاخلاق؟ هل من الممكن ان يكون التداول بكل شيء في حياتنا؟ فكر من جديد من اين ستبدأ الحكاية؟ من البداية؟ ام من حيث انتهت بنا تلك البداية؟