سوق الاعلام العلماني.. بقلم محمد البنوان
زاوية الكتابكتب يونيو 1, 2014, 10:58 م 1550 مشاهدات 0
من رحم المعاناة يولد الأمل ومن رحم بعض وسائل الاعلام يولد الكذب ربما تختزل العبارة سالفة الذكر واقع حال كثير من الندوات السياسية أو اللقاءات الاعلامية فمحصلته ما يمكن للمتلقى رؤيته من خلالها هو عشرين بالمئة من الحقيقة بينما تتغلف باقي الترهات بالكثير من الاكاذيب ببساطة انها حرب مصطلحات اعلامية فكثير من تلك الوسائل تتبنى ايدلوجيات محددة وترسم لواقعها سياسات عمل معينة قد تكون في كثير من الاحيان ملزمة بها وبين هذا وذاك نبقى كمتابعين مجرد اداة للتلقين أو أسوأ ان بعضنا يصدق كل ما يسمع «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» انزلت على النبي عليه الصلاة والسلام منذ اكثر من 14 قرنا وها نحن نرى واقع تأثيرات تركها اليوم فلو تم ترسيخ ثقافة التثبت في هذا الواقع المؤسف لأعاد صناع الاخبار وممولوهم التفكير مئات المرات قبل ان يمتهنوا مهنة الكذب ويعيدوا صياغة مصطلحات سياسية وفقا لارادات تغريبية فالمسلم هو من ينطق الشهادتين وان كان مصليا فهو مسلم ملتزم اما ان كان حريصا علىتطبيق اوامر الدين في كل أمر فهو مسلم متزمت وان دعا وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فهو معقد وان دعا لحماية الاوطان والاعراض والدين والذود عنها فهو ارهابي هذه هي المصطلحات التغريبية التي نتلقاها يوميا لترسيخ مفهوم مخالف للواقع خدمة لأطراف اخرى لا تريد بنا خيرا.
ان الحقيقة دائما ما تكون مؤلمة واعتقد ان الوقت قد حان لنصارح انفسنا بهذه الحقيقة فكوننا كشعوب مغيبة قليلة القراءة وغير مدركة لواقعها الذي يدور حولها نعتبر جزءا اساسيا في هذه المشكلة فكمتلقين لا نسعى لتبيان من حقيقة ما يصل الينا وكمتابعين نصدق كل ما نسمع ونسعى في كثير من الاحيان لتبهيره بمزيد من الاضافات لنعيد صياغته مولدين ما يسمى بالاشاعات دون ان نأبه بأن كل هذه الامور تشكل ما يمكن ان نسميه رأيا عاما ومنه تستلهم الكثير من الحكومات سياستها الخارجية والداخلية فمنذ متى ونحن لا نزال قابعين خلف جدر السذاجة غير ساعين للتخلص من اغلال الحماقة للانطلاق في اتون المعرفة لكي ندرك حقائق ما يجول حولنا من مؤامرات، ان السعي للاصلاح لا ينبع فقط من تصديق ما يقال بل من التثبت منه ثم السعي لاصلاح الخلل ان وجد اما الاعتقاد بأن وظيفة ما يسمونه بالسلطة الرابعة هي النشر ووظيفتنا هي التلقي والتصديق فهذا عين الخطأ واساس مجانبة الصواب بل هو الهلاك ذاته وما نراه ونسمعه لا يخفى على احد فقد اصبحت بضاعة الكذب هي الرائجة بينما اصبحت اكوام الصدق في سوق الاعلام «العلماني كاسدة» وحق لها ان تكسد لدى قوم الغاية عندهم تبرر الوسيلة.
وببساطة فإن التيارات السياسية مختلفةالايدلوجيات تسعى لتطبيق نظرياتها او لنقل فرضياتها على ارض الواقع وتكون الكثير من تلك النظريات والفرضيات هي عبارة عن اعادة صياغة انظمة حاكمة فاشلة انتهجت تلك الايدلوجيات فان تجميل هذه النظريات التي يدعون اليها عبر وسائل الاعلام وملئها بالرتوش املا في تجميل وجهها القبيح هي الطريقة المثلى لجعلها مقبولة على ارض الواقع ولهذا نرى ما نرى من مصائب وبلايا يندى لها الجبين ، ان تلك التيارات العلمانية هي الاساس في غياب شرف المهنة ان صحت العبارة وهي جزء من واقع الكذب المؤسف الذي يشهده واقعنا المعاصر وهي الاساس في اذكاء حرب المصطلحات وغياب المفاهيم الواقعية واستبدالها بأخرى وهمية فإن كان هذا واقعهم كجزء من المنظومة الاعلامية فلنا ان نرى ما الذي سينتهي اليه وجودهم ان اصبحوا جزءا من المنظومة الحاكمة السياسية.
تعليقات