موائد الإفطار والسحور متنوعة وإغراءاتها كثيرة .. ولكن !؟

محليات وبرلمان

عادات سيئة كثيرة تصاحبنا عند تناول الطعام بالشهر الفضيل و لابد من التحكم بها

501 مشاهدات 0


لا ننكر أن مائدة الإفطار التي ينتظرها الصائمون قد تغرينا كثيرا وتنوع الأطباق بها، توجه دعوة صريحة لنا بأن نقترب ونلتهم منها شتى أصناف الطعام الذي يتميز به هذا الشهر الفضيل, ولا يعتبر شيء خاطئ أن يشتاق الصائم للطعام، وخاصة بعد طول انتظار من الساعات المتواصلة للصيام, لكن الطامة عندما يتم الهجوم بصورة جنونية ويتم التهام ما وجد على سفرة الطعام، و كأن هذا الإنسان قد ظل دون طعام أيام و ليست ساعات.

 ففي شهر رمضان يكون كل شيء ذو طعم  نكهة خاصة، إذ تنفتح شهية الناس وتكثر الزيارات الأسرية, و يبقى التميز بتقديم ألذ الأصناف هي ميزة أصحاب المكان، رغم أن البعض يفضل استمرار بقاء أصناف معينة ومعروفة بشكل يومي، إلا أن التنوع و التغيير أيضا لابد أن تحظى بها سفرتنا الرمضانية. وللصيام عدة فوائد على جميع أجهزة الجسم، حيث يقوم بتجديد أنشطة هذه الأجهزة والأعضاء ويخلص الجسم من الفضلات المتراكمة، ويحسن دهون الدم ويخلص من الوزن الزائد، ويوفر فرصة حقيقية للمدخنين بالإقلاع عن التدخين، ويعطي الصائم شعورا بالراحة النفسية والطمأنينة، ويوفر له ارتقاء روحيا ونفسيا وتوازنا فسيولوجيا متكاملا. 
ولكن لابد أن ينتبه الإنسان لعدة نقاط كي لا يقع فريسة المرض، وهي الابتعاد قدر المستطاع عن السكريات أو عدم الإكثار منها, كما أن النشويات والدهون أيضا، عدوا لدودا لصحة الإنسان فيجب الانتباه لها, ولابد أن يكون الاعتدال في اختيار الأطعمة المتنوعة، حتى لا يهتز ميزان الحيوية والنشاط  ويتحول البعض للكسل و الخمول، نتيجة التهام كل ما يقع عليه ناظره دون تفكير.
 ان كثرة الإسراف والمبالغة في أكل الطعام، وعدم الاهتمام بالعادات الغذائية السليمة تجلب معها الوهن والتعب للجسم، وتعرض أوعيته الدموية في الجهاز الهضمي للاتساع، لذلك يشعر البعض بالصداع و الغثيان والتعب كثيرا، نتيجة بعض التصرفات الغير صحيحة فترة الإفطار، والإكثار من السكريات والدهون التي تجلب معها الخمول الشديد، وتراجع نشاط الجسم و يقلل من طاقته التي اعتاد عليها.
 وأيضا من العادات السيئة التي يقوم بها الصائمون، هي تناول الطعام  بشكل متقطع منذ لحظة الإفطار إلى السحور,  مما يربك المعدة ويسبب لصاحبها متاعب كثيرة، كعسر الهضم والقيء والإسهال والكثير من النتائج السلبية، التي تعود بالمضرة على جسد الإنسان ، لذا ينبغي على الصائم تناول الطعام على فترات محددة وثابتة حتى ينتظم إفراز المعدة , ويصبح الهضم سليما، فيحتفظ الجسم بطاقته، ولا بد أن يتذكر الصائم أن معدته كانت في فترة راحة فيما يزيد عن 12 ساعة,  ولهذا لابد من مراعاة هذه النقطة، وعدم إجهادها والتوجه للإفطار بكميات معقولة من الأكل, ويبتدئ بكمية قليلة، مثل أكل التمر واحتساء أي نوع من الشوربة ومعه شراب غير بارد و مناسب , ولا يجعل الأكل المتنوع يتراكم بكميات كبيرة على معدته. 
وللعلم أن التمر يعتبر من العناصر الرئيسية، الذي لابد من تواجده على مائدة الإفطار لأهميته من الناحية الدينية لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : {إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ,فإن لم يجد فليفطر على الماء ,فإنه طهور }، ولاحتوائه على عناصر غذائية تمد الجسم بالطاقة بوقت زمني قصير لسهولة امتصاص وتحليل  الجسم له،  وبه القدرة على إعطاء الطاقة التي تحتاجها أجسامنا بصورة مباشرة بعد فترة الخمول التي كان بها وأيضا التنوع بالإفطار جيد لكن ليس بصورة مبالغة بل بالمعقول واختيار الأطباق التي تشتمل على جميع  العناصر الغذائية، وبالإمكان استبدال الحلويات والسكريات بطبق المهلبية والفواكه الطازجة، لأنها سهلة الهضم و الامتصاص.
 أما طعام السحور فيفضل تأخير وقته كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تأخير السحور فقال : (ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور) ولعل الحكمة من تأخير السحور  التقوي على الصيام، فكان تأخيره أنفع للصائم، ولكي يتمكن الجسم من الاستفادة منه، ويستعين بالعناصر الغذائية التي به حتى لوقت أطول في النهار، مما يساعده على تخفيف العبء عليه، وتأدية عمله دون مشقة، و يجب الابتعاد عن الطعام الذي يحتوي على الموالح والحلويات المركزة، حتى لا تزيد من عطش الصائم أثناء النهار، وتسبب عسرا في هضمها، كما يجب شرب السوائل بكميات كافية لتمنع فقدها من الجسم، والإكثار من الفواكه والتقليل من المشروبات المحتوية على الكافيين والمشروبات الغازية .
 فلنحاول قدر المستطاع أن نتحكم بسلوكياتنا الغذائية، والاستفادة من شهر رمضان بالكثير من الأمور التي تنفعنا وتكسبنا الأجر بهذا الشهر الفضيل، ولا نجعل من انشغالنا بالطعام هو العمل الأساسي لنا بشهر رمضان امتثالا لقوله تعالى  {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.
 
 
 
 
 

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك