الشيخ فيصل الحمود المالك يكتب عن ذكرى وفاة والده

زاوية الكتاب

كتب 2268 مشاهدات 0


في ذكراك
رثاء في الذكرى ( 15 ) لوالدي رحمه الله
الشيخ حمود الفيصل رحمه الله

كأن شاعر العرب وحكيمهم أبو العلاء المعري كان يعنيك يا أبي وهو يرثي والده قائلا 'مضى طاهر الجثمان والنفس والكرى ' فلم تخل إطلالاتك ، عبر ذاكرة مشبعة بك ، من طهر ونقاء يصلح أيقونة لنبل الحس الإنساني ، المتراكم منذ أن خلق الله         عز وجل ، الحياة على هذه الأرض .

تأبي روحك أن تغادرنا وإن غادرنا جثمانك الطاهر منذ زمن تتسع وحدات قياسه ويزداد ثقلاً عاما بعد عام.

تطل علينا حينا ونبحث عنك أحياناً وفي كل مرة تترك لنا ما يكفي من راحة البال  التي ينشدها المرء  طوال حياته .

حضورك شرط لتصالح دائم مع الذات فيه معنى ودلالة القيم التي حرصت على غرسها في نفوسنا وباتت سلوكاً ومسارات لا تصلح الحياة  ولا يرتاح ضمير دونها .

إرضاء الباري عزوجل والمثابرة على قراءة كتابه العزيز وسنة رسوله وسير الصالحين من عباده الدرس الأول ، الذي حرصت على تعليمه لنا وكان مرشداً لنا وضابطا لإيقاع أيامنا .

في صدق تعاملك وضوحك قولك الحق ورفضك التسليم بالباطل كنت القدوة التي سعينا إلى الإستلهام منها قدر إستطاعتنا.

 نهلنا من سيرة التواد والتعاطف والتراحم التي كنت تجسدها في حياتك ، وأوصيتنا بها قبل مماتك ، ليصبح الكون فضاء إنسانياً لنا ، يتساوى البشر فيه أمام خالقهم   ويتميزون عن بعضهم بعضا بالتقوى .

في تفاصيل فعلك وقولك دروس إنتماء لوطن وأهل أحببتهما بكل جوارحك وأوصيتنا بعطاء موصول يليق بالكويت والكويتيين ويمتد ليشمل العرب والمسلمين أينما وجدوا على وجه البسيطة  .

بحر مترامي الأطراف معين لا ينضب نهر لا يتوقف عن الجريان ، سيرة الخير ومسيرته في حياتك التي نحرص على البقاء في فضاءاتها ما حيينا ، ندعو الله العلي القدير لك  لكي يتجدد ثوابك عند خالق الخلق ورب العباد  ، وأبناءك وأحفادك على دربك ووصاتك الخيره ، ويخصونك بالدعاء الدائم.

اللهم إرحم جميع أموات المسلمين.

الآن - رأي: الشيخ فيصل الحمود المالك

تعليقات

اكتب تعليقك